سياسة الاعدام الميداني التي نشاهدها من خلال بث الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقيام سلطات الاحتلال من خلال اصدار التعليمات لجنود جيش الاحتلال الاسرائيلي بإطلاق الرصاص بشكل مباشر باتجاه الشبان بدعوة استهدافهم للجيش الاسرائيلي وقيامهم بعمليات ضده بات بحد ذاتها تشكل جريمة حرب وتستدعي قيام المؤسسات الدولية بإجراء تحقيقات موسعة في تلك المشاهد وأدانتها حيث تشكل جريمة إعدام جندي من قبل ضابط في جيش الاحتلال للشاب عمار حمدي مفلح (23 عاما) في بلدة حوارة جنوب نابلس من مسافة الصفر استمرار وإمعان في تحويل شوارع وطرقات الأرض المحتلة الى ساحات إعدام ميداني بدم بارد في مخالفات واضحة لقانون الدولي ولحقوق الانسان .
الاحتلال مستمر في عدوانه وسيطرته على الضفة الغربية من خلال ممارسة عمليات الارهاب المنظم وما يجرى بات نهج مستمر وانه يتم تسجيل تغيرات بشكل يومي في تعليمات إطلاق النار وسلوك قوات الاحتلال في الأرض المحتلة على أرضية السياسة العدوانية الجديدة ضد الفلسطينيين والتي تمثلت بالتفاهمات ما بين نتنياهو وكل من سموتريتش وبن غفير، كونها تؤسس لمرحلة جديدة في الصراع ركيزتها استخدام القوة الساحقة ضد الفلسطينيين بهدف النيل من إرادتهم واستسلامهم لواقع الاحتلال .
لا يمكن الاستمرار بالرهان على المجتمع الدولي حيث أصبح غير ذي فائدة في هذه الظروف، كون أن جرائم الاحتلال ترتكب علنا وجهرا أمام سمع وبصر العالم أجمع الذي يغض الطرف عنها، وعلى الرغم من أنها تنتهك كافة القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية بشكل لا لبس فيه، لتفسح الطريق أمام شرعنة شريعة الغاب في العالم وأنه يجب إجراء تحقيق شامل وفوري في مثل هذه الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها وعدم الاكتفاء بالصمت او بإصدار بيانات التنديد والاستنكار كونها لا تفيد بأي شيء بالنسبة لدولة اصبحت تتبنى النهج العنصري وتتسابق على ممارسة القتل والإبادة بحق الشعب العربي الفلسطيني الذي يناضل من اجل حقوقه المشروعة وفقا للقانونيين الدولية .
على المجتمع الدولي ومؤسساته ضرورة اتخاذ قرار بفتح تحقيق دولي بما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة وأهمية التحقيق في هذه الوقائع غير المقبولة، ويجب أن تكون هناك مساءلة كاملة وبموجب القانون الدولي، ولا يمكن تبرير القوة المميتة إلا في المواقف التي يوجد فيها تهديد خطير ووشيك للحياة حيث اظهر فيديو توثيقي التقط من المكان، بأن جندي إسرائيلي أطلق الرصاص الحي على الشاب مفلح وسط حوارة من نقطة الصفر، بعد عراك بالأيدي بينهما وأصيب مفلح بأربع رصاصات وترك ينزف على الأرض بعد أن منع جنود الاحتلال المواطنين ومركبات الإسعاف من تقديم الإسعاف له ليرتقي شهيدا واحتجزت سلطات الاحتلال جثمانه .
دولة الاحتلال ماضية بسياستها العنصرية كونها تعمل على تعميق وتكريس الاحتلال وتقوم بتحقيق المزيد من عمليات (تطبيق السيادة) والضم لجميع مناطق الضفة الغربية المحتلة عبر سلسلة طويلة من الإجراءات والتدابير الاستعمارية التوسعية والمواقف والتصريحات التي يطلقها قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف حيث ترسخ و تعمق نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) في فلسطين المحتلة عبر تجريد الفلسطينيين من أرضهم، وتوسيع دوائر تطبيق القانون الإسرائيلي بالتدريج على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وسط حملة تضليلية بدأ يقودها نتنياهو لتبرير إغلاقه للأفق السياسي لحل الصراع والمفاوضات مع الفلسطينيين محاولا تحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية عن ذلك .
المصدر: أمد للاعلام