مازالت تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا تتفاعل على الصعيد الدولي، وتعطينا دليلاً على أن ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي اداة بيد الدول العظمى لتمرير مصالحها وفرض ماتريده على الدول الأخرى .
هاجم بوتين اوكرانيا وكان يحلم بالوصول الى كييف خلال أيام وتنصيب حكومة موالية له تماماً كما كانت تفعل امبراطوريات القرون الوسطى الا ان حلمه لم يتحقق، فغاص بالوحل الاوكراني ضمن عاصفة من العقوبات الاقتصادية الغربية على بلاده ادت به الى عزلة دولية شبه تامة .
ضمن هذا الواقع الروسي الجديد، يتفاءل بعض السوريين بتقليص الوجود العسكري الروسي في سورية، وانحسار الدعم الروسي لنظام الأسد، مما يعيد الفعل الثوري على الساحة السورية ،ويعيد بريق الثورة من جديد بعد ان ادى التدخل الروسي الى ترجيح كفة النظام واستعادة سيطرته على%63 من الأراضي السورية .
لقد نسي الكثير من السوريين ان ماينطبق على اوكرانيا لا ينطبق على سورية،فبوصلة الأحداث في منطقتنا هي مصلحة الكيان الصهيوني، وان اختلفت الدول الكبرى الفاعلة في المشهد الدولي في كل مناطق العالم فان المصلحة الصهيونية توحدها في المنطقة العربية، فالتدخل الروسي في سورية كان باتفاق مع أمريكا ومباركة صهيونية، وان الاتفاق بين مستشاري الامن القومي في روسيا، وامريكا، والكيان الصهيوني الذي عقد في القدس في حزيران 2019، وناقشوا فيه الوضع السوري واتفقوا على خطط لإنهاء الثورة السورية واعادة انتاج النظام مازالت سارية المفعول رغم تناقض مصالح هذه الدول في اوكرانيا.
من جهة اخرى فإن القاعدة الروسية في حميميم هي القاعدة الوحيدة لروسيا في العالم خارج اراضيها، وهي التي اوصلت القوات الروسية الى المياه الدافئة، ومن المستحيل ان يتخلى عنها بوتين مهما تعرض نظامه لهزات نتيجة غزوه لأوكرانيا.
من هذا المنطلق حسب رأيي فإن بوتين لن يتخلى عن سورية، وسيبقى الحال على ماهو عليه، ولن تتحرر سورية ويتمتع الشعب السوري بالحرية والكرامة الا بوحدة السوريين ، فهل نكون على مستوى المسؤولية ونتوحد؟
المصدر: كل العرب