كشفت بريطانيا أول أمس، عن أعداد الوفَيَات العامة في عام 2020، والتي بلغت 696000 بزيادة حوالي 85000 عن معدلها في الاعوام الخمسة الاخيرة، وهي زيادة تقدر بـ14%، وتمثل اعلى زيادة في نسبة اعداد الوفيات، منذ الحرب العالمية الثانية قبل 75 عاما.
ومن الواضح ان هذه الزيادة معظمها كان بسبب جائحة الكوفيد 19، التي كانت حوالي 80000 في عام 2020، علما بان الجهة التي توثق وفيات الكوفيد 19، مستقلة عن الجهة التي توثق تعداد الوفيات العام.
لن تقضي بريطانيا على العاملين في قطاع الصحة
لتمسي من دون أطباء وممرضات !
هذه الارقام، تدحض كل الاخبار ان بعض الوفيات (او معظمها)، كان لاسباب اخرى، وتم تسجيلها على انها بسبب الكوفيد 19، حسب نظرية المؤامرة التي ما تزال قيد التداول.
اعداد الاصابات والوفيات في ارتفاع مستمر مع الفيروس الجديد المتحوّر، وينصح الجميع بشدة بالالتزام بالبقاء في البيوت، والخروج عند الضرورة القصوى، والامتناع عن الزيارات والتجمعات والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وغسل اليدين المتكرر، وأخذ اللقاح المناسب لدى توفره.
وفي المناسبة، فقد بدأت بريطانيا بحملة اللقاحات لكبار السن، والعاملين في خدمات الصحة الوطنية الـNHS، وهي القطاع الصحي الحكومي الذي يقدم 95% من الخدمات الصحية في بريطانيا. فلو كان اللقاح حسب نظرية المؤامرة يهدف الى القضاء على الملقَّحين، فمن غير المعقول ان تبدأ بريطانيا بالقضاء على العاملين في قطاع الصحة، لتمسي من دون أطباء وممرضات.
القول إن اللقاح يحمل شريحة الكترونية
هو أقرب الى الخيال العلمي
اما عن ان اللقاح يهدف الى حقن شريحة الكترونية في الجسم، يجري من خلالها التحكم بالبشر او القضاء عليهم، فهذا اقرب ما يكون الى الخيال العلمي، ومادة اللقاح هي مواد عضوية وليست شرائح الكترونية.
اما القول ان اللقاح سوف يؤثر على الجينوم البشري، فان هذا الامر يحتاج الى تقنيات معقدة، ذات مراحل عديدة، تستخدم فيها انزيمات تستهدف مورثة (جين) معينة، وتنزعها من الـDNA وفي مرحلة اخرى، يتم ادخال المورثة البديلة في مكانها، وهذه التقنية المعقدة لا يمكن توفيرها ببساطة بحقنة لقاح.
واللقاحات ليست واحدة، حيث يجري الآن تطوير العشرات من اللقاحات في انحاء العالم، وهي مختلفة عن بعضها في تكوينها، وفي آلية عملها، ومعظمها لقاحات تقليدية شبيهة بالتي ناخذها، ونعطيها لابنائنا في نصف القرن الماضي، وأشهرها اللقاحات التالية:
اللقاح الصيني، وهو فيروس كوفيد 19 مقتول، تحقن اجزاء منه لتحريض الجسم على تشكيل اجسام مناعية للفيروس، وفعاليته اكثر قليلا من 50%.
واللقاح الروسي، يعتمد على حقن فيروس ضعيف، يحمل في داخله الكود الجيني لبروتين اشواك فيروس الكورونا، (اشواك فيروس الكوفيد 19 يستخدمها الفيروس للالتصاق بالخلية البشرية قبل دخولها).
ولقاح اكسفورد البريطاني، الذي يتم فيه تحميل الكود الجيني لاشواك فيروس الكوفيد 19 على سطح فيروس غير ممرض، ولدى حقنه في الانسان يحرض الجسم على تشكيل مضادات مناعية لهذه الاشواك، ويمنع دخول الفيروس الى الخلية البشرية.
اما لقاح فايزر، فهو تقنية جديدة يعتمد على تصنيع الكود الجيني الـmRNA او الـRNA المرسال الذي يصنع البروتين المناعي، ضد اشواك فيروس الكوفيد 19، وهو لا يدخل نواة الخلية، ولا يمكنه التاثير على DNA او الجينوم البشري، الـmRNA يعمل مباشرة خارج نواة الخلية في (مصنع) البروتينات، وهي الريبوزومات لانتاج مضادات لاشواك الفيروس تمنع الفيروس من دخول الخلية البشرية.
لقاح mRNA له اعراض جانبية اقل لان بقية اللقاحات التقليدية تتضمن حقن فيروس كامل مُضعف او معدل و تاتي اعراض ارتفاع الحرارة بسبب تفاعل الجسم مع البروتينات الاضافية التي يحتويها الفيروس المحقون. الـmRNA، مادة نقية، تقوم بعملها بشكل مباشر من دون بروتينات اضافية يتفاعل معها الجسم.
ختاما، ان القضاء على جائحة الكورونا، والمحافظة على ارواح البشر وللعودة الى الحياة الطبيعية، يقتضي تضافر كل الجهود الحكومية والعلمية والمجتمعية والفردية في التقليل من انتشار العدوى، ريثما يتم ايصال اللقاح الى معظم افراد المجتمع، ومرة اخرى، يُنصح الجميع بشدة بالالتزام بالبقاء في البيوت، والخروج عند الضرورة القصوى، والامتناع عن الزيارات والتجمعات والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وغسل اليدين المتكرر، وأخذ اللقاح المناسب لدى توفره.
المصدر: المدار نت