محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب
المحكمة الإقليمية العليا – مدينة كوبلنتس، ألمانيا
التقرير التاسع لمراقبة المحاكمة
تواريخ الجلسات 19 و20 آب/أغسطس، 2020
تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافاً للتعذيب
الملخّصات/أبرز النقاط:1
اليوم الرابع والعشرون للمحاكمة
شهد P11، رجل يبلغ من العمر 35 عاماً، على اعتقاله في فرعي الخطيب وكفرسوسة. حيث تعرّض P11 للضرب بشكل متكرر على ظهره ورجليه وقدميه على مدى 16 يوماً. وتصف شهادته ظروف الاكتظاظ حيث لم يتلقّ المعتقلون العلاج الطبي وعانوا من إصابات بسبب الضرب والفيروسات المعدية. وقال إن محققه كان يتحدث بصوت هادئ ويعتقد أنه يستطيع التعرّف عليه اليوم. ولم يتم إخبار P11 بتهمته الجنائية، “البحث عن المظاهرات”، إلى حين مثوله أمام المحكمة. وأطلق سراحه بعد جلسة موجزة في المحكمة.
اليوم الخامس والعشرون للمحاكمة
شهد P12، مهندس برمجيات يبلغ من العمر 41 عاماً، بشأن اعتقاله في القسم 40، والفرع 251، والفرع 285. وتكشف شهادته عن تفاصيل حول ظروف الازدحام والضرب والترهيب الذي كان يستخدمه المحققون لانتزاع المعلومات. وتم استجوابه ذات مرة من قبل محقق ذي رتبة عالية وقال إنه سيتمكن من التعرّف على صوت الشخص. وقدّم P12 رسومات توضيحية لزنزانته ومخطط للفرع 251، بما في ذلك الممر الذي كان يُضرب فيه المعتقلون ويُتركون جاثين على ركبتيهم لعدة ساعات. كما وثّق P12 قيام قوات الأمن باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، ولكن تم إتلاف تلك الأدلة لحمايته بعد تعرّضه للاعتقال. وكان P12 نشطاً في المظاهرات الأولى ودافع علناً عن حقوق الإنسان من خلال نشر المدونات.
يوم المحاكمة الرابع والعشرون – 19 آب/أغسطس، 2020
حضر هذه الجلسة حوالي 10 أشخاص و11 فرداً من وسائل الإعلام. وبدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً. ومثّل المدعي العام الاتحادي كريستيان ريتشر من كارلسروه نيابة عن المدّعي العام جاسبر كلينجه.
بدأت المرافعات بمناقشة أمر قضائي مؤقت من المحكمة الاتحادية بشأن طلب مراقبي المحاكمة للحصول على ترجمة باللغة العربية. وقد رفضت المحكمة الإقليمية العليا التماساً للحصول على الترجمة العربية وكذلك التماساً لإعادة النظر. وتم استئناف القضية أمام المحكمة الدستورية الألمانية مع طلب لاتخاذ إجراءات أولية. وأقرّت المحكمة الدستورية إجراءات أولية تنصّ على ضرورة توفير الترجمة العربية لوسائل الإعلام السورية المعتمدة.
وصل القرار مساء اليوم السابق للمحاكمة وأشارت إليه رئيسة المحكمة الدكتورة كيربر ذلك الصباح. وسألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هناك صحفيون سوريون معتمدين من بين الحضور ممّن يحتاجون إلى سماعات للترجمة. رفع مراقب المحاكمة يده [رغم أنه غير معتمد، لأنه أراد أن يقول إنه أحد الذين تقدّموا بالطلب]. جاء حارس المحكمة حاملاً سماعات الترجمة وطلب أوراق اعتماد وسائل الإعلام. قامت السيدة ميشيل تريمبورن من مركز المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان (ECCHR) بإبلاغ الحارس بالموقف الذي قام بدوره بنقل المعلومات إلى القاضي كيربر في هيئة المحكمة. جاءت القاضي كيربر إلى المنطقة التي يجلس فيها الحضور وشرحت السيدة تريمبورن الموقف. رفضت القاضي كيربر وقالت إنه يجب أن يكون الشخص معتمداً للحصول على سماعات الترجمة. وتحدثت السيدة لونا وطفة، صحفية، مع القاضي كيربر وطلبت سماعات الترجمة، ولكن القاضي كيربر رفضت مرة أخرى للسبب نفسه. وعادت القاضية كيربر إلى هيئة المحكمة وقالت إنها لم تكن تريد حتى البدء في الترجمة الفورية، ولكن هذا كان قرار المحكمة الفيدرالية. وقالت إن [مراقب المحاكمة] لم يكن معتمداً وبالتالي لن يتم تزويده بجهاز ترجمة. وقالت إن الأمر القضائي المؤقت لا يشير إلى الحضور غير المعتمدين.
تمت تلاوة الأمر القضائي المؤقت كاملاً، وكان الالتماس قد قُدّم من قبل مراقب المحاكمة التابع للمركز السوري للعدالة والمساءلة والسيد منصور العمري.2
شهادة P11
قرّر الشاهد الإدلاء بشهادته باللغة الألمانية بمساعدة استشارية من المحامي باتريك كروكر. لم يكن للشاهد علاقة بالمتهم.
الشاهد هو [تم حجب الاسم] ، عازف متدرّب وطال طب بشري يبلغ من العمر 35 عاماً.
طلبت القاضي كيربر من P11 أن يتحدث عن اعتقاله. قال P11 إنه في 30 أيلول/سبتمبر، 2011 كان في دوما مع صديقين يبحثاون عن مظاهرات. ولكن لم يكن هناك أي مظاهرات، لأن الجيش كان في الشوارع. وبعد ذلك، شوهد P11 وأصدقاؤه من قبل عناصر جيش يرتدون الزي الرسمي، الذين جاؤوا وعصبوا أعينهم وقلبوا قمصانهم فوق رؤوسهم [لتغطية وجوههم]. لذلك، كانت تجربة P11 صوتية/سمعية أكثر منها بصرية. وتعرّضوا للضرب في الشوارع حتى وصول الحافلة الأولى، التي أقلّتهم إلى حافلة صغيرة نقلتهم إلى الخطيب، حيث مكثوا هناك لمدة خمسة أيام. وتم استجوابه ثلاث مرات وتعرّض للضرب. كان الطعام شحيحاً وكانت هناك جرائم حقوق الإنسان. وأحضِرَ إلى الإدارة المركزية بكفرسوسة، حيث مكث حتى 16 تشرين الأول/أكتوبر، 2011، ومثل أمام القضاء وأفرج عنه بعد ذلك.
سألت القاضي كيربر كيف عرف P11 أنه كان الخطيب. قال P11 إنه سمع هذه المعلومة من معتقلين آخرين في الزنزانة. وكانت المرة الثانية التي سمع فيها ذلك عند وصوله إلى كفرسوسة. حيث سمع [شخصا] عسكريا يقول: “ها قد وصلت جماعة الخطيب”.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قد تعرّف على المتهم في سوريا. قال P11 لا.
استجواب من قبل القاضي فيدنر
طلب القاضي فيدنر من P11 أن يتحدث عن مشاركته وأن يعطي لمحة عامة عن حياته المهنية. قال P11 إنه كان نشيطاً نسبياً في الثورة منذ آذار/مارس 2011. حيث درس الطب من عام 2002 إلى 2008 ودرس الموسيقى من عام 2006 إلى 2011. وعمل طبيباً عسكرياً متطوعاً في مخيم اليرموك، مشفى فلسطين.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 قد تخرّج. قال P11 لا. ولم يحضر امتحانه الأخير، لأنه لم يرغب في الالتحاق بالجيش [الخدمة العسكرية الإجبارية].
سأل القاضي فيدنر P11 عمّا إذا كان سيكون أكثر راحة في الإدلاء بشهادته باللغة العربية. قال P11 إنه سيحاول باللغة الألمانية وإذا احتاج إلى مساعدة، فسوف يسأل المترجم.
أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P11 أثناء استجواب الشرطة والتي مفادها أنه لم يكمل دراسته عن قصد، لأنه لم يرغب في الخدمة في الجيش. فأكد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان صحيحاً أن P11 لم يخدم في الجيش. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر P11 عن تجربته في المظاهرات. قال P11 إنه شارك في أول مظاهرة في الشارع، وهي اعتصام في دوما يوم 25 آذار/مارس. واتّصل بصديقه [تم حجب الاسم] ، وهو طبيب، وشيوعي سابق، ومعتقل سابق. وبعد ذلك، شارك في مظاهرات أخرى في الميدان وركن الدين وحماة في نهاية حزيران/يونيو (ربما تموز/يوليو)، قبل أسبوع من شهر رمضان في 2011. وحاول المساعدة باستخدام معرفته الطبية.
سأل القاضي فيدنر كيف تعامل النظام مع المظاهرات في البداية. قال P11 إن الشرطة ردت بقسوة على المتظاهرين. حتى أنهم أطلقوا النار وسقط البعض [بعض الناس]. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت ذخيرة حية. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر متى بدأت قوات الأمن في استخدام العنف في المظاهرات. قال P11 إنه للأسف لم تكن هناك مظاهرات بدون عنف. ولم يشهد مظاهرات يمكن للمرء أن يتظاهر فيها بحرية ضد النظام.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان الهدف إطلاق نار موجها أم إطلاق نار في الهواء. قال P11 إنه في عام 2011 في جديدة عرطوز عالج متظاهراً أصيب برصاصة في أعلى ساقه وأزال الرصاصة في المنزل.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد رأى المتظاهرين وهم يُعتقَلون، فأكّد P11 ذلك. وضُربوا بالعصيّ والأسلحة، وعُصبت أعينهم، وكُبلت أيديهم من الأمام أو عادة خلف ظهورهم.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هذا هو اعتقال P11 أم آخرين. فأكّد P11 أنه كان يتحدث عن آخرين. وتم خفض رؤوس المتظاهرين في السيارة.
