هل هي حرب بين بكين وواشنطن؟ هل هي حرب معلومة المقاصد؟ أم مجهولة الأسباب والأهداف والمعالم؟ من أرسل الفيروس لمن؟ هل رقص الصغار بين الفيلة الكبار؟
أسئلة كثيرة طُرحت حول هذا الموضوع، ولكننا سنترك الإجابات التخمينية لهذه الأسئلة ونتجاوزها إلى مجريات الواقع وحركة الفيروس كورونا وأثر ذلك علينا نحن السوريين بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام..
البداية: من ( ووهان ) الصين .. الى (قم) إيران.. فدول العالم.. بطلها فيروس كورونا المستجد “COVID-19”
الصين بلد العلم والابتكار، حين تأكد المختصون والمسؤولون من تشخيص الفيروس، سرعان ما اتخذت الدولة كل الإجراءات التي حاصرت الفيروس فعزلت مناطق شاملة وحظرت التجوال، وأغلقت كل الأبواب على سكانها، لتفتح باباً وحيداً يحقق استمرار الحياة.. وأبلغت منظمة الصحة العالمية بعد 20 يوماً من بدء انتشار الوباء بمجرد تأكدت من الحالة وأبعادها وأسبابها.
ولما انتصرت نسبياً على الفيروس، قررت ارسال طواقمها الطبية الى إيطاليا وفرنسا ودول العالم للمساعدة، تلك هي الأخلاق العالية والعالمية..
بينما بقيت إيران عبر بعثاتها التجارية تذهب وتجيء بين مدينة الملالي (قم) ومدينة (ووهان) متواصلة ومتصلة بالصين دون الاكتراث لما يجري هناك، ظناً منها ان هذا الفيروس صيني الجنسية! فهو لن يصيب الا الصينيين، أو أنها – أي إيران -بعيدة جغرافيا عن مكان انتشار الفيروس، وحدث التجاهل بحجة الانتخابات وأسباب أخرى واهية، فتناولت إيران مشكلة انتشار الفيروس بجهل يتناقض وادعاءاتها العلمية والنووية والطبية، ثم وبِصَمْت اعلامي غريب استمرت بهدف حماية بعض المصالح التجارية الدولية.. فانتشر الفيروس في مركز قياداتها (قم)، وبدأت بتصدير الفيروس، إلى دول الجوار، ثم إلى دول العالم.
إيران مصدر للعدوان والعدوى:
إيران سابقاً وإيران لاحقاً:
إيران سابقاً: حاولت لسنين ان تقوم بتصدير الثورة وجلب هذا ما جلب من حروب وعدوانية على العالم العربي..
إيران لاحقاً: حين فشلت بتصدير الثورة لجأت وبتواطؤ دولي لتمد نفوذها (بالتوسع الإمبراطوري الفارسي المزعوم) متفاخرة باحتلال أربع عواصم عربية..
وإيران حالياً.. بتعتيمها الإعلامي وتجاهل اخذ الحيطة والحذر نقلت العدوى الى دول الجوار..
وفي الحالات الثلاث كانت مصدراً للعدوان والعدوى.. امتد الى عدة دول عربية (العراق وسورية ولبنان واليمن وغزة) حيث أعلنت مراراً أنها تبسط نفوذها على أربع عواصم عربية.. وتتاجر بفلسطين عبر مقولة المقاومة والممانعة.
كما شنت أكثر من عدوان على المملكة العربية السعودية.. بالوكالة بل في الحقيقة بالأصالة وخلف كل ذلك قتلاً ودماراً..
وايران تزيد الطين بلّة، بنقل العدوى عبر انتشار المرض في مدنها بفيروس كورونا كوفيد 19 لتنقله عبر وسطائها من تجار وسياسيين وعملاء وميليشيات وغير ذلك، في العالم العربي، ثم في العالم، وهذا التعتيم والجهل او التباهي النووي والغرور التوسعي، لم يعد محصورا في كونه مشكلة سياسية أو توسعية ، فحسب ، بل تحولت لتكون حاضنة للفيروس وناقلة له بحكم تواجدها في المحيط العربي بأشكال مختلفة .. ولقد أدى إهمال الحكومة الايرانية الى وفاة 2000 إنسان في ايران حتى تاريخ 2020/3/24 ..
من هنا تأتي أهمية أن يضغط العالم لرد ايران داخل حدودها، وردعها عن التدخل والتوسع ، وأن يساعد الشعب الإيراني في ثوراته المتكررة ، على تغيير حكامه وملاليه .
