مرة أخرى تبدو حسابات الرئيس الرو س ي خاطئة , فتهديده باستخدام الأسلحة النووية ينقسم إلى شقين , الشق الأول اعتقاده أن ذلك سيخيف الغرب ويدفعه لوقف دعم أوكرانيا أو تقليل ذلك الدعم والضغط عليها لوقف الحرب والقبول بسلخ اقليم الدونباس عنها كما جرى بالنسبة للقرم حين صمت الغرب على ضم روسيا لهذا الجزء المعترف دوليا بكونه من الدولة الأوكرانية .
الشق الآخر : اعتقاد بوتين أنه في حال تقهقر الجيش الروسي واقترابه من الهزيمة بإمكانه استخدام سلاح نووي تكتيكي يوقف تقدم الجيش الأوكراني ويخلق انعطافا حادا في مجرى الحرب وأن الغرب ليس لديه طريقة للرد بصورة مكافئة , بل سيقف متفرجا لخوفه من اشتعال الحرب النووية العالمية , وسيحاول الابتعاد عن مجرى الحرب وايقافها بأي طريقة , كما يفعل أي عاقل حين يرى شخصا مسلحا يهدد بتفجير نفسه ومن حوله , لكن يبدو ذلك خطأَ في الحساب أيضا , فالغرب يملك أكثر من وسيلة للرد كما بدأت التسريبات تجد طريقها للعلن , بل ربما كان لديه وسائل لإحباط أية عملية نووية قبل تنفيذها , ألم يقل أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين : ” حتى الآن لايوجد مايدل على اتخاذ بوتين قرارا باستخدام أسلحة نووية ” , ألا يعني ذلك مراقبتهم حتى لمرحلة التحضير لأي نية في تنفيذ هجوم نووي ؟
وماذا يستطيع الروس عمله بعد رميهم قذيفة نووية تكتيكية إذا رد الغرب بتزويد اوكرانيا بسلاح مماثل أو قاموا بتدمير كامل الاسطول الروسي كما صرح بذلك جنرال أمريكي متقاعد ؟
استخدمت أمريكا سلاح تدمير شامل في معركة المطار ببغداد , لكن لم يكن أمامها أحد من القوى الكبرى داعمة للعراق كما هو حال أوكرانيا . الآن كل شيء مختلف , وشيئا فشيئا تبدو حسابات بوتين في تهديده باستخدام سلاح نووي لاتختلف عن حسابه في احتلال كييف خلال أيام .