سأل القاضي فيدنر عن قوات الأمن التي كانت تفعل ذلك. قال P11 إنه لا يستطيع تصنيفهم. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت [القوات] ترتدي الزي الرسمي. قال P11 ليس دائماً.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P11 يعرف ما حدث مع المتظاهرين. قال P11 إنه سمع قصصاً عن تعرّضهم للتعذيب واختفاء بعضهم. قال P11 أن كل ذلك كان تخميناً، لأنه لا توجد تقارير رسمية. حيث تقوم أجهزة المخابرات بذلك، ولا يمكن لأحد أن يسألهم لماذا يفعلون هذا أو يحاسبهم.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P11 قد تم اعتقاله 4 مرات. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر P11 عن مكان اعتقاله. في 8 آب/أغسطس، 2011 اعتقل جهاز المخابرات العسكرية، فرع فلسطين، P11 لمدة 23 ساعة. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد تم إساءة معاملة P11. قال P11 إن ذلك حدث بشكل خفيف فقط. حيث تعرّض لقليل من الضرب. قال P11 إن الاعتقال الثاني كان في الخطيب وكفرسوسة من 30 أيلول/سبتمبر، 2011 إلى 16 تشرين الأول/أكتوبر، 2011. أما الاعتقال الثالث فكان في 13 أيلول/سبتمبر، 2013 ولمدة ستة أيام من قبل جبهة النصرة في مخيم فلسطين. وأشار القاضي فيدنر أن محضر استجواب الشرطة يشير إلى “12 أيلول/سبتمبر”. قال P11 إنه يمكن أن يكون كذلك، ولكن كان لمدة 6 أيام. حيث اختُطف من الشارع ولم يُعتَقل. وكان الاعتقال الرابع من 1 كانون الثاني/يناير، 2014 إلى 25 شباط/فبراير، 2014 من قبل المخابرات العسكرية، فرع فلسطين. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد تم إساءة معاملة P11. قال P11 قليلاً، لكن تلك كانت قصة مميّزة.
سأل القاضي فيدنر متى غادر P11 سوريا. أجاب P11 أنه كان يوم 16 آذار/مارس، 2014.
طلب القاضي فيدنر من P11 أن يقدّم مزيداً من التوضيح بشأن قوات الأمن التي اعتقلته. قال P11 إنه رأى أشخاصاً يرتدون زياً رسمياً ويحملون بنادق كلاشينكوف. وعند معبر الشارع، رأى أشخاصاً يرتدون “زياً يشبه الزي الرسمي” (نفس اللون ولكن بدون شارات) ويرتدون أحذية رياضية، في حين أن القوات المسلحة ترتدي جزمات. ويعرف السوريون أن هؤلاء ليسوا من الجيش بل من الشبيحة أو أجهزة المخابرات.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانوا جماعات شبه عسكرية. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانوا جزءاً من أجهزة مخابرات معينة. قال P11 إن دمشق وريفها مقسمة إلى مناطق وتقع كل منطقة ضمن مسؤولية جهاز مخابرات. كانت دوما (حيث كان P11) والزبداني تحت مسؤولية الخطيب، أمن الدولة. وأضاف P11 أن ذلك كان معروفاً.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P11 قد تعرّض للإساءة في طريقه إلى الخطيب. قال P11 أن عملية النقل قُسِّمت إلى أربع مراحل: المرحلة الأولى، في الشارع، أمام الحافلة؛ والمرحلة الثانية في الحافلة؛ والمرحلة الثالثة بين رحلتي الحافلتين؛ والمرحلة الرابعة في الحافلة الثانية. قال P11 إنه تعرض للإساءة في جميع المراحل الأربع، وخاصة في الشارع. حيث تم قلب قمصانهم على رؤوسهم، بينما تعرّضوا للإهانة والرّكل. وشاهد P11 شخصين يتعرضان للضرب قبل تغطية رأسيهما بقميصيهما. وعند رؤيته هذا، قام P11 بذلك بنفسه [قلب قميصه فوق رأسه]. عندما رأوه يفعل ذلك، قالوا “ذلك ابن العاهـ** يعرف مسبقاً عن الوضع”. شعر P11 بألم شديد لأنه تعرّض للضرب بعصا خشبية على صدره الذي كُسر من الضرب.
سأل القاضي فيدنر P11 إذا كانت ضلعه قد كُسِرت. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك تداعيات لإصابته. قال P11 إنه لم يكن قادراً على السعال أثناء اعتقاله. وقد كان مدخّناً، لذلك تجمّع المخاط في رئتيه وأدى إلى التهاب رئوي. كان الأطباء في السجن يسألون عمّن لديه مشكلة، ثم يقولون إنهم لم يكونوا هناك لتخفيف الألم. وبعد إطلاق سراحه، سعى P11 إلى الحصول على علاج.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 قد تلقّى العلاج أثناء اعتقاله. قال P11 إنه لم يتلقّ العلاج ولم يتم فحصه. وكانت المقاعد في الحافلة مقسّمة إلى مقعدين متجاورين. ويتذكر P11 أن شخصاً داس فوقه في الحافلة. كان P11 على مقعد ورأسه للأسفل. وكان صديقه يجلس إلى جانبه. وتم حرق شعرهما بولاعة (بدا الأمر هكذا). وبدأ المسلحون يضحكون ويقولون: “إنهما يحترقان”. وقال شخص آخر إنه سيطفئ اللهب. ويعتقد P11 أن هذا الأخير تبول عليهما. وضُرب P11 على ظهره بأداة معدنية أو بخوذة عسكرية.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان ذلك في الحافلة الأولى أم الثانية. قال P11 إنه كان في الأولى.
أشار القاضي فيدنر إلى أنه في استجواب الشرطة، قال P11 إنه كان في الحافلة الثانية. قال P11 ربما كان كذلك. واعتذر قائلاً إن ذلك كان قبل تسع سنوات.
طلب القاضي فيدنر من P11 وصف الحافلة الثانية. قال P11 إنها كانت حافلة تتسع لـ24 راكباً، أصغر حجماً وأحدث. وكان من المعروف أن هذه الحافلات تابعة للدولة (خاصة لأجهزة المخابرات). وكان بإمكان P11 أن يميّزها من صوت محركها.
أشار القاضي فيدنر إلى أنه في استجواب الشرطة، قال P11 إنه متأكد من أن الحافلة الثانية لا تنتمي إلى الجيش بل لأجهزة المخابرات. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر عمّا حدث بعد ذلك. قال P11 إنهم دخلوا قاعة مضاءة، وكان قد حلّ المساء.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كانوا قد ترجّلوا من الحافلة في ساحة داخلية. قال P11 إنه لا يعرف وفقد إحساسه بالوقت لأنه كان معصوب العينين. ثم أُحضروا إلى القاعة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد تم إحضارهم مباشرة إلى القاعة في المبنى. قال P11 إنه كان هناك ضباط وطاولات حيث تعيّن عليهم وضع متعلقاتهم.
سأل القاضي فيدنر إذا لم يكونوا قد تعرّضوا للإيذاء فور وصولهم. قال P11 نعم [لم يتعرّضوا للإيذاء].
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانوا قد بقوا في نفس الطابق أم نزلوا إلى طابق سفلي. وضع P11 كل ما كان في جيوبه على الطاولة الأولى وحزامه ورباط حذائه على الثانية. وعلى الطاولة الثالثة، كان عليه أن يخلع سرواله وملابسه الداخلية ويجلس القرفصاء.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان ذلك لتفتيش فتحات الجسم. قال P11 نعم. أرادوا البحث عمّا إذا كان أحدهم يخفي شيئاً ما. قاموا بالمعاينة فقط ولم يتم لمسه.
سأل القاضي فيدنر P11 عمّا إذا كان قد بقي عارياً. قال P11 لا. سُمح له بارتداء ملابسه وحذائه بدون رباط الحذاء.
طلب القاضي فيدنر من P11 وصف ما حدث بعد ذلك. قال P11 إنه نُقل إلى زنزانة مع آخرين، لكن أصدقاءه ذهبوا إلى زنزانة أخرى. لا يتذكر P11 عدد المعتقلين في الزنزانة لأن العدد كان يختلف كل يوم. كانت الساعة تقريباً 9-10. ويتذكر P11 بوضوح أن الأرضية كانت مبلّطة وعليها بعض البطانيات. ساعده معتقلون آخرون على الاستلقاء. شعر P11 كما لو كان هناك حجر تحت البطانية. ساعده معتقلون آخرون في البحث عنه لكنهم لم يجدوا شيئاً. استلقى P11 مرة أخرى وشعر بالحجر. فحص المعتقلون الآخرون ظهره وقالوا له إن ظهره متورّم من الضرب.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان لدى P11 جروح مفتوحة. قال P11 إنه لا يعرف. فقد كان معظم الضرب على الظهر. أشار القاضي فيدنر أنه في استجواب P11 من قبل الشرطة، قال إنه كان منهكاً، وكان يعاني من الكثير من الألم، وكان لديه جروح مفتوحة في ظهره ورأسه. قال P11 إنه لا يعرف.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك معتقلون آخرون أصيبوا. قال P11 إنه لا يتذكر ما إذا كان في تلك الزنزانة أم في زنزانة أخرى، لكن كان هناك شخص مصاب في كفرسوسة.
سأل القاضي فيدنر P11 عمّا إذا كان سمع أصواتاً أو صراخاً من الخارج. قال P11 إن هناك شيئاً ما يشبه النافذة وبها ثقوب صغيرة يدخل من خلالها بعض الضوء إلى الداخل. وتذكر P11 أنه كانت هناك قطة.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كانت النافذة في الأعلى والزنزانة في القبو. قال P11 إنه لا يتذكر ما إذا كان قد نزل إلى قبو. ورأى P11 زاوية [مبنى] عبر النافذة. سأل القاضي فيدنر مرة أخرى إذا كانت النافذة في الأعلى. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 قد رأى القطة. فأكّد P11 ذلك.
سألت القاضي كيربر ما إذا كان P11 قد رأى القطة كلها أم ساقيها فقط. قال P11 إنه لا يتذكر، لكن النافذة كانت فوق مستوى الأرض.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 قد سمع ضوضاء أو صراخ. قال P11 لا، فهو لا يتذكر سماع ذلك في تلك الزنزانة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد سمع ذلك لاحقاً في الخطيب. قال P11 إنه لا يتذكر.
سأل القاضي فيدنر عن الظروف العامة والصحية وما إذا كانت المياه متوفرة. قال P11 إنه يتذكر أن الطعام كان نادراً. ذات مرة، كان العشاء عبارة عن بطاطا وربع رغيف من الخبز. وفي مرة أخرى، كان العشاء عبارة عن 7-8 حبات من الزيتون. قال P11 إنه فقد 17 كيلوغراماً من وزنه أثناء وجوده في الخطيب وكفرسوسة. قال P11 إنه لا يتذكر المرحاض والماء في الخطيب، لكن في كفرسوسة، كان هناك ماء ومرحاض في الزنزانة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 دائماً في نفس الزنزانة. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر P11 عن التحقيق معه. قال P11 إنهم حقّقوا “معهم” ثلاث مرات في خمسة أيام. قال P11 إنه كان يستخدم كلمة “معهم” [نحن]، لأنه كان مع اثنين من أصدقائه. لم يرَ P11 الاثنين الآخرين في أول جلستي تحقيق. وذهب ثلاثتهم إلى كفرسوسة.