وقد انتبهت الدول الخليجية لتفشى المرض في ايران وعدم الشفافية في توضيح الحالة الإيرانية الوبائية ، لذلك أوقفت الرحلات من وإلى ايران ، وعممت الفحص الصحي والحجر الصحي لجميع القادمين من جميع أنحاء العالم ، وعلى رأسهم القادمون من ايران حيث استفحل انتشار الفيروس ، ليشمل فيما بعد جميع الجنسيات والدول ، حرصا على محاصرة الوباء ، وكانت دولة الكويت والمملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي اتخذت إجراءات شاملة مبكرة بحكم جوارها مع ايران ، الدولة المريضة ، فتحولت الدولتان خاصة الى دول رائدة وتُحتذى ، فإغلاق المسجد الحرام كان ذروة هذه الإجراءات في المملكة ، ثم وفي الكويت كان إغلاق المدارس والمساجد وحظر التجوال ، ووضع عقوبات لمن يخالف التعليمات وما تلاه من خطوات متوالية تؤكد ارتفاع مستوى المسؤولية في مستوى الدولة كدولة ، والمجتمع كمجتمع قدَّر وفهم والتزم ، وقد نجحت الدولتان في محاصرة الوباء بشكل جيد حيث بقي في حدود العشرات بينما تجاوز الآلاف كما حدث في إيطاليا مثلاً وايران ..
العالم يتصدى للفيروس
ما لبث العالم أن جند قواه كلها لمقاومة هذا العدو المتخفي ، ورأى بعض الزعماء أنها الحرب ! والعدو غير المرئي ، أو القوة المجهولة المعلومة ، وتم نشر تحاليل عن زراعة أمريكية للفيروس في الصين ، وردت الصين التهمة على واشنطن ، إلى آخر تأويلات الحرب والمؤامرة ، وبقيت أمامنا الحقيقة العلمية أن هناك فيروساً طور نفسه وغزى العالم بغض النظر من وراء وجوده وصيرورته ، هذا الفيروس أوقف العالم على قدميه ، فنصب خيامه ، وفتح مستشفياته ، وخصص الفنادق وقاعات المؤتمرات للحجر الصحي ، وحاصر نفسه في بيوته ومدنه ، وحظر الطيران ، وأغلق الحدود ، وحظر التجوال ، وأوقف التعليم بكافة مستوياته ، وتوقفت أساطيل النقل، الجوية والبحرية والبرية ، وركنت الآن جانباً .. كل ذلك لخلق مناطق ومدن ومنازل آمنة ، للحد من الكارثة ، وأطلق زعماء هذا العالم مناشداتهم في التزام التعليمات ، وعبروا عن قلقهم وخوفهم من أن يفقد الناس أحباءهم …
وتوقفت أغلب المؤتمرات الدولية ، والمؤامرات السرية إلى حين ، وأصبح التخاطب عن بعد وسيلة المتخاذلين ، فاليوم الكل منشغل بذاته وبلده ، يدفع عنها أسوأ ما صُدّر إليها .مشكلتنا – نحن السوريين – مع ايران مشكلة خطيرة ، وتستمد خطورتها الوبائية ( عداك عن خطورة وجودهم السياسي العسكري ) من وجود الإيرانيين في سورية بلا قيد أو شرط ، وبالتالي ينشرون الفيروس في حناجر ما تبقى من البشر على أرض سورية ، !!!
الإجراءات السورية المتأخرة :
جاءت الإجراءات السورية كما الإجراءات الإيرانية ، وبحكم التبعية ، متأخرة جداً ، مع تعتيم اعلامي ، بل كذب إعلامي ، إلى أن انتشر الفيروس من خلال الإيرانيين حول العتبات المقدسة في دمشق ، وعلى الجبهات في الشمال السوري ، وبحكم تغلغلهم في النسيج المجتمعي السوري ، مما اضطر سلطة دمشق مع الإيرانيين والروس ، لاتخاذ اجراءات الحماية بمنع التجوال الجزئي ، وبعض الاجراءات كإيقاف التعليم . هذه الإجراءات برغم تأخرها أصبحت ضرورة حتمية لحماية الذات بغض النظر عن جنسيتها ومكان تواجدها .. محلية أو إقليمية أو دولية ، بل أضحت مطلباً دولياً يستوجب عزل الدول التي تتهاون باتخاذ إجراءات السلامة .
