قالت مجلة “ناشونال انترست” الأميركية إن إسرائيل مصممة على قصف القوات الإيرانية في سوريا بهدف إبعادها عن الحدود الشمالية، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وروسيا.
وأشارت المجلة في تقرير، إلى أن روسيا تحتفظ حالياً ب5 آلاف جندي في سوريا، ومن المحتمل سقوط قتلى منهم خلال تبادل النيران بين إسرائيل وإيران، أو خلال مساندتهم لحليفهم النظام السوري في ساحات القتال، سائلةً “إذا حصلت مواجهة عسكرية بين إسرائيل وروسيا، هل تتدخل الولايات المتحدة بصفتها الشقيق الأكبر لإسرائيل؟”.
وأضافت المجلة أن “هذا لا يعني أن إسرائيل أو روسيا متلهفتان لمواجهة عسكرية”، ونقلت عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي قوله: “لا أحد منا يرغب في مواجهة عسكرية ستكون ضارة لكلا الجانبين”.
وتابعت أن سياسة إسرائيل في هذا الشأن تتلخص في فعل كل ما تراه ضرورياً لطرد القوات الإيرانية من سوريا حتى لو على حساب علاقتها مع روسيا، “هو ثمن ضمان عدم تحوّل سوريا إلى قاعدة جديدة لإطلاق الصواريخ الإيرانية على حدود إسرائيل”.
ونقلت المجلة عن المسؤول في الجيش الإسرائيلي قوله: “ليس هناك من شك أن الروس ليسوا حلفاء لنا.. لدى إسرائيل حليف واحد وهي الولايات المتحدة، أما الروس فهم في سوريا لدعم النظام الذي بدوره هدفه واضح وهو إبادة إسرائيل إن استطاع، كما أن الروس هم جزء من تحالف يدعم إيران”.
لكن إسرائيل تعتبر أيضاً أن روسيا قد تكون رادعاً محتملاً لإيران والفصائل الموالية لها في سوريا، وقد تلعب دوراً إيجابياً في إخراج القوات الاجنبية من البلاد، بحسب المجلة، التي ذكّرت بأنه خلال لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (حينها) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شباط/فبراير عام 2019، زعم مسؤولون إسرائيليون أن بوتين وافق على انسحاب القوات الأجنبية من سوريا.
ولفتت المجلة إلى أنه بالنسبة إلى موسكو، توفر العلاقات الودية مع إسرائيل مزيداً من النفوذ في الشرق الأوسط، في ظل تقليص أميركا لوجودها في المنطقة.
وأضافت المجلة أن “إسرائيل قد تتعايش مع الوجود الروسي في الجوار، لكن ليس مع الإيرانيين”. ويحذر مسؤولون إسرائيليون من خطة لطهران بنشر 100 ألف جندي إيراني أو تابعين للحلفاء في سوريا، بحسب المجلة، التي أضافت “يمثل حزب الله، الذي تقدر ترسانته بأكثر من 130 ألف صاروخ، تهديداً لإسرائيل على الحدود الشمالية، لكن الكابوس الإسرائيلي الحقيقي هو في تحوّل سوريا أيضاً إلى قاعدة صاروخية إيرانية”.
ونقلت المجلة عن المسؤول في الجيش الإسرائيلي قوله: “نحاول بقد الإمكان أن نحبط المُخطط الإيراني، أو أقله، أن نفرض ثمناً لا يرغب الإيرانيون في دفعه لحثهم على التراجع”. وعما إذا كانت روسيا ستقوم بردع الغارات الإسرائيلية على سوريا، قال المسؤول “تشير أنشطتنا إلى أننا، على الرغم من كل شيء، نتمتع بحرية كبيرة في عمل ما نريد”.
هذا الموقف الإسرائيلي يطرح السؤال التالي: هل تستطيع إسرائيل استهداف إيران في سوريا من دون الإصطدام مع روسيا؟ هناك آليات لمنع التصادم، بما في ذلك خط ساخن بين الجيشين الإسرائيلي والروسي. وقال المسؤول الإسرائيلي: “نحن دقيقون للغاية في ما يتعلق بإبلاغ الروس بأنشطتنا”. لكن هذه الإجراءات لم تكن كافية لتجنب إسقاط طائرة روسية، بحسب المجلة.
وأشارت المجلة إلى أنه من المحتمل أيضاً إصابة ضُباط أو مستشارين أو فنيين روس في غارة إسرائيلية على منشأة إيرانية أو سورية، أو توجيه قنبلة ذكية إسرائيلية عن طريق الخطأ لتصيب في نهاية المطاف قاعدة روسية أو طيار روسي.
كما لفتت المجلة إلى أن روسيا ليست بحاجة إلى محاربة إسرائيل بشكل مباشر، مشيرةً إلى أن المسؤول في الجيش الإسرائيلي لم يكن قلقاً بشأن الصدام بين القوات الإسرائيلية والروسية، بل بقيام روسيا بتزويد أسلحة متطورة، مثل الصواريخ المضادة للطائرات، لخصوم إسرائيل وهما سوريا وإيران.
وتابعت المجلة أنه “في حرب 1973 (حرب شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل) قام الاتحاد السوفيتي بتزويد مصر وسوريا بالعديد من الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، مما تسبب في خسائر فادحة للطائرات الإسرائيلية”، مضيفةً أنه “إذا أرادت روسيا، فبإمكانها جعل الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا مكلفة للغاية”.
كما سألت المجلة “هل يمكن أن تؤدي التوترات بين إسرائيل وروسيا إلى وقوع صدام بين القوات الأميركية والروسية؟”. وقالت: “في النهاية، سيتعين على طرف ما التراجع، لكن إيران ليست على وشك التخلي عن موقعها على الحدود الشمالية، وروسيا لا تستطيع إجبارها على ذلك، وفي المقابل، تصر إسرائيل على إخراج القوات الإيرانية من سوريا”.
المصدر: المدن