سأل القاضي فيدنر عن مكان إجراء التحقيق مع P11 وما إذا كان هناك درج [سلالم]. قال P11 إنه لا يتذكر ما إذا كان هناك [سلالم]. حدث ذلك في نفس الطابق. كان السجّان يصرخ ويأمرهم بمواجهة الحائط. نادى أسمائهم ثم عصب أعينهم. وأمسك السجّان بذراع P11 واقتاده إلى حجرة التحقيق. لا يتذكر P11 التحقيقات الثلاثة. كان على P11 الانتظار في ردهة مواجهاً الحائط. طرق السجّان الباب وقال “سيدي، السجين هنا”.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 قد شهد شيئاً أثناء الانتظار أمام الغرفة. قال P11 إنه لم يُسمح له بطرح الأسئلة. قيل له إنه في الزنزانة يجب أن يستلقي المرء على بطنه ويرفع قدميه لأعلى لتلقّي الضربات.
أشار القاضي فيدنر إلى أنه في شهادة P11 للشرطة قال إنه أثناء انتظاره وقبل أن يحين دوره، كان يتم استجواب شخص آخر في الغرفة وسمع P11 صراخا وأصوات ضرب. قال P11 إنه يتذكر أن ذلك كان في التحقيق الثالث ولا يتذكر أنه كان في ذلك الوقت [وقت التحقيق الأول].
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان صحيحاً أن P11 سمع ذلك مرة واحدة. فأكّد P11 ذلك. حدث ذلك في إحدى التحقيقات الثلاثة، لكنه لم يكن متأكداً 100% أنه كان التحقيق الثالث.
طلب القاضي فيدنر من P11 أن يصف كيفية إجراء التحقيق الأول. قال P11 إنه تم إحضاره إلى الغرفة وكان هناك ضابط (لم يكن P11 متأكداً لأنه كان معصوب العينين. كان يصف ما حدث صوتياً) صوته هادئ قال له أن يستلقي على بطنه، ويرفع قدميه، ويجيب عن الأسئلة. وعندما لم يعجبه هذا الجواب كان يستدعي شخصاً آخر أبو الغضب أو أبو عذاب. لم يكن P11 يتذكر ما إذا كان هناك المزيد من الأشخاص في الغرفة. لم يتحدث الجلاد وكان يضرب فقط. سأل المحقق P11 عمّا إذا كان سيتحدث أم ينبغي أن يستمر أبو غضب في الضرب. وتعرّض P11 للضرب. قال P11 حسناً، سيتحدث، فتوقف الضرب. ثم تعرّض للضرب مرة أخرى، وثم تحدث، ثم توقف الضرب، وهكذا دواليك. كان P11 يعطيهم أسماء محروقة، كانت معروفة لديهم أصلاً.
سأل القاضي فيدنر عمّا قصد P11 بالأسماء المحروقة. فأجاب P11 أسماء أشخاص مثل [تم حجب الاسم] ، الذي كان P11 يعرف أنه معتقل أصلاً، حتى يتوقف الضرب. كان المحقق يعرف [تم حجب الاسم]. وحاول العثور على إفادات مكرّرة لتقليل الضرر الذي قد يلحق بالناس بأقل قدر ممكن. لا يتذكر P11 عدد المرات التي تكررت فيها تلك الدورة، أو المدة التي استغرقتها.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان الضرب على باطن القدمين. قال P11 نعم وعلى عقب القدم، وعلى الساق، وعلى نفس المكان [مرارا وتكرارا]. كان ذلك عن قصد وكانوا يعرفون أنهم يجيدون ما يفعلونه.
سأل القاضي فيدنر عن اسم هذا الأسلوب. قال P11 فلقة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك تداعيات لذلك الضرب. قال P11 إنه لم يكن قادراً على المشي بسبب قدميه المتورمتين، وكان يعاني من ألم شديد.
سأل القاضي فيدنر عن الأدوات. قال P11 إنه يتذكر أنها لم تكن خشبية ولا معدنية. ربما كانت من البلاستيك، لكن P11 لم يكن متأكداً 100%. كان المعتقلون يتحدّثون فيما بينهم عن الكابل الرباعي، أنبوب الماء، قشاط الدبابة (الذي لا يعرفه بالضبط) وفي الفرع كان هناك “الأخضر الإبراهيمي” أنبوب الماء الأخضر.
سأل القاضي فيدنر إذا كان آخرون قد تحدّثوا عمّا حدث معهم. قال P11 نعم، كان ذلك منهجياً ولم يحدث معه وحده.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك أوامر بالضرب. قال P11 أن المحقق أمر السجّان بقوله: “اضربه”. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 قد سمع ذلك. قال P11 نعم، كانت الأوامر تصدر بنبرة هادئة. لم تكن نبرة غاضبة.
***استراحة لمدة 10 دقائق***
كرر القاضي فيدنر السؤال عمّا إذا كانت هناك أوامر بالضرب. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك أيضاً ضرب بدون أوامر. قال P11 إنه لا يتذكر.
أشار القاضي فيدنر إلى أنه في استجواب الشرطة في عام 2019، قال P11 إنه خلال التحقيق الأول، لم تكن هناك دائماً أوامر شفوية مباشرة، ومع ذلك كان هناك ضرب. قال P11 نعم، ربما.
سأل القاضي فيدنر P11 عن تهمه. قال P11 إنه سمعها لأول مرة في المحكمة: “البحث عن مظاهرات”، وهي ليست جريمة حسب القانون الجنائي. رأى P11 أن التعذيب3 لم يُستخدم لغرض الحصول على المعلومات، بل كوسيلة للعقاب. لقد حاولوا جعلها عملية منهجية لتخويف الناس من النظام حتى لا يتعاطفوا مع المعارضة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد تم إخبار P11 بالتهمة أثناء التحقيق. قال P11 إنه لا يتذكر. لم تُطرَح عليه أسئلة حقيقية.
سأل القاضي فيدنر P11 عن الموضوع الخاص في التحقيق الثالث فيما يتعلق بصديقيه. قال P11 إنه كان قادراً على الرؤية من تحت عصابة العينين. رأى P11 قدمين حافيتين فقط، يمكن أن تكونا قدمي [تم حجب الاسم/ معلومات]. واستطاع P11 سماع صوت [تم حجب الاسم] أثناء تعرّضه للضرب. خرج [[تم حجب الاسم] ، صديق P11] إلى الخارج وتم إحضار P11 إلى الداخل. لقد كان رعباً نفسياً. لم يُسمح لهما بالتحدث مع بعضهم البعض.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 قد رأى إصابات لدى معتقلين آخرين. فأكّد P11 ذلك.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 قد رأى جثثاً. فقال P11 لا.
سأل القاضي فيدنر كيف تم نقلهم. قال P11 إن أحد السجّانين جاء إلى الزنزانة ونادى على بعض الأسماء. اعتقد P11 أن ذلك كان من أجل التحقيق، لكنّ الحارس قال له أن يحضر حذاءه معه. لم يكونوا معصوبي الأعين وقد التقى الثلاثة [P11 وصديقاه] في الممر. ربما كان مجموعهم 15 – 20. كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم ورؤوسهم بين ركبهم. بعد ذلك تم أخذهم إلى كفرسوسة. وهناك قال عسكري، “هذه جماعة الخطيب”.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P11 استنتج عندئذ أنه كان في الخطيب وإذا كان قد تحدّث مع آخرين عنه. قال P11 نعم، كان هذا افتراضاً. لم يكن أحد متأكداً 100% أنهم كانوا في الخطيب. اكتشفوا ذلك عندما وصلوا إلى كفرسوسة وسمعوا ذلك القول.
سأل القاضي فيدنر كيف عرف P11 أنه كان كفرسوسة. ذكر P11 أنه عندما تم تسجيلهم كان مكتوباً على الورقة: “إدارة المخابرات العامة – كفرسوسة”.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 يعرف وضع كلا الفرعين. قال P11 أن الخطيب تابع لأمن الدولة. وأما كفرسوسة فهو فرع مركزي وأعلى في الترتيب الهرمي.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P11 قد تعرّض للضرب في كفرسوسة. قال P11 إنه لا يتذكر ما إذا كان قد تعرّض للضرب أثناء التحقيق، لكن المشكلة كانت في الزنزانة. اقتيد P11 إلى مكتب. كان قادراً على رؤية أن الأرضية والبلاط كانا أفضل، ولهذا افترض أنه يمكن أن يكون مكتباً. استلقى P11 على بطنه فوراً ورفع قدميه. ضحك الأشخاص في الغرفة وقالوا، “لا، لا، أجلس على الأرض”. كان الاعتقال صعباً لأن الزنزانة كانت مساحتها 3.5م × 4م وكان فيها 89 معتقلاً. وعند الباب كان مكتوباً 103 أو 107. وكانت يُطلق على طريقة النوم اسم “تسييف” – كل شخص ينام على جنبه. كانوا مثل سمك السردين – ظهورهم إلى الحائط ورؤوسهم إلى أقدام الآخرين. لم يكن هناك مساحة كافية.
طلبت القاضي كيربر توضيحاً حول المصطلح [تسييف] الذي ذكره P11. قال P11 “تسييف”. يقول الناس: “نم على سيفك” أي على جنبك. أوضح القاضي فيدنر أنه لم توجد مساحة كافية للجميع. فأكّد P11 ذلك. كان الناس يقفون عدة ليالٍ وينتظرون الآخرين ليستيقظوا. وكانت الزنزانة مضاءة طوال الوقت.
