خفضت حكومة النظام السوري مخصصات محافظة السويداء من مادة الطحين، بنسبة زادت عن 15 في المئة، لتصبح مخصصات المحافظة اليومية من الطحين 145 طناً، بدلاً من 172 طناً. وظهرت نتائج القرار سريعاً، بزيادة الإقبال على مادة الخبز السياحي (2000 ليرة سورية ثمن الربطة) بسبب النقص الحاد في مادة الخبز المدعوم حكومياً.
وتفاوتت التفسيرات لقرار حكومة النظام تخفيض مادة الطحين، ووضع البعض القرار في إطار الضغوط الروسية على السويداء لدفع أهلها إلى القبول بالتسوية، فيما أرجعت مصادر القرار إلى أزمة الطحين وعجز النظام عن توفير الكميات الكافية من هذه المادة.
وقال مسؤول التحرير في شبكة “السويداء 24″ ريان معروف ل”المدن”: “الاعتقاد السائد أن تخفيض الطحين مرتبط بعجز النظام، نتيجة الازمة الاقتصادية”.
لكن مصدراً حقوقياً من السويداء قال إن “تزامن تخفيض الطحين مع الإعلان روسياً عن قرب إطلاق عمل لجنة التسوية في السويداء، يؤكد بشكل قاطع أن القرار يأتي في إطار زيادة الخناق الاقتصادي على السويداء لدفع شبابها إلى القبول بالتسوية على الطريقة الروسية”.
وحسب المصدر، فإن لدى السويداء مخزوناً من القمح المُنتج محلياً، ولا خوف عليها من هذا الجانب، مضيفاً ل”المدن” أنه “لا قيمة لأي تسوية، وروسيا تحتاج لأن تعقد مع كل شخص تسوية، لأن هناك حالة تمرد واسعة، يقابلها حالة من الضعف للوجهاء، سواءً كانوا رجال دين الطائفة، أو من الزعامات التقليدية”.
ولا يعني توفر مخزون متواضع من القمح في السويداء، أن أوضاع المحافظة الاقتصادية جيدة، طبقاً للمصدر، الذي أشار إلى حالة الفقر والعوز التي يعاني منها القسم الأكبر من الأهالي، وقال: “يستطيع النظام بإيحاء روسي استخدام أكثر من وسيلة للضغط، من زيادة تقنين التيار الكهربائي، إلى منع المحروقات وغيرها من المواد الضرورية”.
والبارز أن تخفيض حصة السويداء من الطحين جاء بعد إعلان مركز “حميميم” الروسي تشكيل لجنة مصالحات خاصة بالسويداء، والأنباء التي تحدثت عن رفض أو تململ من أبناء المنطقة من العرض الروسي.
ويبدو أن روسيا قررت أن تحسم ملف الجنوب السوري، بإعادة إحياء تجربة تسويات درعا في السويداء، وذلك لإغلاق ملف الجنوب نهائياً، ما يسمح لها بزيادة التركيز على ملفي إدلب وشرقي الفرات.
وقال الصحافي نورس عزيز، من السويداء، إن ما يعيق إنجاز التسوية التي ترعاها روسيا في السويداء هو رفض الشباب الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش النظام، مؤكداً أن “شباب السويداء يصرون على أن تكون خدمتهم العسكرية في المحافظة ذاتها، ويرفضون الطروح التي تخالف ذلك”.
وحسب عزيز، فإن روسيا تستعجل إنجاز تسوية في السويداء، لإغلاق ملف الجنوب السوري بشكل كامل، لتستطيع جني المكاسب الاقتصادية بعد الانتهاء من كل الملفات التي لا زالت عالقة في الملف السوري، وفي مقدمتها ملف الجنوب السوري.
وتقدر أعداد المتخلفين عن الخدمة في صفوف قوات النظام من أبناء السويداء، بما يزيد عن 40 ألف شاب، ويقول هؤلاء إنهم لا يريدون التورط في الدم السوري.
المصدر: المدن