الحالة النفسية للسوريين :
مع وباء فيروس كورونا المستجد “COVID-19” ولعِظم مأساة السوريين، فلم يعد لديهم شيء يخسرونه .. لهذا فبرغم جديتهم – وبما أمكن – في الوقاية من فيروس كورونا القاتل ورغم ضيق الحال وهبوط العملة النقدية والغلاة الفاحش ، برغم إجراءات الوقاية تلك؛ فهم يسخرون من الفيروس ، فلديهم فيروسات قاتلة من انقطاع اسباب الحياة ما يجعل فيروس كورونا محط السخرية والتندر لديهم . فهم ، ولجلل مصابهم في ما جرى من قتل وتدمير وتهجير ونزوح ، يرون أنفسهم في المناعة في موقع الريادة ..!! ولو كانت إبادة !!
ولعلهم الآن يرون أنهم يمتلكون كل انواع اللقاح، فلدينا تجاه النوائب مناعة !! ، فقد أخذنا خلال تسع سنوات كل ما يخطر على بال من لقاحات النهوض والشجاعة !! .
لدينا لقاح ضد التجويع ، ولقاح ضد التشريد ، ولقاح ضد عبور البحار ، ولقاح ضد الحروب والبتور والجروح ، ولدينا لقاح ضد الكيماوي ، .. ولقاح ضد التجهيل ، ولقاح ضد الاكتئاب ، ولقاح لمّ الشمل عند الاغتراب ، ولقاح يعيد العجوز إلى عز الشباب …
وتوزعنا على العالم كأننا فرق الإنقاذ ..!! ننشر قوة الأمل من تجارب حياتنا فمن نجا من السوريين حتى الآن خلال التسع سنوات السابقة، يدرك أن من له عمر لن تهينه شدة ، وأن لكل أجل كتاب ..
وهذه ( المناعة المأساوية الدراماتيكية ) ، ترفع المعنويات ، وللمعنويات دور كبير في الانتصار على الأمراض ، كما هي معنويات شعبنا العالية في الإصرار على نيل الحرية والكرامة مهما بلغ الثمن ..
العالم يضخ إعلامه لأهداف مختلفة :
العالم بدأ يضخ إعلاماً عشوائياً في البداية ،بعض المتصدرين والمحللين يبيعون الوهم تارة ، وتارة الحقيقة العلمية ، وأخرون يتنافسون عالمياً في دائرة الموت هذه ، على سلع اقتصادية تتنافس عليها شركات عالمية عملاقة ودول كبرى ، وذروة هذا التنافس هي التسابق لامتلاك عقار أو لقاح ضد فيروس كورونا يدرّ بلايين الدولارات بعد ان قتل أو أصاب ملايين الناس ..
وقد دبت الفوضى عالمياً في التحليل ، من صناعة للفيروس ، الى حرب دولية بين الكبار ، الى وهمية كل ذلك ، إلى أن جد الجد وذهب الهزل وبدأت جثث الوفيات تتكدس ، وآلاف الإصابات المؤكدة تعلن ومئات الآلاف من الذين يحملون الفيروس دون أعراض ينشرونه دون معرفة بأنهم يحملون الفيروس ، ليصبح الوباء كارثة تهدد العالم أجمع ، حتى قادته ..
إذ فاقت الإصابات في العالم 400 ألف إصابة منها 100 ألف معافى و 17 ألف وفاة. وفق (مجموعة نون العلمية ) حتى تاريخ 2020/3/24 .
” العالم يتضامن معنا ”
شعار دراماتيكي حزين ، بل لعلنا نحن الآن من يتضامن مع العالم ” .. !! نتضامن مع العالم بما نملك قوة ، قبل المأساة الوبائية وبعدها : فقبلها تضامنا مع العالم ليساهم في إنهاء المأساة السورية ويرفع عنا قيود التحرر والحريّة ، فطيلة تسع سنوات من الثورة كنا نناشده مساعدتنا للخروج من المأساة … حيث تكاثر علينا من كل حدب وصوب ( الطغاة ، والجناة ، والغلاة ، والبغاة ) .
وبعد هذه الكارثة الوبائية العالمية ، أيضاً نحن السوريين نتضامن الآن مع العالم ، إذ نحزن لحزنه ، ونفرح في الخير لفرحه ، وندعو الله رفع البلاء عنا وعنه ..
(( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )) صدق الله العظيم.
في الختام : ندعو الله ان يحمينا ويحمي شعبنا من كل سوء وينقذ العالم من أهل السوء ، ومما تؤول إليه الأمور من سوء ، ويرفع عن الإنسانية هذا الوباء ، ويهديها لخيرها وخير الإنسان كإنسان .
إن فيروس لا يرى إلا تحت المجهر ألزم حتى الآن أكثر من 2 مليار من البشر التزام بيوتهم! وهددهم في حياتهم.. فهل في ذلك عبرة.؟
اللهم اجعلنا من المعتبرين المتفكرين المتأملين بحكمتك.. المتطلعين والراجين لرحمتك.