سأل القاضي فيدنر P11 إذا كانت عائلته تعرف مكان وجوده. قال P11 لا. لم يكن يعرف أحد مكان وجودهم ولم يكن هناك محامون.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 متوجّساً. قال P11 نعم. لم يكن يعرف ما إذا كان سيموت أو ماذا سيحدث له في المستقبل. لم تكن هناك إجراءات قانونية أو قوانين ولا حقوق للمعتقلين. كان هناك سجين في كفرسوسة مصاب بجرح مفتوح في ساقه المكسورة وكانوا جالسين بجانبه طوال الوقت. كان يئن طوال الوقت من الألم ويعتذر للآخرين عن الأصوات.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 لا يزال يعاني من تلك التجربة. فأكّد P11 ذلك. لم تكن تجربة ممتعة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P11 تظهر عليه أية آثار جسدية. قال P11 لا. كان لديه فقط ضلع مكسورة. قال P11 إنه بسبب وضع كوفيد-19، تذكّر شيئاً عن كفرسوسة. كان لديهم عصبات على أعينهم تحمل الحرف “ش” (من قبيل “شمالي”) وبدأ P11 يشعر بحكّة في عينه اليسرى. وتكرّر الشيء نفسه مع معتقلين آخرين حيث أصبحت عيونهم اليُسرى حمراء وفيها حكّة. وطلب P11 طبيباً وقال إن هناك عدوى. وعندما جاء طبيب، كشف له P11 عن عينه واقترب جداً من الطبيب عن قصد. فتفاجأ الطبيب وسرعان ما رجع إلى الخلف. نظر P11 إلى الطبيب وعرف أنه أمر سيء. أطلق سراح P11 بعد 17 يوماً وأصدقائه بعد 34 يوماً. وأخبره أصدقاؤه أنه تم فرض حجر صحي، لأن العدوى انتشرت في جميع الزنازين. وقال P11 إن الفيروسات والأمراض تتفشى في مثل هذه الزنازين. وتساءل P11 عن الوضع الحالي مع تفشي كوفيد-19، والذي يمكن أن يكون بمثابة حكم بالإعدام.
سأل القاضي فيدنر P11 عمّا إذا كان ذلك يعني أن الوضع لا يزال على حاله الآن. قال P11 نعم، على ما يبدو.
طلب القاضي فيدنر من P11 وصف عملية إطلاق سراحه. قال P11 إن السجّان جاء إلى الزنزانة، ونادى اسم P11، وطلب منه إحضار حذائه معه. ثم نُقِل P11 بالحافلة إلى قصر العدل. لم يكن P11 يعرف أي شيء. كان ينتظر في سجن المحكمة، عندما جاء المحامي [تم حجب الاسم] . وفي قاعة المحكمة، ابتسمت القاضي وسألت P11 عمّا إذا كان يبحث عن مظاهرات. نظر P11 إلى المحامي [تم حجب الاسم] الذي قال لـP11 أن يقول “لا”. قال P11 “لا”. بعد ذلك، تم إطلاق سراح P11 ببساطة دون حكم بالإدانة.
طلب القاضي فيدنر من P11 النظر إلى اليمين ومعرفة ما إذا كان يمكنه التعرّف على المتهم. قال P11 لا، لكنه كان سعيداً لأن المتهم كان يحصل على محاكمة عادلة في محكمة عادلة، ليس كما هو الحال في سوريا. وقال إنه يأمل في الحصول على حكم عادل وشكر المحكمة.
استجواب من قبل المدّعي العام ريتشر
سأل المدعي العام ريتشر عمّا إذا كان هناك أطفال ومعتقلات في الفرع. قال P11 إنه كان في زنزانته رجال فقط. ولم يَرَ P11 أي أطفال أو نساء.
سأل المدعي العام ريتشر عمّا إذا كان هناك اعتداءات جنسية. قال P11 إنه لم يواجه ذلك بنفسه ولا يعرف عن الآخرين لأنهم لم يتحدثوا عن ذلك الموضوع.
وأشار المدعي العام ريتشر إلى أن P11 قال إنه تعرّض للضرب بأسلوب الفلقة وسأل عمّا إذا كانت هناك أساليب أخرى. قال P11 إنه سمع عن الشّبْح، حيث يتم تعليق الشخص من يديه أو كاحله لعدة ساعات أو أيام. وسمع P11 أيضاً عن الصدمات الكهربائية، لكنه لم يَرَ أياً منهما [من الأسلوبين].
استجواب من قبل مايكل بوكير، محامي الدفاع، وكروكر، محامي المدّعي
سأل بوكير عمّا إذا كان P11 قد قرأ محضر استجوابه من قبل الشرطة في 22 آب/أغسطس، 2019. قال P11 إنه قرأه فقط في ذلك اليوم [يوم الاستجواب] ووقّع عليه.
سأل بوكير ما إذا كان قد تم إخبار P11 عن محتواه. قال P11 إن ذلك لم يحدث.
سأل كروكر عن حجم الزنزانة في الخطيب. قال P11 إنه كان حوالي 2مx3م وكانوا قادرين على الاستلقاء.
سأل كروكر عن عدد المعتقلين فيها. قال P11 حوالي 9 – 10.
سأل كروكر عمّا فعله P11 بيديه عندما كان مستلقياً في التحقيق وقدميه مرفوعتان. قال P11 إنه لم يذكر أنه كان عازفاً. اعتاد أن يضع يديه تحت صدره. حيث تُعتبر اليدان والأصابع مهمة للعازف. وإذا تعرضت لضرر، فهذا يعني نهاية مهنة العازف.
أشار كروكر إلى أن P11 قال إنه يتذكر صوت المحقق ووصفه بالهادئ. قال P11 إن جميع التحقيقات الثلاثة أجراها نفس الشخص ويمكنه التعرف على صوته [صوت المحقق].
سأل كروكر عمّا إذا كان بإمكان P11 التعرف عليه في الوقت الحاضر. قال P11 نعم.
سأل كروكر عمّا إذا كان رسلان على استعداد لتقديم عينة صوتية. هز بوكير رأسه وقال كروكر إن بإمكانهم رؤية بوكير يهز رأسه [رافضاً الطلب].
أشار سيباستيان شارمر، محامي المدعي، إلى أن كونه عازفاً يعني أن P11 لديه أذن جيدة للأصوات والآلات [الموسيقية]. سأل P11 إذا كان التعرّف على الصوت من بين هذد الأمور. أكد P11 أنه قادر على التعرف على الأصوات.
صُرِف الشاهد.
***
طلب بوكير تلاوة التماس كتبه هو وزميله، محامي الدفاع فراتسكي، لكنهما لم يوقّعاه بعد – طلب إعادة أخذ الأدلة من البداية. وسيُسمح لممثلي وسائل الإعلام المعتمدين الذين لديهم علاقات خاصة بالمحاكمة/النزاع السوري بالحصول على الترجمة العربية ابتداء من اليوم [بسبب التدابير الأولية التي أمرت بها المحكمة الدستورية الألمانية]. ولم يكن هذا متاحاً من اليوم الأول وحتى الثالث والعشرين. كان الحضور الجسدي فقط ممكناً، لذلك تم حجب التفاهم.
قال المدعي العام ريتشر إن البيان المتعلق بذلك عليه تحفّظ.
ذكر شارمر أن المحاكمة تجري علناً، لكنها ليست متاحة للجمهور، لذا لم يكن من الضروري تكرار الإجراءات.
قال شوستر، محامي الدفاع عن إياد الغريب، إنه ستكون هناك العديد من القضايا القانونية الصعبة، لكنه كان يتفق في الرأي مع محامي الدفاع عن أنور رسلان.
قال شارمر إنه قد يقدّم غداً شرحاً بشأن المادة 257(2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني.
رُفِعت الجلسة في الساعة 12:35 بعد الظهر، وستكون المحاكمة القادمة في 20 آب/أغسطس، 2020 الساعة 09:30 صباحاً.
يوم المحاكمة الخامس والعشرون – 20 آب/أغسطس، 2020
حضر حوالي 12 متفرجاً و8 أفراد من وسائل الإعلام. وبدأت المرافعات في الساعة 9:30 صباحاً.
سألت القاضي كيربر إذا كان هناك صحفيون معتمدين من بين المتفرجين يحتاجون إلى ترجمة عربية. ولم يكن هناك أحد. [بدءاً من هذا اليوم، سيكون هذا سؤالاً روتينياً].
مثل السيد كيجباين نيابة عن محامي الدفاع عن إياد الغريب، هانتس لينكه. ومثّل السيد ريتشر والسيد بولتس الادعاء العام. وحضر سيباستيان شارمر محامياً عن P12 وبدعوة من محامي المدّعي، كروكر.
شهادة P124
كان الشاهد يُدعى [تم حجب الاسم] ، وهو مهندس برمجيات يبلغ من العمر 41 عاماً، وأسس شركة صغيرة لتكنولوجيا المعلومات في ألمانيا وليس له صلة بالمتهمين. وتم استدعاؤه كشاهد.
طلبت القاضي كيربر من P12 التحدث عن حياته المهنية في سوريا وتجربته مع النظام. قال P12 إنه ولد ونشأ في حلب. وانتقل إلى دمشق للدراسة في الجامعة حيث درس هندسة البرامج/البرمجيات. وتخرج P12 في عام 2004 وعمل في مجال تخصصه. وبدأ بعض الأنشطة السياسية في الجامعة. وفي عام 2007، أسس مدوّنة شخصية للكتابة عن السياسة. وقال إنها ليست منصة [كما تمت ترجمتها]، بل هي “مدونة”. واستخدم اسماً مستعاراً للكتابة عن نظام الأسد. وفي عام 2008، بدأ أنشطة اجتماعية أخرى. وكان نشطاً في الكتابة عن حقوق النساء والأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة مستخدماً اسمه الحقيقي. وحتى عام 2011، كان يكتب عن السياسة ومواضيع أخرى باستخدام اسم مستعار. وفي عام 2010، اتصلت به “مؤسسة بي بي سي ميديا أكشن” المتخصصة في تطوير وسائل الإعلام. وكان لديهم برنامج للصحفيين والمدوّنين في سوريا. ومن عام 2010 إلى منتصف عام 2011، عمل تقنياً ومدرباً في هذا البرنامج.
سألت القاضي كيربر عن تجربة اعتقاله. قال P12 كان هناك عدة أنشطة في عام 2011. وفي 24 تشرين الأول/أكتوبر، 2011، اعتُقِل في مطعم خلف مجلس الشعب السوري مع صحفية كانت طالبة في برنامجه. وتم اعتقالهما في القسم 40، التابع إدارياً للفرع 251. ومكث في القسم 40 لعدة ساعات ثم نُقل إلى الفرع 251 في نفس الليلة. وركّز التحقيق في الأصل على نشاطه مع “بي بي سي” ثم تفرّعت الأسئلة (في التحقيق). وبعد 10 – 15 يوماً، نُقل إلى الفرع 285 حيث مكث لمدة 10 – 15 يوماً. كانت الفترة الإجمالية 25 يوماً، لكن P12 لا يعرف الفرع الذي مكث فيه لمدة 10 أيام والفرع الذي مكث فيه 15 يوماً. لاحقاً، نُقِل إلى محكمة مدنية وسجن عدرا. ومكث هناك حوالي 15 يوماً ثم أطلق سراحه من قبل القاضي.
