الوفاء لإدلب تتخطى حاجز 200 مليون دولار.. ليلة إنسانية تعيد الأمل لآلاف المهجرين

عز الدين زكور

نجحت حملة “الوفاء لإدلب” الإنسانية، مساء الجمعة، من جمع 208 ملايين دولار أميركي، في “ليلة إنسانية تاريخية”، كما وصفها القائمون عليها، وذلك بعد ساعات قليلة من إطلاق حفلٍ أقيم في ملعب إدلب البلدي، بحضور رسمي وشعبي وتفاعل إنساني كبير من السوريين في الداخل وجميع أنحاء العالم، لتحطم رقماً قياسياً بين الحملات الشعبية التي انطلقت في المحافظات السورية مؤخراً.

وتأتي أهمية الحدث، من الحاجة الإنسانية التي تعاني منها المحافظة، بسبب النازحين والمدن المدمّرة، إذ تضع “الوفاء لإدلب” هذا الملف الإنساني في قائمة أولوياتها، بعد أن منع غياب الخدمات الرئيسية والبنى التحتية آلاف السوريين من قاطني الخيام من العودة إلى قراهم وبلداتهم.

وعلى الرغم من أن الرقم النهائي من التبرعات، يشكل نسبة ضئيلة من قيمة إعادة إعمار البنى التحتية في إدلب، التي تتجاوز 3 مليارات دولار، بحسب إحصاءات القائمين على الحملة، إلا أنها تشكل أملاً لآلاف النازحين في تمكين عودتهم إلى منازلهم، فضلاً عن توفيرها خدمات أساسية تدعم صمود الأهالي في المدن المدمّرة.

تفاعل حكومي ورسمي

شهدت الحملة حضوراً للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي خصص المناسبة ليلقي خطابه عقب وصوله من الولايات المتحدة، بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأكد فيه أن “إدلب هي الأم التي فاء إليها أبناؤها، وتحولت إلى سوريا مصغرة حين عزّت الأرض وضاقت عليها بما رحبت، فانحاز إليها الناس وشاركوا جميعاً في هذا الإنجاز التاريخي”.

وتابع: “اليوم يوم الوفاء لأمّنا، لإدلب العزّ، العزيزة بأبنائها وبمن احتضنت من المحافظات السورية كافة، فإنه في كل زاوية ذكرى وتاريخ، فدينها في عنق سوريا كبير، واليوم أدعوكم لتوفّوها جزءاً من حقها لإعادة بنائها وتمكين النازحين من العودة إلى بيوتهم وهدم آخر خيمة فيها”.

وإلى جانب ذلك، شهدت الفعالية مشاركة بارزة لعدد من الوزراء، من بينهم وزراء الداخلية، والإعلام، والطوارئ وإدارة الكوارث، والثقافة، والإدارة المحلية، والاتصالات وتقانة المعلومات، والتنمية الإدارية، والرياضة والشباب، والصحة، وشخصيات رسمية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني التي كان لتعهّداتها المالية، حصة كبيرة في مجموع التبرعات المقدمة في الحملة.

وألقى الوزراء كلمات أشادت بدور إدلب الإنساني خلال السنوات القليلة الماضية في احتضانها لأكثر من 3 ملايين نازح، وقدموا خلال الحفل تبرعات شخصية وأخرى مساهمات من سوريين حول العالم.

مأساة إدلب بالأرقام

افتتح محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن حفل الحملة بكلمة شدّد فيها على ضرورة إنهاء مأساة المخيمات التي “تقيّد أبناءنا وتثقل كاهل أهلنا”، مؤكداً العمل على إعادة بناء إدلب ورفع المعاناة عن أهلها.

أحمد الزير، أحد القائمين على الحملة، استعرض في كلمته بالأرقام حجم الضرر الذي أصاب البنية التحتية في محافظة إدلب على مدار 14 عاماً.

وأوضح أن لجنة دراسات خاصة بالحملة كشفت عن تضرر أكثر من 250 ألف منزل، ونحو 800 مدرسة، و430 مسجداً، و116 شبكة صرف صحي، لافتاً إلى أن إعادة تأهيل هذه البنى التحتية تحتاج إلى أكثر من 3 مليارات دولار.

كما أشار إلى أن 25 بالمئة من السكان الأكثر احتياجاً في سوريا يقيمون في إدلب وفق أرقام الأمم المتحدة، موضحاً أن لجنة إدارية من المحافظة ستتولى الإشراف على موارد الحملة ومشاريعها، مع إصدار لوحة رقمية للإعلان بشفافية عن جميع المشاريع التي ستُموَّل من أموال التبرعات.

أبرز التعهدات المالية

شهدت الحملة تعهدات من منظمات إنسانية وهيئات إغاثية لتنفيذ مشروعات متنوعة ركّزت على ملفات الصحة والتعليم والإصحاح، أبرزها:

  • صندوق الأمم المتحدة الإنمائي: 14 مليون دولار
  • منظمة الأمين الإنسانية: 10 ملايين و113 ألف دولار
  • الجمعية الطبية السورية الأميركية “سامز”: 9 ملايين دولار
  • هيئة الإغاثة الإنسانية: 6 ملايين دولار
  • منظمة شفق: 5 ملايين دولار
  • منظمة عطاء: 5 ملايين دولار
  • منظمة العمل من الأجل الإنسانية: 4 ملايين دولار
  • المنتدى السوري: 2.5 مليون دولار

كما تبرّع رجل الأعمال السوري غسان عبود، بمبلغ 55 مليون دولار، ورجل الأعمال أيمن أصفري بـ 10 مليون دولار، وفي ذات الوقت، شهدت الحملة تبرعات لأبرز الشركات المحلية في إدلب، وباقي المحافظات.

خاصية الحملة

فؤاد السيد عيسى، أحد منظمي الحملة، قال لموقع تلفزيون سوريا إن خاصية الحملة تأتي من خاصية المحافظة التي آوت آلاف المهجرين وعادوا إليها ليردوا الوفاء، كما كانت منطلقاً لعملية “تحرير سوريا”، واخترنا أن تكون من آخر الحملات حتى تحظى بالاهتمام الوفير من جميع المستويات.

وأوضح السيد عيسى أن محافظة إدلب ستتولى عملية صرف الأموال بناءً على خطة معدة من قبل فريقها الواسع، وستتركز على أبرز القطاعات الرئيسية والمهمة مثل المدارس والصحة والبنى التحتية والصرف الصحي وغيرها من القطاعات.

ويؤكد من جهته، مدير العلاقات العامة للحملة، فضل العكل، على أهداف الحملة في إعادة إعمار البنى التحتية وتأمين الخدمات الرئيسية للقرى والبلدات في ريف المحافظة.

ويوضح لموقع تلفزيون سوريا أن مهمة إعادة إعمار المنازل للأهالي صعبة للغاية في ظل غياب المنح الدولية، إلا أن الحملة تسعى لتأمين الحاجات الأساسية للقرى والبلدات لمساندة عودة الأهالي.

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى