سورية بين الأمس واليوم ما الذي تغيّر؟؟

زياد المنجد

بعد عام من سقوط نظام الأسد يتساءل كثيرون ما الذي تحقق في الواقع السوري، ويجيب أخرون لم يتحقق ما كنا نحلم به، فالجغرافيا السورية بقيت كما تركها نظام الأسد، الجزيرة السورية مازالت خارج إطار الدولة، والسويداء إضافة لخروجها عن سلطة الدولة، هناك أصوات تطالب بانفصالها عن الوطن السوري، وزاد في الأمر استغلال الكيان الصهيوني للأحداث التي أنهت نظام الأسد وانتهك اتفاقية عام 1974 وتوغل في أراضٍ سورية جديدة.
اجتماعيا نمت النعرة الطائفية التي بذر بذورها النظام البائد، وأصبحت بعض الأقليات تجاهر بها نظراً لدعم الأغلبية للإدارة الجديدة، واقتصادياً مازال الوضع الاقتصادي في حالة ركود بانتظار رفع العقوبات الدولية.
هكذا هو حال الوطن السوري بعد عام تقريباً من تسلم الادارة السورية مقاليد الحكم، فما هو المطلوب منها حتى تحقق حلم السوريين ببناء الدولة السورية الموحدة؟
كثيرٌ من السوريين يطالبون بالتريث واعطاء الإدارة الجديدة مزيداً من الوقت لتحقيق ما يحلم به المواطن، ويجيبهم أخرون لسنا على عجلة من أمرنا، ولكننا نريد رؤية معالم الطريق الذي ستسلكه الإدارة السورية الجديدة لمواجهة التحديات الجسام التي تواجه الوطن السوري، وكيف ستبدأ بخطوات ملموسة لمسار بناء البلد واستعادة وحدته.
ولعل أولى أولويات هذا المسار تحقيق السلم الأهلي والقضاء على النعرات الطائفية، ليتعافى المجتمع من تركة الحقبة الأسدية، ويتحقق ذلك بتطبيق العدالة الانتقالية التي لم نر منها شيئاً ملموساً حتى الأن، إضافة الى إيجاد الطرق المناسبة للتعامل مع الخارجين عن سلطة الدولة، حتى لا تقع الحكومة بفخ كالذي حصل في السويداء، وضرورة الانفتاح لإشراك كافة المكونات السورية في إدارة الدولة، وعدم التركيز على لون واحد في تسيير أمورها.
المتتبع لحركة الإدارة السورية الجديدة يلاحظ تركيزها على كسب رضى وتأييد المجتمع الدولي، وهذا واضح من حركة وزير الخارجية، وزيارات الشرع لكثير من الدول، وهو أمر مهم ولكن يجب أن يتوازى بحركة الدولة لكسب التأييد الداخلي، وهنا قد يقول البعض إن الأغلبية راضية وتؤيد الحكومة، ونجيبهم ماذا عن الأقليات التي ترى أنها مهمشة نوعاً ما في إدارة الدولة؟
الأكيد ان الحكومات تأخذ شرعيتها من الداخل، وعندما يتحقق الدعم الداخلي سيأتي الدعم الخارجي بشكل تلقائي، وبذلك تسد الحكومة الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها الأعداء للتدخل في شؤون الوطن.
إن أكبر إنجاز تحقق بالنسبة للسوريين هو إنهاء الحقبة الأسدية السوداء وتنفس هواء الحرية، ومازال السوريون ينتظرون من الإدارة الجديدة الكثير من أجل بناء الدولة، ووحدة شعبها، ورفاهيته، وأملنا كبير بتحقيق ذلك في القريب العاجل.

المصدر: كل العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى