
بعد التوصل لاتفاق وقف النار في حلب فإن من ينظر في تصريح السيد وزير الخارجية أسعد الشيباني لا يرى ملامح أي تهديد بقدر ما يرى لهجة تصالحية بعكس ما هو متوقع فما القصة؟
حسب الظاهر على الأقل تركيا تضغط باتجاه حل عسكري، لكن الموقف الأمريكي ليس واضحا، مسألة الضوء الأخضر الأمريكي تحمل إشارات استفهام. عند التمعن في كل ما يصدر عن الادارة الأمريكية ليس فقط بالتصاريح العلنية ولكن بالممارسة على الأرض يبدو الموقف الأمريكي أقرب لممانعة الحل العسكري ولو كانت ممانعة غير صريحة وغير قاطعة.
إذا وضعنا جانبا الضغوط التركية والممانعة الأمريكية الافتراضية فربما نلمح تقديرات للقيادة السورية لا تميل للحل العسكري في الوقت الحاضر على الأقل لكن لماذا ؟
هل لأن الجيش السوري غير مستعد لفتح مواجهة عسكرية مع قسد قد تتحول لحرب مفتوحة تكون فرصة لدخول انفصاليين آخرين وفلول للنظام وربما اسرائيل على الخط ؟
هل تريد القيادة السورية تأجيل مثل تلك المواجهة إلى مابعد إنجاز الاتفاق الأمني مع اسرائيل لضمان إبعادها عن الوضع الداخلي السوري قبل أي مواجهة مع قسد ؟ أم هل تحتاج القيادة السورية لبعض الوقت لاستكمال بناء القوة العسكرية الكافية للمواجهة العسكرية مع قسد دون أن تتحول تلك المواجهة إلى حرب طويلة تستنزف الدولة السورية ؟
أسئلة لا يمكن لمن هو بعيد عن مطبخ القرار السياسي السوري الاجابة عليها .
لكن ما يمكن تقديره عن بعد أن الرئيس الشرع لديه من المعطيات ما يجعله يميل للابتعاد عن المواجهة حاليا على الأقل .
وينبغي أن لا ننسى أن الوقت لم يعد يعمل في صالح قسد , وأنها تزداد عزلة , وإذا تم إنجاز الاتفاق الأمني مع اسرائيل فسيعطي ذلك مزيدا من الأوراق بيد الديبلوماسية السورية , أوراق هي بحاجة ماسة لها حين يحين الوقت لمواجهة قسد , هذا إذا لم تنفع كل الضغوط الأخرى في إقناع قسد بتغيير قرارها نحو القبول بتطبيق اتفاق آذار بدلا من المراوغة وكسب الوقت في حين يتأكد أن الوقت لا يعمل لصالحها .
شعبيا هناك شعوران يتجاذبان الشارع السوري , فهناك عدم الرغبة في مزيد من الحروب والدماء في الداخل السوري والأمل في البناء وإعادة الاعمار .
وهناك في المقابل غضب من سلوك قسد وفرعنتها وماتفعله في الجزيرة السورية من تمييز واضطهاد وبناء لعوامل الانفصال وكأنها تسير في اتجاه دويلة مكتملة الأركان , واستئثارها بأهم الثروات السورية في حين أن سورية بأمس الحاجة لتلك الثروات .
على أية حال هناك ثقة في أن الرئيس الشرع بذكائه السياسي وقوة عزيمته ليس بغافل عن ضرورة حل عقدة قسد , فهل هو كسب للوقت أم تغطية لنية عمل عسكري لا يراد كشفها الآن أم محاولة لشق قسد قبل المواجهة التي تلوح في الأفق ؟






