ثلاثة تساؤلات ترتبطن بثلاث كلمات، هن: (التاريخ، والكتب، والمحاورات)، فيا ترى لماذا نرى الكثيرين يؤكدون على دراسة التاريخ؟، وقراءة الكتب؟، ومحاورة الآخرين؟، البعض منا يعيش في جزيرة منعزلة بمقاطعته العناصر الثلاث، وكأنه ولد من شجرة مقطوعة، فالحياة التي ضرب بها مثل الحيّة والثعبان، تحتاج إلى دراية وتأمل ما دمنا فيها.
فمن يقرأ التاريخ يرى كيف تتبدل أحوال الأيام؟، فالملوك يغدون عبيدًا، والعبيد يمسون ملوكًا، ومن يقرأ في كتب العلماء يرى كيف أن خلاصات التجارب سيقت له في مخطوطة كتاب يتناوله بين راحتيه، فلن يعرف الواحد فينا ما يحتويه الكتاب النفيس إذا ظل معلقًا فوق الرف يعلوه الغبار، فكم من كتاب حوى الكثير من الجواهر والعلاجات لمشاكل حياتنا؟، لكننا حرمنا من المعرفة لعزوفنا عن المطالعة والتنقيب، فإذا عرفنا أن لكل مشكلة حل، وأن لكل داء دواء، فإن الكتب صيدليات مغلقة لا يرتادها إلا القرّاء.
أما المحاورة فهي تأتي لمناقشة ما توصلنا إليه من أفكار، فقد نضل الطريق لفهم خاطئ أو تصور مغلوط، وبالمحاورات تتضح الزلات، لهذا اعتمد القرآن على سلك طريق المحاورة في كثير من أقاصيصه، كمحاورة إبراهيم والنمرود، ومحاورة فرعون وموسى وسواها، الخلاصة أن التغلب على ثعابين الحياة يحتاج لعدة عقول، وعقل واحد لا يكفي، فإذا تيقنا أن العقل جوهرة، فإننا سنمتلك العديد من الجواهر إذا جمعنا عقول الآخرين إلى عقولنا، وترب من سعى بما انتفع .