ادعت إيران أنها تدعم كل الجهود الرامية للدفع بالعملية السياسية، وتنشيط الجهود المتعلقة باللجنة الدستورية، في حين رأى مراقبون أن إيران ليست جادة في كل تلك التحركات خشية من إسقاط النظام السوري وأركانه وبالتالي فشل مشروعها “الفارسي”.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، أمس السبت، بين كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني “علي أصغر خاجي”، والمبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”، بشأن آخر المستجدات المتعلقة بالملف السوري.
وزعمت طهران أنها مهتمة بسير السياسية وانشطة لجنة الدستور السوري، مؤكدة على المضي بالمفاوضات السياسية وكذلك مواصلة عمل لجنة الدستور بهدف التوصل الى حل وتسوية نهائية للقضية السورية، في إطار احترام السيادة الوطنية ووحدة أراضي سوريا، حسب وسائل إعلام موالية للنظام السوري وإيران.
وتعليقا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لـ SY24، إن “غير بيدرسون يتابع تحركاته الوظيفية من أجل إعادة سير السلة الوحيدة الموضوعة على سكة قطار التسوية في المسألة السورية وهي مسار اللجنة الدستورية، رغم إدراكه أن لا حراك جدي في أجندتها حتى اللحظة”.
وأضاف أنه “إذا كانت تحركات الإيرانيين والروس ضمن هذا السياق توحي بالجدية إلا أن المعطيات وجوانية التفكير السياسي الإيراني والروسي لا توحي بذلك، بل لعل الجانب الإيراني هو الأكثر تمسكا بالنظام السوري الذي قد لا يبقى في الوجود في ما لو مشت اللجنة الدستورية بشكل حقيقي وجدي إلى نهاياتها”.
وأشار إلى أن “الاتحاد الروسي يحاول الإيهام للأمريكان وسواهم بأنه مازال متمسكا بخط الدستورية رغم عدم ممارسة أي ضغط على النظام السوري كي يسمح بالتحرك الجدي”.
وأضاف أن “المسألة في اللجنة الدستورية مازالت تراوح في المكان ومازالت الدول الإقليمية وما بعد الإقليمية حتى الأميركية، لا تمسك بشكل جدي بأي متابعة ممكنة أو مأمولة لإنجاز المتاح ولجم كل تحركات النظام السوري ومن معه وهو المعوق للمسار برمته”.
وقال “أحمد مظهر سعدو” أيضا إنه “ليس هناك اليوم أية آمال موضوعية تدفع باتجاه الاقتناع بأن الروس صادقين في تصريحاتهم، ومن الأولى أن يكون الإيرانيين أكثر كذبا وأقل جدية في الإنجاز الحقيقي لأنه يعني بالضرورة إسقاط أركان النظام السوري وهو مالم يكن ممكنا او ناتجا عن قناعة لدى الإيرانيين أصحاب المشروع الفارسي الطائفي لسورية والمنطقة العربية بشكل أعم”.
يشار إلى أن إيران بدأت تكثف من تحركاتها في سوريا عقب زيارة الروس لدمشق، كونها تركز على الجانب الاقتصادي وجانب الاستثمارات التي تسعى روسيا لإنجازها في سوريا، متجاهلة هي وحكومة النظام أي دور لإيران في سوريا.
وفي 24 أيلول الجاري، وصل وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” إلى العاصمة الروسية موسكو، حاملا معه العديد من الملفات وعلى رأسها ملف القضية السورية، التي وصفها بأنها “معضلة”، في حين رأى مراقبون أن إيران لا بد لها أن تتقرب من روسيا خاصة بعد تكثيف الأخيرة من تحركاتها في سوريا خاصة على صعيد الاستثمارات والامتيازات.
المصدر: SY24