يتخوّف الأهالي في مدينة جاسم شمالي درعا، من حملة عسكرية يقودها النظام السوري بمشاركة الميلشيات الإيرانية لاقتحامها، بعد التحركات العسكرية التي نفذتها قوات النظام على أطراف المدينة، تزامناً مع جملة تهديدات وصلت من رئيس فرع الأمن العسكري لأهالي المدينة بالاقتحام، بحجة وجود عناصر وأمراء من تنظيم “داعش” داخلها.
وقال تجمع “أحرار حوران” إن “قوات النظام قامت بإغلاق طرقات زراعية في منطقة المزيرعة غربي مدينة جاسم بسواتر ترابية”، والذي يأتي بالتزامن مع تصاعد التوتر الأمني الذي تعيشه المدينة منذ أيام، على خلفية التعزيزات العسكرية التي دفع بها النظام إلى محيطها، وقيام عناصر النظام بتدشيم وتحصين المركز الثقافي الذي يتمركزون داخله، في وسطها.
وتعليقاً، أكد المتحدث باسم التجمع أيمن أبو محمود ل”المدن”، إن جهاز الأمن العسكري في المحافظة؛ أرسل تهديدات متتالية إلى اللجنة المركزية في درعا والشخصيات المعارضة داخل جاسم، باقتحام المدينة، إذا رفضوا التعاون مع النظام السوري للقبض على عناصر وأمراء في “داعش” الذين يتحجج بوجودهم بداخلها.
وحول وجود مثل هؤلاء العناصر من التنظيم فعلياً بالمدينة، أوضح أبو محمود أن وجودهم محدود وغير ثابت في مدينة جاسم تحديداً، ويتحركون باستمرار في عدد من المناطق، مؤكداً أن تجمع “أحرار حوران” يملك دلائل وقرائن مُثبتة على عمل هؤلاء بالتنسيق مع النظام السوري وإيران، بهدف تصفية الشخصيات الفاعلة وما تبقى من عناصر المعارضة في مدن وبلدات محافظة درعا.
وشدّد المتحدث على أن الهدف الفعلي للنظام ومن خلفه إيران؛ هو بسط النفوذ الكامل للأخيرة على مدينة جاسم، وباقي مدن وبلدات سهل حوران، مع انكفاء الدور الروسي الذي يغيب تماماً عن الوجود داخل المدينة وباقي مدن المحافظة مع بداية الحرب الأوكرانية، باستثناء نقاط محدودة لهم لاتزال موجود في مدينة أزرع شمال شرق درعا، ومركز المحافظة.
ولفت أبو محمود إلى أن تهديدات مماثلة وصلت إلى مدن أخرى في درعا، تحت الحجة نفسها، وهي وجود عناصر وأمراء داعش بداخلها، موضحاً أن هؤلاء العناصر يستهدفون بالتنسيق مع النظام شخصيات وناشطين بالمعارضة، كما يستهدفون عناصر من النظام السوري وشخصيات في حزب البعث، لخلق ذريعة للاقتحام كما حدث بمدينة الصنمين، عندما قُتل أمين شعبة الحزب السابق في درعا، كمال العتمة، وموظفين حكوميين.
وفي آذار/مارس، نقل النظام السوري السيطرة الأمنية على جاسم إلى فرع الأمن العسكري، بعد أن كانت ضمن ملاك فرع أمن الدولة. وجاء ذلك على خلفية الاقتحام الفاشل الذي نفذه رئيس الفرع على المدينة، بهدف اعتقال شخصيات معارضة رافضة للتسوية بداخلها، الذين بدورهم تصدوا للقوات المقتحمة، موقعين 6 قتلى في صفوفهم، فضلاً عن إعطاب عدد من الآليات.
وفي وقت سابق، طالب النظام السوري الضامن الروسي لاتفاقية التسوية التي تمت مع الفصائل المعارضة في درعا منتصف تموز/يوليو 2018، باقتحام مدينة جاسم، تحت حجة وجود عناصر من داعش بداخلها. وعلى إثر هذه المطالبة؛ دخلت دورية روسية إلى المدينة برفقة قياديين من “اللواء الثامن” المدعوم من قبلها في نيسان/إبريل 2021، من دون أن تسمح باقتحامها.
المصدر: المدن