لماذا يلجأ السوري إلى أوروبا..؟
لماذا يهرب السوري من سورية..؟
اسئلة سخيفة ومؤلمة.. لكن علينا ان نجيب عنها احتراما لإنسانيتنا نحن السوريين..
لنترك الأرقام تتكلم.
في سوريا مئات الآلاف ضحايا.(قتلى وشهداء) حسب موقعهم من الصراع بين الشعب وثورته وبين النظام الاستبدادي الدموي المجرم وداعميه من الروس والايرانيين وحزب الله و المرتزقة الطائفيين…في سوريا مئات الآلاف من الجرحى والمصابين والمعاقين. موزعين بين سوريا ودول الجوار وكل بلاد العالم.
في سوريا مئات الالاف من المعتقلين والمخطوفين والمغيبين قسريا وهم عند ذويهم بحكم الشهداء. في سوريا ملايين تزيد عن السبعة من المشردين واللاجئين في دول الجوار ودول العالم كله. هربوا حفاظا على حياتهم ، تركوا كل شيء خلفهم لأن وجودهم نفسه تحت الخطر..
في سوريا ملايين بين الخمسة والسبعة مشردين ضمن سوريا بعد أن أصبحت حياتهم مهددة وأصبحوا مستهدفين بحياتهم وامانهم..
في سوريا مئات الآلاف من البيوت المدمرة تصل لما يزيد عن نصف الإعمار في سورية، البنى التحتية عموما مدمرة او غير صالحه للعمل. بما فيها من مدن ومناطق وقرى كاملة.
في سوريا لا ماء لا كهرباء ولا خدمات. و الليرة السورية خسرت قوتها الشرائيه. كل الناس أصبحوا فقراء رغما عنهم.. ولا تمييز في هذا بين مناطق النظام والثوار أو داعش..
في سوريا الموت ينتظرك في كل لحظة. في تفجير. أو تحت صاروخ او برميل ترميه طائرة. أو عند حاجز. أو في فرع تحقيق. أو بيد جيش النظام وأمنه. أو عند داعش وفي مناطقها.. تنوعت الأسباب والموت بانتظار السوريين….
بعد كل ذلك يسأل البعض لماذا يهرب السوريون مفرطين في كل شيء. يكونون ضحية الذل في دول الجوار أو الموت في البحار… قبل وصولهم لبر الامان..؟
نعم إن السوريين وصلوا لقناعة مطلقة أنهم مستهدفون بحياتهم وأمنهم الشخصي في سورية لذلك فكروا وبادروا بالهروب والبعض سماها أدبا هجره..
نعم الموت حتمي في سورية. أما في بلاد اللجوء وفي البحر فهو احتمال.. قد تنتصر إرادة الحياة ويصل السوري لأوروبا.. وقد يكون مصيره الموت في البحر أو حاوية نقل في أوروبا.. ؟
المهم ان السوري حاول ان يغير مصيره ولو بالموت المجاني للأطفال والنساء في بحر لا يرحم وعالم اعمى واصم وابكم.. ولا ضمير له..
لا فرق بين أبناء الشعب السوري من حاضنة الثورة. والبحث عن الخلاص الفردي والهروب من الموت. وبين حاضنة النظام. فحتى هؤلاء يخافون من ايام قادمه. وقدر أسود يلف الجميع.؟
والى ان تنتصر الثورة السورية وتبدأ رحلة العودة للوطن الأم والحاضن والذّات المفتقدة والمستقبل الافضل.. لنا و لاولادنا واحفادنا..
ان الهاربين من الشعب السوري ليسوا هواة موت أعمى. ولا يبحثون عن موقع ارتكاز بالأرض (كالنوَر) الرحل .هم الشعب المغروس في الأرض منذ آلاف السنين. له أرضه وعمرانه وتاريخه ومجده الشخصي وذكرياته وحبه وزواجه وموقع ترعرع أطفاله.. له وجوده الإنساني الكامل . الذي فرط به حفاظا على الحياة فبعد الموت لا يصبح لأي من كل ذلك معنى…
أيها الشعب السوري.. يا أهلنا نتفهم ما يحدث معنا جميعا. لسنا مخطئين حين ثرنا.. وحين استشهدنا.. وحين هربنا.. وحين حاولنا أن نمد جذورنا في كل الارض.. ولو أن بعض الزرع كان في البحر. ؟!!.
للشعب المجد في انتصاره على أسباب الفناء ولو بالهجرة والهروب..
أما لماذا أوروبا فإنها تعطي للإنسان حقه في السكن ولقمة العيش وأسباب العمل وأسباب العلم ودخوله في منظومة إنسانية الإنسان وأن يأخذ فرصته للبحث عن حياة أفضل..
في دول الجوار العربي .يعيش أهلنا حياة مؤلمة ويُستثمروا سياسيا واقتصاديا. ويوضعون في شروط لا إنسانية. حياة فقر وعوز، لا فرص عمل. لا فرص علم للاطفال. لا خدمة مدنية للعيش بكرامة..
في تركيا الهاربين السوريين محتضنين وظروفهم افضل بكثير..
هل رفعنا الغربال عن الشمس وأظهروا حقيقة مأساة السوريين وهروبهم ولجوئهم.. ؟
لا جديد..
حريتنا و كرامتنا وحقنا بالعدل والديمقراطية والحياة الأفضل .. ثمنها غال…
ويدفع ذلك الشعب السوري رغما عنه.