ما تزال إسرائيل تنفذ هجماتها في سوريا على نحو مستمر، مستهدفة في كثير من المرات الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري، بشكل متسلسل، حيث شنت منذ بداية العام، 19 هجوما، لم يخل أي منها من ضرب قواعد الدفاع الجوي، وهو ما ترجمته مصادر عسكرية، لـ «القدس العربي» على أنه تحضير لعمل ما في المستقبل، كما يهدف إلى خلق ثغرات يدخل منها طيران الاحتلال الإسرائيلي بكثافة إلى العمق السوري.
وفي آخر استهداف مساء الأحد، تعرضت مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في ريف دمشق جنوب سوريا، وطرطوس، غرباً، لغارات جوية إسرائيلية، ونقلت وكالة أنباء النظام الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري قوله: «حوالي الساعة 20:50 من مساء اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه جنوب شرق بيروت، مستهدفاً بعض النقاط في ريف دمشق».
وتزامن هذا «العدوان مع عدوان آخر من اتجاه البحر مستهدفاً بعض النقاط جنوبي محافظة طرطوس، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان، وأسقطت بعضها» وفق المصدر الذي أضاف أيضاً أن دفاعات النظام الجوية تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت بعضها، مشيراً إلى أن القصف خلّف 3 قتلى من قوات النظام وثلاثة جرحى، فضلاً عن الخسائر المادية.
وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على تقارير شنه ضربات محتملة في سوريا، حسب صحيفة هآرتز العبرية. وأشارت وسائل إعلام مقربة من النظام، إلى دوي انفجارات عنيفة في ريف طرطوس على الساحل السوري، وعلى جبال القلمون بالقرب من الحدود اللبنانية. مصدر عسكري واسع الاطلاع قال لـ «القدس العربي» إن الطائرة الإسرائيلية التي استهدفت طرطوس «رقمها 469. اف 16 صوفيا، وهي من السرب 969، أقلعت مساء الأحد، من مطار الجليل الأعلى، راماد ديفيد، ونفذت من أجواء لبنان، وتحديداً من فوق قرية الجية». وحول الأهداف والأسباب، قال المصدر الذي فضل حجب هويته لدواع أمنية «الهدف هو مستودع فارغ، يبعد عن كتيبة الدفاع الجوي نحو 600 متر، قرب قرية أبو عفصة في ريف طرطوس».
وبيّن المصدر أن الصاروخ المستخدم هو «IcBarker» مشيراً إلى أن الهدف الإسرائيلي من قصف مستودع فارغ هو «التجريب واختبار قدرة الصاروخ على قصف هدف محكم لدرجة عالية من الدفاعات الجوية، وتحييد الدفاع الجوي الساحلي الذي قد يعيق أي عمل مستقبلي لجيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان أو البحر». أما الهدف الثاني، فهو «كتيبة باتشورا في ريف دمشق التابعة للفرقة الثالثة، وهو الموقع الذي قتل فيه ثلاثة ضباط من الدفاع الجوي. ووفقاً للمصدر العسكري فإن «الكتيبة المستهدفة، تقع قرب جسر القطيفة، خلف استراحة قائد الفيلق الثالث، وتضم رادار دفاع جوي».
ويهدف القصف إلى «القضاء على الدفاعات الجوية للنظام السوري، بشكل متسلسل، تحضيراً لعمل ما في المستقبل، وخلق ثغرات يدخل منها الطيران الإسرائيلي بكثافة إلى العمق السوري». ونفى المصدر العسكري أن تكون هذه المواقع المستهدفة تابعة لحزب الله أو للميليشيات الإيرانية، حيث قال «لا يوجد داخل قواعد الدفاع الجوي بمناطق النظام، عناصر لحزب الله، والسبب أن حزب الله، لا يوجد عنده أسلحه دفاع جوي ولا يحظى عناصره بالخبرة في هذا المجال».
أما انتشار عناصر حزب الله فيكون دائماً على «المعابر وسلسلة جبال القلمون الغربية مع لبنان، منطقة القصير، بالإضافة إلى منفذ العراق في اتجاه الميادين في اتجاه السخنة تدمر الفروقلوس، والقصير في اتجاه مطار الضبعة، في اتجاه لبنان». كما تنتشر هذه الميليشيات في «الجولان في منطقة القنيطرة، وحضر، وخان أرنبة، والحميدية، والبريقة، وجباتا الخشب، وتل أحمر غربي، وتل الشعار وتل الحارة بالإضافة إلى منطقة اللواء 112 واللواء 61 في درعا، وهي نقاط استطلاعية، قادتهم حزب الله لكن العناصر سوريين متطوعين». وعلى مدار السنوات الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات على أهداف داخل سوريا، لكنها نادرا ما كانت تعترف بتلك الهجمات.
المصدر: «القدس العربي»