تجاوزت محافظة السويداء جنوبي سوريا الأحد، حرباً أهلية داخلية بين النسيج الطائفي المكوّن لها، بعد أن أطلقت مجموعة تابعة لمخابرات النظام السوري العسكرية، سراح 22 مواطناً ينتمون إلى عشائر البدو في المحافظة وآخرين من ضمنهم يتحدرون من محافظة درعا، كانت المجموعة قد اختطفتهم السبت.
وقالت شبكة “السويداء 24” إن مجموعة المدّعو راجي فلحوط نصبت حاجزاً مؤقتاً في بلدة عتيل على طريق دمشق-السويداء، اختطفت على إثره 22 مدنياً، يتحدرون من عشائر السويداء ومحافظة درعا، بحجة قيام أحد أبناء العشائر بسرقة سيارة وبيعها إلى شخص من بلدة جباب شرقي محافظة درعا.
وتداول ناشطون مقطعاً مصوراً نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر رجلاً بلباس ديني يتجول بين المختطفين، إضافة إلى إظهارهم بطريقة مذلّة ومهينة، الأمر الذي أجّج التوتر بشكل كبير؛ بسبب ما يحمله الفيديو من بعد طائفي.
ووفقاً لمصادر “المدن” المحلية، فإن العشائر قطعت طريق حي المقوّس وسط مدينة السويداء بالإطارات المشتعلة، واختطفت 5 أشخاص من أبناء المحافظة، في إجراء يهدف للضغط على مجموعة فلحوط للإفراج عن أبناء العشائر المختطفين.
وعلى الأثر، قطعت مجموعات أهلية من العشائر بالإطارات المشتعلة طريقي الشقراوية والمنصورية غرب السويداء وطريق دمشق عند مفرق صلخد شمالها، إضافة إلى قطع أوتوستراد شهبا جنوبها، وسط إطلاق نار، وانفجارات سُمعت بين الحين والآخر في هذه المناطق، بسبب إطلاق للقذائف المفجرة في الهواء.
وأكدت “شبكة السويداء 24″، أنه وبعد تدخل وساطات أهلية من بينها شيخ العقل حكمت الهاجري، وعدد من شيوخ عشائر السويداء، تم الإفراج عن المختطفين من الجانبين، مؤكدين على رفضهم “الفتنة”، وعدم السماح لأي جهة بجر المحافظة إلى حرب داخلية.
وفي هذا السياق، قال الناشط كرم منصور لـ”المدن”، إن اللعب على وتر الفتنة بين محافظتي درعا والسويداء ليس بجديد، موضحاً أنه منذ بداية الثورة السورية عمل النظام السوري على زرع خلايا تقوم بعملية الخطف والسرقة المتبادلة لإشعال الفتنة بين سهل حوران وجبل السويداء، مستغلاُ الرابط العشائري القوي الذي يربط عشائر بدو السويداء بعشائر محافظة درعا في جنوب سوريا. وأضاف أن رسالة المخابرات العسكرية واضحة لأهالي السويداء، “إما القبضة الأمنية أو جرّ المنطقة نحو الفلتان الأمني على غرار ذلك الذي تعيشه محافظة درعا”، مؤكداً أنها “جزء من لعبة إيران في المنطقة”.
واتّهم منصور، راجي فلحوط، بمحاولة تسخين جبهة القريا تحديداً، والتي شهدت صراعاً دامياً بين اللواء الثامن المحسوب على محافظة درعا وأبناء القرية، والتي راح ضحيتها 20 قتيلاً من المحافظتين، موضحاً أنه بعد عملية الخطف التي قام بها، “هدّدت عشائر درعا مباشرة بأن الرد سيكون على جبهة القريا”، مؤكداً أن فلحوط يعرف ذلك وعمل عليه.
وبالموازاة، قال مصدر معارض لـ”المدن” إن “الهدف المعلن هو الفتنة بين درعا والسويداء، أما الهدف الخفي فهو أبعد من ذلك”. وأوضح المصدر أن الخلاف بين شخصيات بارزة محسوبة على عشائر البدو في المحافظة مع شخصيات مماثلة من حزب الله وإيران على طرق التهريب، هي السبب الرئيسي لما قام به فلحوط”.
ولفت إلى أن المخابرات العسكرية ومن خلفها إيران أرادت أن توصل رسالة واضحة إلى عشائر البدو “أما طرق التهريب نحو الأردن كما نريد أو النار التي ستحرق عشائركم والمحافظة”.
المصدر: المدن