سألت القاضي كيربر كيف عرف P12 الفرع الذي كان فيه. سأل P12 عمّا إذا كانت القاضي كيربر قصدت وقت اعتقاله في القسم 40. وأوضحت القاضي كيربر أنها قصدت في كل مكان: القسم 40، والفرعاين 251 و285. قال P12 إنه في البداية، كان في القسم 40. حيث كان لدى P12 مكتب قريب من القسم 40، يبعد حوالي 50 متراً. وعندما اعتُقِل، لم يكن معصوب العينين، لذلك عرف مكانه. وعندما نُقِل كان معصوب العينين. وركّز على الطريق بينما كانت السيارة تتحرك ولم تكن المسافة بعيدة. [بخصوص نقطة أخرى من السؤال] كان على علم بمكانه عند وصوله إلى الفرع 251 لأن الفرع كان مشهوراً في دمشق.
استجواب من قبل القاضي فيدنر
سأل القاضي فيدنر كيف تم جلب P12 إلى القسم 40 وما إذا كان الفرع 251 في موقع مختلف. قال P12 إنه كان جالساً في مطعم “Aroma Café” مع صحفية. وتلقّى مكالمة على هاتفه من رقم مجهول. وعندما أجاب، أغلقوا الخط على الفور. وبعد بضع دقائق، جاء شخصان إلى الطاولة وسألاه عمّا إذا كان هو [تم حجب الاسم] ، فقال P12 نعم. طلبا من P12 أن يرافقهما بدون حركة [دون أن يتسبب في جلبة] وحرصا على أن يحضر حاسوبه المحمول معه.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانا يرتديان الزي الرسمي. قال P12 إنهما كانا يرتديان ملابس مدنية، ولكن من المعروف أن عناصر الأمن كانوا يرتدون ملابس مدنية. وبعد ذلك، نزلوا إلى الطابق السفلي [المعتقلان وعنصرا الأمن] (كانوا في الطابق الثاني في البداية). [وفي الطابق السفلي] كان هناك ستة إلى سبعة عناصر من قوات الأمن، وبالتالي أصبح العدد الإجمالي حوالي عشرة [عناصر من قوات الأمن]. سأل أحدهم P12 عن مفاتيح سيارته، دون أن يسأل عن موقع السيارة. اعتبر P12 أنه من المحتمل [افترض] أنه خضع للاستطلاع/المراقبة وأنه كان كميناً. وكانت هناك سيارتان إلى ثلاث سيارات في انتظار P12 بالخارج. أخذوا P12 والصحفية [بالسيارة]. وبدا الشخص الموجود في الأمام [المقعد الأمامي] وكأنه ضابط. واستقبل P12 بتهكم/بسخرية وقال له إنه [P12] هو جارهم. وتحركت السيارة حوالي 500 متر إلى كيلومتر واحد وهي المسافة بين المطعم والقسم.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 معصوب العينين. قال P12 لا. دخل القسم 40 وعيناه مفتوحتين.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان موقع القسم 40 مختلفاً عن موقع الفرع 251. فأكّد P11 ذلك، لكن قال إن القسم 40 كان يتبع إدارياً للفرع 251.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بإمكان P12 وصف القسم 40. قال P12 إنه من الممكن الدخول إليه من موقعين: موقع أعلى من شارع رئيسي، حيث يمكن للمرء أن يأخذ الدرج لأسفل للوصول إلى القسم، ومن شارع جانبي. كان مكتب P12 في الشارع الجانبي [على ما يبدو، كان P12 يصف باستخدام الإيماءات].
سأل القاضي فيدنر كيف عرف P12 أنه كان القسم 40. قال P12 إن المنطقة بأكملها تعرف أن القسم 40 كان هناك. كان شيئاً معروفاً منذ فترة طويلة، ولم يكن شيئاً جديداً.
طلب القاضي فيدنر من P12 أن يصف تجربته في ذلك القسم. بمجرد دخوله، قال P12 إنه وُضع في غرفة فارغة بها كرسي. أخذوا حاسوبه المحمول على الفور. وذهبوا إلى الخارج لبضع لحظات. كان مع P12 ذاكرة “فلاش”، فابتلعها. حيث كان هناك الكثير من المعلومات المخزّنة عليها. مكث شخص معه [في الغرفة] لبعض الوقت. وبعد حوالي نصف ساعة، تم استدعاؤه واقتياده إلى شخص يمكن أن يكون ضابطاً أو مسؤولاً لديه حساب P12 على الفيسبوك مفتوحاً. سأل عمّا إذا كان P12 معارضاً وقال P12 نعم. رأى بطاقة [أعمال] لمعارض سوري وسأل P12 إذا كان يعرف ذلك الشخص. فأجاب P12 أنه تعرف عليه في مصر. ولم يدم التحقيق طويلاً حيث طُرِحت أسئلة قليلة فقط ثم طُلِب من P12 المغادرة. أُعيد P12 إلى الغرفة لمدة ساعة تقريباً (كان كل الوقت الذي أمضاه في القسم 40 من ساعتين إلى ثلاث ساعات).
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد تم إساءة معاملة P12 هناك. قال P12 لا، على الإطلاق.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان معصوب العينين في القسم 40. فأجاب P12 بالنفي.
أشار القاضي فيدنر إلى أن شهادة P12 في استجواب الشرطة قالت إنه كان معصوب العينين عندما تم إحضاره.
قال شارمر إنه ينبغي سحب الإفادة أعلاه، لأنه قد يكون هناك ارتباك بخلاف ذلك. قال P12 إنه لم يكن معصوب العينين في القسم 40. كانت المرة الأولى التي عُصبت فيها عيناه عندما نُقِل من القسم 40 إلى الفرع 251.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 يعرف من خلال نشاطه من هو رئيس القسم 40. قال P12 إنه كان معلوماً بشكل غير رسمي من التقارير أن المهمة الرئيسية/الواجب الرئيسي للقسم 40 كان الاقتحام والاعتقال نيابة عن [من أجل] الفرع 251. وفي ذلك الوقت، كان مدير [رئيس] القسم هو حافظ مخلوف.
طلب القاضي فيدنر من P12 شرح من هو هذا الشخص. قال P12 إنه شقيق رامي مخلوف، رجل أعمال سوري كبير، وابن خال بشار الأسد.
سأل القاضي فيدنر P12 عن وصوله إلى الفرع 251 وما إذا كان قد تعرّض للضرب. قال P12 إنه كان معصوب العينين في القسم 40 ووُضِع في المقعد الخلفي للسيارة مع عنصر [أمن] على يمينه وآخر على يساره والسائق وكان هناك شخص بجانب السائق [في المقعد الأمامي]. وفي الوقت نفسه، تم تقييد يدي P12 خلف ظهره. وفي الطريق، كانوا يسخرون من P12 قائلين إنه كان إعلامياً، لكنهم لم يضربوه. وكان تركيز P12 على الطريق، لأنه توقع أن يتم نقله إلى الفرع 251. وكان يركّز على معرفة إلى أين يتجه. لم تكن المسافة بعيدة – على بعد بضعة كيلومترات، لذلك علم أنه كان الفرع 251. كان يتنقل ذهاباً وإياباً على هذا الطريق يومياً.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 دخل المبنى مباشرة. قال P12 إنه لا يعرف كيف، لكنه وجد نفسه داخل مبنى.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 قد صعد إلى طابق علوي أو سفلي. قال P12 إنه نُقل في البداية إلى طابق سفلي بضع درجات. كانت هناك غرفة صغيرة، حيث كان عليه أن يخلع كل ملابسه. وقاموا بتفتيش جميع متعلقات P12 ونفّذ P12 “الحركة الأمنية” وهي اتّخاذ وضعية القرفصاء ثم الوقوف. أخذوا متعلقاته الشخصية، حتى حزامه ومحفظته. ارتدى P12 ثيابه ونزل بضع درجات إلى الزنزانة في الطابق السفلي.
طلب القاضي فيدنر من P12 وصف الزنزانة وحجمها وعدد المعتقلين هناك. قال P12 كان طولها 2.5–3 أمتار وعرضها 2–2.5 متر. وعندما دخل الزنزانة، كان عددهم يتراوح بين 12 و15 شخصاً. وبعد أيام قليلة، أصبح عددهم 25 شخصاً.
سأل القاضي فيدنر عن الهواء. قال P12 إن الزنزانة كانت تحت الأرض ومُحكمة/مغلقة تماماً. وكانت هناك نافذة تم إغلاقها بصفائح/ألواح من الحديد. وكان هناك مرحاض صغير داخل الزنزانة. كان باب [الزنزانة] مصنوعاً من الحديد وبه طاقة [فتحة] يستخدمها حراس السجن للتحدث معهم [“معنا” المعتقلين]. كان في أسفل الباب فتحات صغيرة أطلقوا عليها فتحات تهوية.
قالت القاضي كيربر إن ما يلي كان رسماً توضيحياً بواسطة P12 وطلبت من P12 شرحه.
قال P12 إنه رسم الغرفة [الزنزانة] ذات النافذة المغطاة بصفائح الحديد. كما رسم كيف تتشابك أرجل شخصين، إذا أراد شخصان النوم. كانت تلك هي أفضل وضعية للنوم، لأنه مع زيادة أعداد [المعتقلين] بدأوا يتناوبون على النوم. وكان هناك مرحاض صغير يستخدمونه أيضاً للاستحمام. ولم يتم رسم الباب بدقة، لأنه كان يصل إلى الحائط.
سأل القاضي فيدنر ما الذي قصده P12 بقوله “التناوب على النوم”. قال P12 إنه عندما تجاوز عددهم 15 شخصاً، لم يتمكنوا من النوم في نفس الوقت. لذلك، بدأوا في التناوب. كانوا ينامون ساعتين ثم يتناوبون/يبدّلون [مع الآخرين]. ولم يكن بإمكان المرء الاستلقاء على ظهره، بل كان عليه الاستلقاء على جنبه.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك دوش [للاستحمام] أم أنهم استخدموا ماء المرحاض. قال P12 إنهم استخدموا ماء المرحاض. كان هناك خرطوم مربوط بصنبور، لكن لم يكن هناك صابون.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P12 بقي في نفس الزنزانة طوال الوقت. فأكد P12 ذلك.
