أزال مجلس مدينة حمص ساعة المدينة القديمة التي تحمل رمزية معاصرة، كون ساحتها شهدت أحد أكبر الاعتصامات والمجازر في سوريا بعد الثورة في البلاد العام 2011.
واتهم ناشطون سوريون في “تويتر” نظام الأسد بمحاولة تغيير ملامح المدينة التاريخية لأسباب سياسية، فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن مجلس المدينة أن “إزالة البرج مؤقتة وجاءت لغرض الصيانة”.
ونقلت إذاعة “المدينة إف إم” عن مجلس مدينة حمص، أن مخططاً جديداً يجري تنفيذه لإعادة تأهيل الساحة، وسيجري نشر تفاصيل المخطط على الصفحة الرسمية للمجلس في “فايسبوك” لاحقاً. بينما كرر مغردون أن هذه الخطوة تأتي كنوع من العقاب لأبناء المدينة الذين تغنّوا بأمجادهم بالقرب من النصب التذكاري خلال أعوام الثورة.
وتوجد في حمص ساعتان، قديمة وجديدة، في الشارع نفسه، حيث كانت تنظم المظاهرات والاعتصامات بداية الثورة السورية. ونشر الناشطون صوراً لتلك التظاهرات التي تظهر فيها الساعة بوضوح، علماً أن البرج الجديد شهد اعتصام “الساعة” في 15 نيسان/أبريل 2011، حيث نفذت قوات النظام مجزرة بحق المعتصمين، لقبت باسم “مجزرة الساعة”.
ووقعت المجزرة في الساعة الثانية إلا عشرة دقائق فجراً من يوم 19 نيسان/أبريل، بعدما هاجمت قوات النظام الاعتصام الذي استمر أياماً، وضم آلاف من المدنيين، ما أدى لوقوع أعداد كبيرة من القتلى. فيما تقول منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية أن مسؤول مخابرات رفيع المستوى أمر الجنود بإطلاق النار على المتظاهرين في الاعتصام، رغم أن المتظاهرين كانوا غير مسلحين.
وبحسب وسائل إعلام سورية معارضة، مازال عدد القتلى الدقيق لهذه الليلة مجهولاً. وطبقاً للشهود الذين تحدثوا مع “هيومن رايتس ووتش” حول القضية، فإن العديد من المتظاهرين في الساحة عند إطلاق قوات الأمن النار، كانوا من قرى قريبة من حمص. بعد الحادث أفاد ناشطون من حمص بأن 150 شخصاً من الاعتصام أصبحوا في عداد المفقودين.
يذكر أن الساعة الموجودة في ساحة جمال عبد الناصر، بناها فريقان من العمال، الأول فريق عمال بناء، والثاني من اختصاصيي ساعات، وكانت تعرف ساحتها قبل إنشائها بساحة شرطة السير، ومن قبل ذلك كانت ثكنة فرنسية بين العامين 1945 و1947.
المصدر: المدن