في ذكرى الوحدة المصرية السورية: صباح الوحدة. صباح الثورة القومية الوحدوية .التي أصبحت في اللحظة الراهنة ضرورة وجود لكل العرب بكل تنوعاتهم العرقية . صباح الثورة على كل القوى المحلية والإقليمية والدولية المضادة للوحدة العربية والمتآمرة عليها .
بمناسبة ذكرى اول وحده في التاريخ المعاصر اكتب عدة ملاحظات : الملاحظة الأولى : لن امل من التكرار في القول ان الامه العربية ‘مولود إسلامي ” ومن ثم فهي غير قابله للذوبان او الاقتلاع التاريخي حتى لو افقدت دولتها التاريخية القومية . لان الإسلام دينا وحضارة (عقيده وشريعة ) هو مكونها وليس مجرد اضافه على مكوناتها كغيرها من الأمم والشعوب التي فتحها الإسلام .
الملاحظة الثانية : ان المستشرقين ودراسات وبحوث الاستشراق العربي في الغرب يفهمون ويعرفون تبعات ذلك جيدا . يعرفون ان الإسلام هو البديل الثوري المتجاوز للنظام الدولي العلماني الرأسمالي الراهن . وان الامه العربية هي’ قوته الحركية الثورية ” .ووجدوا ان حل مشكلة هذا التهديد الوجودي الإسلامي للغرب يكمن في عدم تمكينها من ان تحقق وحدتها لان قوتها في وحدتها وضعفها ووهنها في تجزئتها . اقتلاعها تاريخيا غير ممكن والممكن هو الاضعاف المتجدد لها بتجزئتها .لان ‘ التجزئة ” لا تضعفها فقط وانما أيضا تعرب صراعاتها .
الملاحظة الثالثة : من التجزئة الى التفتيت . . بدأت التجزئة بفرض الغرب ‘ معاهدة لندن ” ١٨٤٠ تقريبا على محمد على بعد انتصارات ابنه إبراهيم على جيوش السلطان ووحد العرب . وخيرت المعاهدة محمد على بين امرين لا ثالث لهما .الأول انسحاب قواته من كل الأراضي العربية التي دخلتها وتجريد مصر من قوتها العسكرية وجعلها ملكيه وراثيه له ولأولاده من بعده . الثاني . ان رفض فعليه ان يتقبل انهاء وجوده تماما . ولان محمد على صاحب عقليه استعماريه فقد قبل البند الأول ولم يقاوم . ثم حدثت ‘ مؤامرة الانفصال ” على الوحدة السورية المصرية التي وقعتها القيادتان التاريخيتان : جمال عبد الناصر وشكري القوتلي ” ١٩٥٨ دوله واحده عضو في الأمم المتحدة ومعترف بها عالميا . وكما كان الانفصال مؤامرة فان الرضوخ له وقبوله على الرغم من مقاومة الشعب العربي في الإقليم الشمالي له مده قاربت من العام كان خطا كبير ليس هنا مجال التفصيل فيه .
الملاحظة الرابعة : بعد انتصار رمضان أكتوبر ١٩٧٣. وتوقيع اتفاقية الكامب ومعاهدة الاستسلام انتقل التفكير الاستراتيجي الغربي الصهيوني لانهاك الامه العربية واضعافها مرحلة جديده . مرحله التفتيت . بمعنى تجزئة دول التجزئة . التجزئة هي استراتيجية مواجهة الامه العربية في القرن العشرين اما التفتيت فهو استراتيجية الاستعمار والصهيونية للقرن الواحد والعشرين . (مؤامرة تفتيت العراق والسودان وسوريا ولبنان واليمن وليبيا .. الخ) . هذه الاستراتيجية مستمر لاستكمال التفتيت في كل الدول العربية بمشاركة القوى المحلية والإقليمية والدولية . وكان اجهاض ثورات الربيع العربي المقدمة للدخول في عمق التفتيت واستكماله . وكان لمؤسسات دول التجزئة الدور الأكبر الذى وصل الى الهرولة والاعتراف والتطبيع وتسليم كل مفاتيح الامن القومي للعدو.
المصدر: صفحة محمد السخاوي