سأل القاضي فيدنر P12 عن الطعام والماء. قال P12 إنهم شربوا الماء من المرحاض. وكان الطعام شحيحاً وكان هناك وجبتان في اليوم. وإن كمية الطعام التي كانت تقدّم لـ15 شخصاً كانت تكفي بالكاد لخمسة أشخاص. وكان الطعام يتكون بشكل رئيسي من البرغل أو الأرز المسلوق. وكانوا أحياناً يضيفون مكوناً آخر، مثل المرق الأحمر/الصلصة الحمراء على سبيل المثال. وكان الإفطار يتكون من قليل من الزيتون وبعض المربى، فقط كمية قليلة لكل شخص، وحلاوة طحينية ذات نوعية رديئة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بإمكان P12 وصف الزنزانة ومكان إجراء التحقيق.
قال P12 إنه شاهد التعذيب في الممر. وتمثّل الدائرة المكان الذي أجريت فيه التحقيقات وأحياناً في الغرف الموجودة خلف الدائرة. وفي الأسفل إلى اليسار، توجد زنازين اعتاد سماع أصوات أنثوية تصدر منها.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك ضوء نهار في زنزانة P12. قال P12 لا، إطلاقاً. لم يكونوا يعرفون ما إذا كان الوقت نهاراً أم ليلاً. اعتادوا على تقدير الوقت بالطعام، على سبيل المثال، كان الإفطار يعني أنه قد حلّ الصباح.
طلب القاضي فيدنر من P12 أن يتذكر السؤال الذي طُرح عليه عندما دخل الزنزانة لأول مرة. قال P12 إنه في اللحظة التي دخل فيها، سألوه [السجناء] عن الوقت. حيث اعتادوا على طرح هذا السؤال على كل وافد جديد. وكانت إحدى أسوأ التجارب هي فقدان الإحساس بالوقت. وكان سؤال السجّانين عن الوقت من المحرّمات التي تستوجب العقاب. سأل P12 عمّا إذا كان بإمكان الحاضرين أن يتخيلوا 10 أيام أو 11 شهراً (في اعتقاله الثاني) دون معرفة الوقت. وكان من الواضح أن ذلك تم بشكل منهجي. وزار P12 [اعتُقِل في] عدة فروع وكان يلقى نفس الحال دائماً.
سأل القاضي فيدنر إذا كان هناك ضوء في الزنزانة. قال P12 لا، إطلاقاً.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت الزنزانة مضاءة دائماً. سأل P12 عمّا إذا كان القاضي فيدنر يعني الضوء الاصطناعي. فأكد القاضي فيدنر ذلك. قال P12 إن الزنزانة كانت مضاءة على مدار الساعة.
طلب القاضي فيدنر من P12 وصف التحقيق الذي أجري معه. قال P12 إن الطريقة الرئيسية المستخدمة في التحقيق معه كانت تتمثل في استدعائه خارج الزنزانة. كان على P12 أن يخلع جوربيه ويواجه الجدار باتجاه المطبخ. ثم كان يتم وضع عصابة على عينيه ثم تُكبّل يداه خلف ظهره. ثم كان P12 يدخل إلى الدائرة حيث كان يجري التحقيق. كان على P12 دائماً أن يجثو على ركبتي، حيث جلس المحقق أمامه والسجّان خلفه. ثم كان يبدأ في التحقيق مع P12. وتعرّض P12 للتعذيب ذات مرة قبل التحقيق معه. وفي كل مرة لم يكن المحقق راضياً عن إجابته، كان P12 يتعرّض للتعذيب.
سأل القاضي فيدنر كيف تم إساءة معاملة P12. قال P12 إنه اضطر إلى الاستلقاء على بطنه ورفع قدميه خلفه أثناء التحقيق. وضُرب على قدميه وأحياناً على ظهره.
سأل القاضي فيدنر عن الأدوات المستخدمة. قال P12 إنه في بعض الأحيان كان حزاماً عسكرياً سميكاً جداً وأحياناً كابل كهربائي رباعي.
أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P12 أثناء استجواب الشرطة التي تفيد بأن P12 تلقّى 20 ضربة على القدمين. قال P12 نعم، في كل مرة [ربما كان P12 يعني: في كل تحقيق أو كل جولة. وكان الخيار الأول هو الذي ذُكر في الترجمة].
سأل القاضي فيدنر متى تعرّض P12 للضرب. قال P12 إنه تعرّض للضرب ذات مرة قبل التحقيق كنوع من التخويف. وفي باقي المرات تعرّض للضرب أثناء التحقيقات.
سأل القاضي فيدنر عن المعلومات التي طُلبت من P12. قال P12 إنه في بداية التحقيق معه، سُئل عن عمله في بي بي سي ميديا أكشن. وكان تركيزهم على طبيعة عمله لدى تلك المؤسسة. كان من الواضح أنهم كانوا يعرفون التفاصيل مسبقاً. سأل P12 القاضي فيدنر ماذا كان السؤال وضحك (نسي P12 السؤال).
سأل القاضي فيدنر عن إساءة المعاملة وموضوع التحقيق. قال P12 إن التعذيب مرتبط بعمله، رغم أنه لم يُخفِ أي معلومات. كان يعلم أنهم كانوا يعرفون كل شيء بالفعل، لكن المحقق كان غبياً جداً ولم يعرف ما تعنيه كلمة “باسوورد” و”إيميل” [نطقهما P12 بالإنجليزية] واعتقد أن P12 كان يخفي معلومات. وشتم المحقق ذات مرة P12، لأنه ظهرت علامة/إشارة/رمز على اسم P12.5
*** استراحة لمدة 15 دقيقة ***
كرّر القاضي فيدنر أن التحقيقات مع P12 لم تكن في غرفة، بل في الممر بين الزنازين. فأكد P12 ذلك. جرت معظمها هناك، وجرى عدد قليل منها في الغرف.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك مكتب. قال P12 إنهم اقتادوه ذات مرة إلى مكتب رئيس المحققين أو ضباط ذوي رتبة عالية. وكان المحقق المعتاد بجانب P12.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان [المحقق] واقفاً أم جالساً. قال P12 إن المحقق المعتاد كان يقف بجانب P12، لكن الضابط ذا الرتبة العالية كان يجلس أمام P12.
سأل القاضي فيدنر إذا كان ذلك في الممر. قال P12 لا، فقط في الغرفة.
سأل القاضي فيدنر إذا كان هناك شخصان، محقق وشخص يضرب المعتقلين. فأكد P12 بأن هذا كان الأمر المعتاد.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك أوامر أو تعليمات بالضرب. قال P12 إنه عندما لم يعجب المحقق الجواب، كان يعطي أمراً للسجّان الذي كان وراءه، قائلاً: “هذا [P12] لا يريد التحدث. تصرّف معه”.
سأل القاضي فيدنر كيف تحدثا [الشخصان] مع بعضهما البعض وحول السلوك/الموقف بينهما. قال P12 إن السجّان كان ينادي المحقق بلقب “سيدي”.
سأل القاضي فيدنر عن عدد المرات التي تم فيها التحقيق مع P12. قال P12 إنه لا يتذكر بدقة، ولكن، في المتوسط، خمس مرات.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد تم إساءة معاملة P12 في كل مرة. قال P12 لا، ليس في كل مرة. كانت هناك مرة واحدة على الأقل لم يتعرّض فيها للتعذيب وإنما تعرّض للترهيب فقط.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P12 قد تعرّض للضرب على باطن قدميه أو في مكان آخر. قال P12 إن الأسلوب نفسه استُخدِم في كل مرة.
سأل القاضي فيدنر كيف أثّر ذلك على قدميه. قال P12 إنهم عندما كانوا يعودون إلى الزنزانة، كان يصعب عليهم المشي ولم يتمكنوا من الوقوف. وكان هناك ازرقاق واحمرار وتورّم. كانوا يذهبون مباشرة إلى المرحاض لصب بعض الماء [على القدمين] والتحرّك [في المكان] للسماح بتدفق الدم.
طلب القاضي فيدنر من P12 توضيح ما كان يقصده بالتحرّك. قال P12 إنه كان من الممارسات الشائعة القيام بذلك [التحرّك]، حيث تعلموا من بعضهم البعض ما الذي ينبغي عليهم فعله لتخفيف الألم. كانوا يتألمون طوال الليل.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت أوضاع الآخرين مشابهة. قال P12 كان هناك البعض [بعض المعتقلين] الذين كانت أوضاعهم مماثلة لوضعه، ولكن كان هناك العديد منهم في أوضاع أسوأ.
ذكر القاضي فيدنر أن P12 قال أثناء التحقيق أن الألم كان بالكاد يُحتمل. وأن المعتقلين قاموا ببعض التمارين للمساعدة في تدفّق الدورة الدموية. وأن أقدام آخرين كانت تنزف، وتعرّض بعضهم للضرب 100 مرة على أقدامهم. وكان الممرّ المؤدي إلى المرحاض عبارة عن محنة. فأكد P12 ذلك.
أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P12 أثناء استجواب الشرطة التي تفيد بأنه اقتيد ذات مرة إلى غرفة بها أدوات تعذيب. قال P12 إنه اقتيد ذات مرة إلى غرفة بداخلها طاولة. كان جالساً وكان المحقق يجلس بجانبه. وكان الهدف الرئيسي في ذلك اليوم هو انتزاع أسماء شركاء P12 في العمل. وفي الغرفة، كان هناك جهاز كهربائي والعديد من أدوات الضرب – العشرات، مثل الأسلاك والأحزمة العسكرية والهراوات. وأثناء التحقيق، دخل سجّان يحمل كماشة. كانوا [نحن] يسمعون بأنها [الكماشة] تُستخدم لنزع أظافر أصابع يدي وأظافر أصابع قدمي المعتقل. دخل [السجّان] وكان يفعل “هذا” بها [قلّد P12 فتح وإغلاق الكماشة بيده].
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 معصوب العينين في ذلك الوقت. قال P12 لا، لم يكن معصوب العينين ورأى كل شيء. كان ذلك للترهيب، لكنه لم يتعرّض للتعذيب.
سأل القاضي فيدنر P12 عن الحلقات. قال P12 إنه ربما رأى حلقات، لكنه لم يكن متأكداً من تلك اللحظة.
أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P12 أثناء استجواب الشرطة التي تفيد بأنه كانت هناك حلقات على الحائط لتعليق المعتقلين من أيديهم في الغرفة. قال P12 إنه رأى مشهد الحلقات في العديد من الفروع، لكنه لم يكن متأكداً مما إذا كان قد رآها في تلك اللحظة أيضاً.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 قد رأى آثار إصابات على معتقلين آخرين أو إذا سمع P12 عنها. قال P12 إنه رأى إجراءات التعذيب. في إحدى الحالات، كان هناك شخص يتعرض للتعذيب في الممر ثم دخل الزنزانة. وكانت ركبتاه تنزفان وملتهبتان. وكانت إحداهما [إحدى ركبتيه] متضررة للغاية لدرجة أنهم رأوا العظم. كانت طريقة التعذيب الرئيسية في الممر هي جعل المعتقلين جاثين (على ركبهم) لساعات وأيام. وكان السجّانون يضربونهم طوال الوقت ويسكبون عليهم الماء. الشخص الذي دخل الزنزانة ظل على تلك الوضعية لفترة طويلة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك أشياء معينة للضرب، مثل الكابلات. قال P12 في بعض المناسبات، كان الكابل الكهربائي الرباعي معرّى من نهايته (كان المعدن بارزاً). ومن حين لآخر، كان [السجّان] يضرب [بهذه] النهايات عن قصد.
سأل القاضي فيدنر عن تأثير ذلك. قال P12 إنه عندما كان يُضرب المرء به، فإنه يسحب اللحم معه.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك رعاية طبية أو أطباء. قال P12 إنه، بالنسبة للإصابات نفسها، لم تكن هناك أي رعاية طبية. ومع ذلك، كان هناك شخص يأتي بشكل روتيني أكثر من مرة في الأسبوع. كان يفتح الطاقة [الفتحة في باب الزنزانة] ويسأل عمّا إذا كان أي شخص مريض. وإذا قال أحدهم إنه مريض، يعطيه ذلك الشخص باراسيتامول أو مضاداً حيوياً، ولكن في بعض الأحيان لا يعطي ذلك الشخص شيئاً، وفي بعض الأحيان، يتعرّض الشخص الذي يجيب [بأنه مريض] للضّرب.
سأل القاضي فيدنر عن الأسئلة التي طُرحت على المعتقلين الآخرين في التحقيقات أمام الزنزانة، وسبب تعرضهم للضرب. قال P12 إن الأسئلة كانت بالأساس حول المظاهرات، إذا كانوا [المعتقلين] مسلحين، وإذا هاجموا قوات الأمن، وعن أسماء أشخاص.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بعض المعتقلين قد تعرّضوا للتعذيب بالصعق الكهربائي أو التعليق من أيديهم. قال P12 لا، على الأقل ليس في الخطيب.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك عقاب جماعي. قال P12 إنه من الممكن أن يحدث ذلك إذا تحدّثوا مع بعضهم البعض وسمعهم السجّان، وفي بعض الأحيان، كان هناك عقاب جماعي بدون سبب. كان السجّان يدخل الزنزانة ويطلب منهم مواجهة الحائط. كانوا يقفون ويواجهون الحائط، ثم يضربهم بشكل جماعي وعشوائي. وفي بعض الأحيان، كانوا يستلقون على بطونهم ويرفعون أقدامهم ويضربهم.
أشار القاضي فيدنر إلى أن P12 قال إنه حقّق معه ضابط رفيع المستوى. فأكّد P12 قائلاً إنه يتذكر. ذات مرة أخذ المحقق المعتاد P12 وساروا في الممر إلى غرفة أخرى. وكان المحقق المعتاد يقف على يمين P12 وكان الضابط الأعلى رتبة يجلس أمام P12 إلى [خلف] طاولة. وبدأ الأخير بسؤال P12 عن انتمائه إلى [حركة] “17 نيسان” وأشار بشكل غير مباشر إلى أن زوجة P12 كانت معتقلة. فأجاب P12 على الفور بنعم، كان ينتمي إليهم. وسأل الضابط P12 عن أحد البيانات/التصريحات على حاسوب P12 المحمول. نفى P12 أنه هو من فعل ذلك وقال إن أصدقاءه هم من فعلوا ذلك. أنهى [الضابط الأعلى رتبة] أسئلته بإخبار المحقق الذي يقف إلى جانب P12، “أنت سوف تنتزع منه [من P12] الأسماء، أو ستكون في مكانه [في مكان P12]”.
سأل القاضي فيدنر كيف عرف P12 أن الشخص كان ضابطاً ذا رتبة عالية. قال P12 إن السبب هو أن المحقق المعتاد كان يناديه بلقب “سيدي”.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P12 قد تعرّض للضرب هناك. قال P12 لا.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك أطفال أو كبار في السن من بين المعتقلين الآخرين. قال P12 كان هناك فئات عمرية متباينة. ولا يتذكر معتقلين دون سن 18 عاماً، لكن كان هناك معتقلان يبلغان من العمر حوالي 17 عاماً. وكان هناك جميع الأعمار وصولاً إلى 70 عاماً.
سأل القاضي فيدنر إذا كان هناك أطفال. قال P12 لا.
سأل القاضي فيدنر إذا كانت هناك نساء. قال P12 إنه سمع أصوات إناث ورأى نساء من فتحة الباب. وعندما تم نقل P12 إلى فرع آخر، كانت هناك سيدة معه في السيارة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 رأى جثثاً. قال P12 لا.
أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P12 أثناء استجواب الشرطة التي أفادت بوجود سجّان من بين المعتقلين. قال P12 إن هذا الشخص كان يعمل في نفس الفرع، لكن P12 لا يتذكر ما إذا كان سجّاناً. كان هذا الشخص معهم في الزنزانة، وذات مرة ضُرِب في وجهه.
سأل القاضي فيدنر P12 عن سبب وجود هذا الشخص هناك. قال P12 إنه [ذلك الشخص، المعتقل] توجّه إلى أحد السجّانين [سجّان فعلي] للتحدّث معه مباشرة. قال السجّان [الفعلي] له [للمعتقل] إنه كان سجيناً في ذلك الوقت، وليس زميلاً له. وضّح القاضي فيدنر سؤاله متسائلاً عن سبب اعتقال الشخص. قال P12 إنه لا يتذكر.
أشارت القاضي كيربر إلى شهادة P12 أثناء استجواب الشرطة بأن ذلك حدث “بسبب رفض/عصيان الأوامر. كان اسمه [تم حجب الاسم] “. ثم سألت القاضي كيربر لماذا رفض الأوامر. قال P12 إنه تذكر أن اسمه كان [تم حجب الاسم] عندما ذكرته القاضي كيربر، لكن P12 لم يتذكّر السبب. كان على الأرجح موظفاً عادياً، وليس سجّاناً.
أشار القاضي فيدنر إلى أنه تم نقل P12 بعد ذلك من الخطيب وطلب من P12 أن يصف ما حدث بعد ذلك. قال P12 إنه نُقل من الخطيب عندما تفرّعت مواضيع التحقيق. وإن آخر مرة تم فيها التحقيق معه في الخطيب كانت من قبل ضابط من فرع مختلف لمدة خمس دقائق. وبعد يومين، نُقِل P12 إلى الفرع 285 وتم التحقيق معه هناك بتهم جديدة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 يعرف سبب نقله. قال P12 إنه غير متأكد، لكن الفرع 285 كان عادة6 فرع التحقيق المركزي في سوريا. وعندما تشعّبت القضايا وفُتِحت ملفات جديدة، خاصة فيما يتعلق بمعرفة P12 بقادة المعارضة في دمشق وريف دمشق، تم نقله. وبالتزامن مع ذلك، كانت هناك مبادرة من جامعة الدول العربية كمحاولة لإيجاد حل سياسي وإطلاق سراح المعتقلين. لم يكن P12 متأكداً، سواء كان [سبب نقله] بسبب المبادرة، أم بسبب تفرّع التحقيق.
سأل القاضي فيدنر أين يقع الفرع 285. قال P12 في كفرسوسة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا تمت إساءة معاملة P12 هناك. قال P12 إنه تعرّض لسوء المعاملة على الفور، بمجرّد دخوله السجن.
سأل القاضي فيدنر عن ظروف الاعتقال في الفرع 285. قال P12 إنه بمجرد دخوله، كان عليه أن يخلع كل ملابسه وكان عارياً تماماً. أخذوا متعلقاته وفتشوه. وفي ذلك الوقت، لم يُسمح لـP12 بارتداء ملابسه مرة أخرى، ولم يدخل الزنزانة، وتُرك في الممر. ظل واقفاً في مواجهة الحائط طوال اليوم. وقاموا بتشغيل مكيف هواء بارد، وكانوا بين الحين والآخر يسكبون الماء عليه. سمحوا له بالذهاب إلى المرحاض مرة واحدة وأعطوه خمس دقائق ليأكل. اضطر إلى الاستلقاء على الأرض مرة أو مرتين وداسوا عليه. وفي اليوم التالي، نقلوه إلى الزنزانة. وفي ذلك الوقت، تعرّض للضرب ولكن في سياق العقاب الجماعي.
سأل القاضي فيدنر عن سبب إطلاق سراح P12. قال P12 إنه لا يمكن أن يكون متأكداً. علم P12 فيما بعد أن هناك وساطة/وسيطا من قبل جامعة الدول العربية من نبيل العربي [أمين عام الجامعة]. وبعد ثلاث سنوات، اقتيد P12 مرة أخرى إلى الفرع 285، حيث استجوبه نفس المحقق الذي أخبر P12، “أنت ما زلت على قيد الحياة؟ ألم نقتلك بعد؟ أمثالك يجب ألا يعيشوا”.
سأل القاضي فيدنر عن المدة التي سُجن فيها P12 بعد ذلك. قالت P12 إن الاعتقال الثاني كان لمدة ثلاث سنوات وخمسة أشهر.
أشار القاضي فيدنر إلى أن P12 قال إنه كان من 16 شباط/فبراير، 2012 إلى 17 تموز/يوليو، 2015. فأكّد P12.
سأل القاضي فيدنر P12 متى غادر سوريا. قال P12 بعد 15 – 16 يوماً.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 لا يزال يعاني من آثار جانبية صحية. قال P12 إنه لا يزال يتلقّى العلاج “حتى الآن”. لديه مشكلة في ركبته وظهره بسبب الضرب. كما ظهرت بعض الآثار على قدميه بسبب الالتهاب.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك تأثيرات أخرى. قال P12 لا، هذه كانت كل التأثيرات.
طلب القاضي فيدنر من P12 أن ينظر إلى يمينه ويقول ما إذا كان قد تعرّف على أحد المتهمين. قال P12 لا، لكن يمكنه التعرف على صوت الشخص الذي هدّد المحقق “الخاص به” [P12 يعني المحقق رفيع المستوى الذي هدّد محقق P12 المعتاد.]
