صد “الجيش الوطني السوري”، الأحد، محاولة تسلل لعناصر من “قسد”، في محور تل أبيض شمالي البلاد، فيما جددت قوات النظام خرق وقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي شمال غربي سورية، وسط تحليق مكثف من طيران الاستطلاع والطيران الحربي الروسي فوق مناطق ريف إدلب وسهل الغاب وتلال الكبينة في ريف اللاذقية أيضا.
وتحدثت مصادر من المعارضة السورية المسلحة لـ”العربي الجديد”، عن وقوع اشتباكات بين “الجيش الوطني السوري” وعناصر من “قوات سورية الديمقراطية”، إثر محاولة تسلل من الأخيرة في أطراف قرية عبدي في المحور الغربي لمدينة تل أبيض في شمالي غربي محافظة الرقة.
وتوقفت الاشتباكات مع انسحاب عناصر “قسد” من المحور، فيما قصفت مدفعية الجيش التركي مواقع للمليشيات في المنطقة بالقرب من الطريق الدولي حلب الحسكة.
وكانت “قسد” قد تكبدت خسائر بشرية، أمس، خلال محاولة تسلل في ذات المنطقة. وذكرت مصادر “العربي الجديد” أن تلك المحاولات تهدف إلى دخول مناطق الجيش الوطني بهدف زرع ألغام ومفخخات خلف خطوط الاشتباك وتنفيذ عمليات اغتيال.
وبحسب المصادر، فقد نجحت عدة عمليات تسلل في وقت سابق وأسفرت عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش الوطني السوري الذي يتمركز في معظم المنطقة إلى جانب الجيش التركي.
التحالف الدولي يقدم مساعدات لوجستية
من جانب آخر، وصلت قافلة مساعدات عسكرية ولوجستية مقدمة من التحالف الدولي لـ”قسد” إلى حقل كونيكو في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، في إطار الدعم المستمر للمليشيات التي تدعمها واشنطن ودول أخرى تحت راية التحالف الدولي ضد “داعش”.
انفجار في موقع لتكرير النفط
وفي غضون ذلك، اندلع حريق كبير بعد وقوع انفجار في موقع لتكرير النفط، بقرية ترحين في ناحية الباب بريف حلب الشمالي الشرقي الخاضع لسيطرة الجيش الوطني السوري.
وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أن الانفجار جاء بسبب استهداف موقع لتكرير النفط عن طريق طائرة مسيّرة يرجح أنها روسية، وأكدت المصادر وقوع أضرار مادية كبيرة وعدم وقوع خسائر بشرية.
وكانت عدة مواقع لتكرير النفط تعمل بشكل بدائي قد تعرضت سابقا لقصف جوي من طيران مسيّر مجهول الهوية، كما تعرضت أيضا مواقع أخرى لقصف مماثل أسفر عن خسائر بشرية.
وتعمل تلك المصافي البدائية على تكرير النفط الخام القادم من مناطق سيطرة “قسد”، وبيعه في مناطق سيطرة المعارضة، وهي طريقة متبعة لتأمين الوقود وبيعه في السوق منذ خرجت تلك المنطقة عن سيطرة النظام السوري عام 2012.
وسيطر الجيش الوطني السوري بدعم تركي على مدينة الباب ومحيطها في شباط 2017، بعد مواجهات عنيفة مع تنظيم “داعش” أدت إلى دمار جزء كبير منها، وذلك بعد خضوع المنطقة لتنظيم “داعش” بشكل كامل في عام 2014 وتعرضها لقصف جوي متكرر من طيران التحالف وطيران النظام السوري.
في غضون ذلك، خرج موالون للنظام السوري في مظاهرة ضد ممارسات “قسد” بمدينة القامشلي، متهمين الأخيرة بمنع إدخال الغذاء إلى الأحياء التي يقطنونها، وذلك بعد أيام من اتفاق بين النظام و”قسد” برعاية روسية على إنهاء التوتر بين الطرفين في المدينة.
النظام يواصل خرق الهدنة في إدلب
من جانب آخر، جددت قوات النظام السوري، صباح اليوم، خرق وقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي شمال غربي سورية، وسط تحليق مكثف من طيران الاستطلاع والطيران الحربي الروسي فوق مناطق ريف إدلب وسهل الغاب وتلال الكبينة في ريف اللاذقية أيضا.
وقالت مصادر من “الجبهة الوطنية للتحرير”، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام جددت خرق وقف إطلاق النار بقصف مناطق في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حيث تركز القصف على بلدات وقرى الفطيرة وكنصفرة وسفوهن وبينين، تزامن ذلك أيضا مع قصف على قريتي قليدين والعنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
وأوضحت المصادر أن المعارضة ردت على قصف النظام بقصف مواقع له في محور كفرنبل ومحور معرة النعمان بريف إدلب، فيما لم تشهد بقية الجبهات أي قصف من الطرفين.
وتزامن القصف، صباح اليوم، مع تحليق مكثف من طيران الاستطلاع والطيران الحربي الروسي فوق جبل الزاوية ومنطقة جبل الأربعين ومنطقة جسر الشغور بريف إدلب وتلال الكبينة في ريف اللاذقية المتاخم لريف إدلب الغربي.
ولم تسجل أي غارة جوية في المنطقة، بينما نفذ الطيران الحربي الروسي عدة غارات على مناطق في البادية السورية ضمن محافظات حلب وحماة وحمص، وصولا إلى بادية دير الزور الجنوبية.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن الغارات طاولت مواقع وطرقا وتلالا في مناطق نفوذ تنظيم “داعش”، خاصة في بادية الشولا جنوبي دير الزور والبادية الممتدة بين ناحية أثريا في ريف حماة وخناصر بريف حلب، فضلا عن منطقة شمال السخنة في ريف حمص.
الطيران الروسي يشن غارات في البادية
من جانبها، قالت صحيفة الوطن الموالية للنظام إن قوات الأخير خاضت، أمس السبت، في ريف منطقة سلمية الشمالي الشرقي في محافظة حماة “اشتباكات ضارية” مع فلول مسلحي تنظيم “داعش” في منطقتي الشاكوسية والرهجان.
ونقلت عن مصدر ميداني زعمه أن “الجيش كبد التنظيم خسائر فادحة في الأفراد والعتاد، بمؤازرة الطيران الحربي السوري – الروسي، الذي شن غارات مكثفة على الخطوط الخلفية للدواعش، وعلى نقاط انتشارهم في بادية حماة الشرقية”.
المصدر: العربي الجديد