واصلت قوات النظام وحليفها الروسي التصعيد العسكري في محافظة إدلب، بارتكابها مجزرة راح ضحيتها، صباح اليوم الأحد، تسعة قتلى وعشرات الجرحى، في حين أدان الائتلاف الوطني السوري المعارض التصعيد الأخير، وطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن مدنياً قتل وجرح ثلاثة آخرون، جراء قصف مدفعي لقوات النظام السوري على قرية كفرلاتا قرب مدينة أريحا جنوبي إدلب، من مواقعها في بلدة خان السبل.
كما أعلن الدفاع المدني السوري، في بيان، أن حصيلة ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا في مخيمات غربي إدلب ارتفعت إلى تسعة قتلى بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، ونحو 70 جريحاً. وأكدت أن القصف تم بقنابل عنقودية محرمة دولياً.
واعتبرت الخوذ البيضاء أن “الهجوم الإرهابي” الذي شنته قوات النظام وروسيا على المخيمات، صباح اليوم، كان هجوماً “مبيتاً ومخططاً له بشكل مدروس، ويؤكد ذلك ما نشرته وكالة سبوتنيك الرسمية التابعة للحكومة الروسية، مساء أمس السبت، على لسان ما يسمى نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية أوليغ إيغوروف باتهام الخوذ البيضاء بالتجهيز لشن هجمات تستهدف مخيمات كفر جالس، ومخيمات أخرى في ريف إدلب”.
وأضاف البيان: “دأبت روسيا على مدى سنوات انتهاج سياسة التضليل الإعلامي والتلفيق، في حربها على السوريين، والتي باتت مكشوفة بشكل صارخ، ولطالما كانت تقوم بحملات تضليل ممنهجة قبل أي هجوم لقواتها على السوريين، والادعاء بأنها مشاهد مفبركة أو تتهم أطرافاً أخرى بالتجهيز لهجمات، لإبعاد الأنظار عن جرائمها والتشويش على الرأي العام”.
من جانبه أدان الائتلاف الوطني السوري المعارض المجزرة، وقال إن “صمت المجتمع الدولي عن المجازر التي ترتكبها المنظومة الإجرامية في سورية مهد الطريق لهذه المنظومة بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الأبرياء المدنيين في المناطق المحررة من سورية، بشكل دوري دون رادع حازم يضمن حياة وسلامة السوريين”.
وطالب الائتلاف، في بيان، بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، واتخاذ إجراءات عقابية ضد مرتكبي هذه المجازر المستمرة بحق الشعب السوري، ومحاسبة “المجرمين”.
من جانبه أوضح النقيب ناجي المصطفى، المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير التابعة لقوات المعارضة، أن تصعيد قوات النظام وروسيا طاول اليوم مناطق عدة في إدلب منها سرمين وأريحا، ومناطق في إدلب، واستخدم في هذه الهجمات ذخائر عنقودية محرمة دولياً، في مخيمات تعج بأطفال ونساء، واصفاً ما جرى بأنه “جريمة حرب”.
وقال المصطفى في حديث لـ “العربي الجديد” إن فصائل المعارضة ردت بشكل مباشر على مصادر النيران التي انطلقت منها هذه الصواريخ، واستهدفت مواقع قوات النظام في سراقب وجوباس، والمقرات العسكرية لقوات النظام في معرة النعمان، وفي جورين وخان السبل، كما استهدفت الفوج 46، وحققت إصابات مباشرة رداً على هذه المجازر، بحسب قوله.
وفي وقت سابق، صرّح مدير فريق “منسقو الاستجابة” محمد حلاج، لـ”العربي الجديد”، أن 3488 عائلة تضررت نتيجة القصف بالقنابل العنقودية على مخيم كفرجالس، موضحاً أن المنطقة تشهد حركة نزوح لمئات المدنيين من المخيمات المستهدفة، والمخيمات المجاورة لها، إلى مناطق أخرى، خوفاً من تجدد القصف.
ووفق بيان لفريق “منسقو الاستجابة”، فإن عدد المخيمات المستهدفة أو المجاورة لها بلغ 9 مخيمات، فيما تضررت 22 خيمة وكرفانا، وفق حصيلة أولية.
قتلى من “قسد” في الشمال السوري
وقتل أربعة عناصر من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، اليوم الأحد، جراء انفجار سيارة في مدينة القامشلي بريف الحسكة شمال شرقي سورية، في حين اغتالت الاستخبارات التركية قياديا من “وحدات الشعب” التابعة لـ “قسد” في ريف الرقة.
وقال مراسل “العربي الجديد” في الحسكة، إن سيارة يعتقد أنها مفخخة انفجرت قرب مدرسة السعادة في منطقة الحزام الغربي لمدينة القامشلي، ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر من “قسد”، وسقوط جرحى في صفوف مدنيين تصادف وجودهم في المكان.
وأضاف أن عناصر الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية (أسايش) فرضت طوقا أمنيا حول المكان، ومنعت وصول أي أحد لمكان الانفجار.
في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجار السيارة نجم عن قصفها بصواريخ من طائرة مسيّرة تركية، ما أدى إلى احتراقها بشكل كامل.
ولفت إلى أن المسيرات التركية نفّذت أيضا هجوما ثانيا أدى لمقتل عنصر من “قسد”، وجرح اثنين آخرين جراء استهداف حاجز عسكري لـ “قسد”، في قرية الأرتوازية شرقي عين عيسى بالقرب من الطريق الدولي أم 4 شمالي الرقة.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء اليوم الأحد، “تحييد” عنصرين من تنظيم “واي بي جي/ بي كي كي” بمنطقة عملية “نبع السلام” شمال سورية.
وأفادت وكالة الأناضول، اليوم الأحد، أن جهاز الاستخبارات التركي تمكن من “تحييد” (قتل) مسؤول في “وحدات حماية الشعب” التابعة لـ “قسد”، في منطقة عين عيسى شمالي سورية.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن مسؤول تنظيم “وحدات حماية الشعب”، ويدعى قيس برهو سوليف، تم تحييده في عملية خاصة نفذتها الاستخبارات بريف الرقة الشمالي.
وأوضحت أنّ القيادي يحمل الجنسية العراقية، وكان يتنكر باسم “أزاد”، وانخرط في صفوف التنظيم عام 2013، في منطقة سنجار العراقية، ثم انتقل إلى منطقة تل تمر السورية.
المصدر: العربي الجديد