سأل القاضي فيدنر بوكير عمّا إذا كان المتهم رسلان سيقدّم اختباراً صوتياً. أجاب بوكير أنه لن يقوم بإجراء اختبار صوتي وأنه من الآن فصاعداً يعتبر هذا السؤال بمثابة طلب شيء غير مقبول. وقدّم شرحاً عاماً للمحاكمة بأكملها مفاده أن أنور لن يعطي اختباراً للصوت.
أشار القاضي فيدنر إلى أن P12 انخرط في صفوف المعارضة وفي التظاهر في عام 2011. فأكّد P12 ذلك.
سأل القاضي فيدنر متى شارك P12 في المظاهرات. قال P12 إنه في وقت مبكر من 15 آذار/مارس، 2011 كان هناك بالقرب من المسجد الأموي في دمشق. ولاحقاً، شارك P12 [في مظاهرة] في المكان الذي كان يعيش فيه، على سبيل المثال في حرستا حيث كاد يُقتل برصاصة مرّت بالقرب من رأسه. وشارك P12 في مظاهرة في القابون، يوم وقوع مجزرة في صفوف المتظاهرين.
سأل القاضي فيدنر عمّا حدث. قال P12 إنهم كانوا يتحركون في المظاهرة. وكان هناك عشرة آلاف شخص يحملون لافتات ويهتفون ضد النظام. وصلوا إلى مكان كان فيه جنود وقوات أمن النظام على أسطح المباني. وبدأوا إطلاق النار على المتظاهرين باستخدام الذخيرة الحية. وكاد P12 أن يُقتل في تلك المظاهرة أيضاً. لسوء الحظ، قُتل رجل يبلغ من العمر 70 عاماً. وكان P12 قد سأله [سابقاً]، إذا كان لا يخشى الموت. فقال لـP12، “لا بأس. أريد الحرية لأولادي وأحفادي”. غلبت على P12 عاطفته وطلب استراحة.
***استراحة لمدة 5 دقائق***
سأل القاضي فيدنر متى بدأ العنف من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين تقريباً. قال P12 إنه منذ اليوم الأول، استخدم النظام العنف. ولكن تم استخدام الذخيرة الحية بعد أسبوعين (في المناطق/الأماكن التي كان فيها P12).
سأل القاضي فيدنر متى حدث ذلك. قال P12 في بداية نيسان/أبريل، [بدأ] [استخدام] الذخيرة الحية (في المناطق/الأماكن التي كان فيها P12).
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P12 قد رأى جثثاً، غير تلك التي ذكرها. قال P12 إنه رأى جثثاً، خاصة في القابون حيث وقعت المجزرة. كما رأى P12 جثّتين على الأقل في حرستا، أحدهما [أُصيب برصاصة] في صدره والآخر في رقبته. وفي بعض الأحيان، قام P12 بتصوير [يمكن أن تعني كلمة “تصوير” بالعربية التقاط صور فوتوغرافية أو تصوير فيديو، ولكن ربما قصد P12 هنا تصوير الفيديو] قوات الأمن تطلق النار على المظاهرة. وكان هدف P12 هو التصوير من جانب قوات الأمن، لتوثيق أنهم كانوا يطلقون الذخيرة الحية على المتظاهرين.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 قد شاهد اعتقالات وفرق مكافحة الشغب. قال P12 إنه رآهم طوال الوقت وعشرات المرات. ذات مرة، كان هناك اقتحام/مداهمة عسكرية كاملة لحرستا، حيث كان يعيش P12. كان هناك تمشيط كامل للشوارع والمباني.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 قد تعرّف على المكان. فأكد P12 ذلك. إنه الفرع 251، المدخل الرئيسي، ومشفى الهلال الأحمر.
قال P12 إن هذا هو موقع فرع الخطيب. ذكر P12 أنه ليست جميع المباني تابعة للفرع، حيث أن معظمها سكني. وإن الشارع المنحدر في الأسفل [انظر الخط الأحمر] هو المدخل الرئيسي بالقرب من مشفى الهلال الأحمر. وإن المبنيين اللذين أشار إليهما P12 [الدائرة الزرقاء] بقلم [أثناء استجواب الشرطة] هما فرع الخطيب.
سأل الادعاء العام عمّا إذا كانت المقاطع التي يظهر فيها إطلاق قوات الأمن النار على المظاهرة، والتي صوّرها P12، لا تزال في حوزة P12. قال P12 لا.
سأل الادعاء العام عمّا إذا كان قد تم أخذ المقاطع منه مع جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. قال P12 لا. تم التصوير [نفس الملاحظة أعلاه] بواسطة كاميرا سرية على شكل قلم. وعندما اعتُقِل P12، أتلفت زوجته كل ما كان يمكن أن يؤذيه.
ذكر القاضي فيدنر أن P12 قال إنه اقتيد إلى “رئيس قسم التحقيق”. سأل القاضي فيدنر P12 عمّا إذا كان يتذكر اسمه أو رتبته. قال P12 إنه لا يعرف رتبته على وجه التحديد، لكن رتبته كانت أعلى من رتبة المحقق المعتاد الذي حقّق مع P12. ولا يعرف P12 اسمه.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P12 أو غيره من المعتقلين قد تعرّضوا لاعتداء جنسي. قال P12 إنه سمع الكثير عن هذه الأمور، ولديه أصدقاء تعرّضوا لذلك.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 نفسه قد تعرّض لذلك. قال P12 لا.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P12 يعرف تفاصيل حول الإساءة الجنسية لآخرين. قال P12 إن إحدى الطرق كانت استخدام قنينة زجاجية وأحياناً عصا. وفي بعض الأحيان، كانوا يربطون القضيب بثقل. وفي بعض الأحيان، قاموا بحرق القضيب بالماء الساخن.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان ذلك في الخطيب أم في الفرع 285. قال P12 إنه قيل له ذلك بعد خروجهم من المعتقل في عدرا [قصد بعد الإفراج عنه من سجن عدرا]. ولم يكن ذلك في فرع معين. ولم يَرَ P12 ذلك [العنف الجنسي] أثناء فترة اعتقاله.
في الساعة 12 ظهراً، تم طرح موضوع الاستراحة. قال شارمر إن الشاهد يودّ مواصلة الجلسة.
استجواب من قبل محامي الدفاع
سأل بوكير عمّا إذا كان اعتُقِل موظف السجن في الخطيب. قال P12 إنه كان معه موظف معتقل.
سأل بوكير عمّا إذا كان P12 يعرف الخطأ الذي ارتكبه ذلك الشخص. قالت القاضية كيربر إنها استجوبت الشاهد بشأن هذه النقطة مسبقاً. سحب بوكير سؤاله.
قال فراتسكي إن المترجم أخبره أنه ربما كان هناك جزء مفقود في الترجمة، يتعلق بالتحقيق في الفرع 251 وأن المحقق جاء من فرع آخر. سأل فراتسكي من أين كان المحقق. قال P12 إنه قبل يومين من نقله، جاء [ذلك المحقق] من فرع مختلف وحقّق مع P12 لفترة قصيرة. وبعد يومين، نُقِل P12.
سأل فراتسكي عمّا إذا كان صحيحاً أن التحقيق كان في الفرع 251، لكن المحقق كان من فرع مختلف. فأكّد P12 ذلك.
استجواب من قبل كروكر، محامي المدعي
سأل كروكر عمّا إذا كانت الانتهاكات الجنسية لأصدقاء P12 حدثت في عدرا أو إذا لم يتمكن P12 من ربط الانتهاك بالفرع. ذكر P12 أنه تم الحديث عن ذلك الأمر في سجن عدرا المركزي وكانوا جميعهم [P12 وأصدقاؤه] معتقلين في فروع مختلفة. وتحدّث كل واحد عن تجربته، لكن لم يستطع P12 ربط كل حالة بفرع معين.
سأل كروكر عمّا إذا كان ذلك قد حدث في فروع أجهزة المخابرات. فأكد P12 ذلك.
سأل كروكر عمّا إذا كان المعتقلون في الفرع 251 قد تحدثوا عن مكان اعتقالهم. قال P12 إنهم تحدثوا عن كيفية اعتقالهم في فرع الخطيب، وكلهم كانوا يعرفون هذه المعلومة.
سأل كروكر كيف تمت مخاطبة P12. قال P12 إنه تمت مخاطبته باسمه.
سأل كروكر عمّا إذا كان P12 يتذكر أسماء أو ألقاب السجّانين. P12 قال إن أشهر حراس السجن الذي كان ينفذ العقوبات الجماعية كان اسمه “أبو غضب”، وكان هناك واحد آخر باسم غريب “ميماتي”. لم يتذكّر P12 سوى هذين الاسمين.
سأل كروكر إذا كانت هناك رزان زيتونة. قال P12 إنه لا يتذكر.
سأل كروكر عمّا إذا كان قد تم اعتقال P12 بمفرده في 16 شباط/فبراير، 2012. قال P12 لا، تم اعتقاله مع 15 شخصاً من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
سأل كروكر عن رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. قال P12 إنه السيد مازن درويش.
سأل كروكر عمّا إذا كان معتقلاً مع P12. قال P12 نعم، اعتُقِلا معاً.
تم صرف الشاهد.
***
قدّم شارمر، محامي المدعي، شرحاً/تصريحاً بشأن المادة 257(2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني: استجواب المدَّعى عليه والحق في الإدلاء بإفادة بعد أخذ الأدلة.7
تم إعطاء ملخص جزئي لإفادة [تم حجب الاسم] من يوم أمس، والذي قدّم معلومات واضحة عن الفرع 251:
شارك المحقق نفسه في التحقيقات الثلاثة جميعها؛
سمع صوته؛
حاسة سمعه قوية.
للأسف، لا يريد أنور رسلان إجراء اختبار صوتي، لكن المتهم ذكر في شهادته عبر المترجم أنه حقق مع [تم حجب الاسم] دون ذكر أي ظروف. واعترف أنور بأنه هو من أجرى التحقيقات وكان نفس الشخص في المرات الثلاث. وكان هذا الشخص هو من أعطى أوامر مباشرة وغير مباشرة بالتعذيب.
رُفِعت الجلسة الساعة 12:15 ظهراً.
ستكون المحاكمة القادمة في 19 آب/أغسطس، 2020 الساعة 09:30 صباحاً.
المصدر: المركز السوري للعدالة والمساءلة