أكدت وزارة الدفاع الإيرانية، الجمعة، وفاة العالم النووي البارز محسن فخري زادة، بعد وقت وجيز من استهدافه من قبل “عناصر إرهابية” قرب طهران.
وأفادت الوزارة في بيان أورده الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي، أن فخري زادة الذي تولى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أصيب “بجروح خطرة” بعد استهداف سيارته من قبل المهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه. وأشارت الى أنه “استشهد” في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي انعاشه.
وقال بيان من القوات المسلحة الإيرانية نشرته وسائل إعلام رسمية “للأسف… لم يتمكن الفريق الطبي من إنعاشه وقبل دقائق هذا المدير والعالم حقق أعلى مراتب الشهادة بعد سنوات من الجهد والنضال”.
ودان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على حسابه في تويتر، “العمل الإرهابي” باغتيال العالم النووي الإيراني، وتحدث عن “إشارات جدية لدور اسرائيلي” في الاغتيال.
أضاف ظريف “هذا الجبن يُظهر رغبة الجناة اليائسة في إشعال فتيل حرب… تدعو إيران المجتمع الدولي، وخصوصاً الاتحاد الأوروبي، إلى وضع حد للمعايير المزدوجة المخزية وإدانة هذا العمل الذي ينطوي تحت إرهاب دولة”.
وكتب حسين دهقاني المستشار العسكري للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في تغريدة “سنضرب مثل البرق قتلة هذا الشهيد وسنجعلهم يندمون على فعلتهم”. ودهقاني.
واتهم دهقاني إسرائيل بمحاولة التحريض على حرب شاملة بقتل العالم النووي الإيراني
ولطالما وصف الغرب والإسرائيليون والإيرانيون المعارضون لنظام الحكم في البلاد والذين يعيشون في الخارج، فخري زاده بأنه قائد برنامج سري للقنبلة الذرية توقف في عام 2003. وتنفي إيران منذ فترة طويلة سعيها إلى صنع أسلحة نووية.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية ووكالة فارس أن محاولة الاغتيال جرت في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، وقام خلالها “إرهابيون بتفجير سيارة قبل إطلاق النار على سيارة السيد فخري زادة”.
وقال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لوكالة رويترز، إن المكتب يمتنع عن التعليق على أنباء عن هجوم استهدف عالماً نووياً إيرانياً بارزاً، الجمعة.
قبل ذلك، نفى المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي وقوع أية حادثة ضد العلماء النوويين في بلاده.
وأضاف كمالوندي، “جميع العلماء العاملين في الصناعة النووية في بلادنا في صحة كاملة، ولم تحدث أي حادثة ضد أي منهم”.
ونقلت وكالة إيسنا للأنباء عن المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية القول، “لا حادثة تعرض إليها أي من العلماء النوويين في بلادنا”.
وجاء تعليق المسؤول الإيراني بعدما أوردت عدد من وسائل الإعلام المحلية، وكذلك نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنباء عن اغتيال محسن فخري زادة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف في مايو (أيار) 2018، عالم الفيزياء فخري زادة، بأنه يقود الدراسات النووية العسكرية في إيران، مما استدعى تساؤلات من جانب الخبراء ووسائل الإعلام، لا سيما وأن سلسلة عمليات اغتيال منسوبة إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) طالت خلال العقود الماضية عدداً من الخبراء البارزين العاملين على برنامج إيران النووي.
واتهمت إيران الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بتنفيذ تلك الاغتيالات، وأعلنت اعتقال عدد منهم ومحاكمتهم.
ورجح المتخصص في الشؤون الاستخباراتية رونين بيرغمان، في حديث إلى القناة العاشرة الإسرائيلية، أن يكون فخري زادة ضمن قائمة “الموساد” السوداء، نظراً إلى دوره البارز في برنامج إيران النووي، مضيفاً أن خطة اغتياله وُضعت جانباً، على الأرجح، في عهد حكم سلف نتنياهو بمنصب رئيس الحكومة، إيهود أولمرت.
وافترض بيرغمان، وهو صحافي لديه اتصالات في الأوساط الاستخباراتية، أن أولمرت رفض الخطة خوفاً من إحباط العملية وضبط عناصر الاستخبارات الإسرائيلية على الأرض، مضيفاً أن سبب عدم محاولة “الموساد” اغتيال فخري زادة بعد تولي نتنياهو الرئاسة في العام 2009، يعود إلى اعتقاد تل أبيب بأن الميت لن يعود مصدراً للمعلومات الاستخباراتية.
وكشف الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية آرون زئيفي فاركاش، في حديث إلى قناة “Hadashot TV”، أن السلطات الإسرائيلية كانت تراقب فخري زادة خلال سنوات، وتتحرى عن اتصالاته وتصرفاته.
المصدر: اندبندنت عربية