أبلغ مصدر عشائري سوري مطلع مراسل “المدن” مصطفى محمد، أن إيران أبلغت شيوخ العشائر بفتح باب التطويع لتشكيل مليشيا “جيش العشائر”، بهدف طرد قوات سوريا الديموقراطية “قسد” المدعومة من التحالف الدولي، من ريف دير الزور الشرقي.
وقال عضو “مجلس العشائر والقبائل السورية” مضر حماد الأسعد، إن الطلب الإيراني تم خلال الملتقى العشائري الذي جمع وجهاء العشائر والقبائل السورية، في حلب، الخميس الماضي.
وكان النظام السوري، قد عقد ملتقى للقبائل والعشائر السورية، في مدينة حلب، بحضور ممثلين عن قبائل وعشائر سوريا.
وأوضحت وسائل إعلام موالية، أن الملتقى الذي يُعد استكمالاً للمؤتمر التأسيسي الأول الذي عُقد في أثريا بريف حماة الشرقي، مطلع العام 2019، جاء دعماً لانتفاضة العشائر ضد “قسد” ونصرة لأبنائها في الجزيرة السورية ضد القوى المحتلة للمنطقة.
وأكد الأسعد، أن قيادات عسكرية إيرانية كانت حاضرة الملتقى، طلبت من الممثلين عن العشائر السورية، المساعدة في تشكيل “جيش العشائر”، ووعدت بتمويله وتسليحه.
وتابع عضو المجلس العشائري أن إيران تحاول الاستفادة من الوضع المتأزم في ريف دير الزور الشرقي بين العشائر و”قسد”، على خلفية الاغتيالات الأخيرة التي طالت عدداً من شيوخ القبائل العربية، على أمل أن تستفيد من ذلك للتغلغل ضمن مناطق “الجزيرة” السورية، التي تعتبر من مناطق النفوذ الأميركي.
وقال الأسعد، إن إيران تعمل على إغراء العشائر بالمال والسلاح، غير أن هناك أسباباً عديدة تحول دون نجاح المساعي الإيرانية، على رأسها المسألة الدينية والمذهبية، في إشارة إلى البعد الطائفي للمشروع الإيراني في سوريا.
وأكد أن العشائر السورية في منطقة الجزيرة بين خيارات محدودة، إما البقاء مع “قسد” ومشروعها القومي التمييزي، أو التوجه نحو بقايا النظام المدعوم إيرانياً وروسياً. وقال إن “المخرج لكل ذلك، تشكيل جيش العشائر بدعم من التحالف الدولي، لحماية المنطقة، وطرد المليشيات الإيرانية ومليشيات قسد منها”.
وقال الناشط الإعلامي زين العابدين العكيدي، من دير الزور، إن “لدى إيران أذرعاً في منطقة الجزيرة السورية، وكل الأطراف تحاول استمالة أبناء دير الزور إلى جانبها”. وأضاف ل”المدن”، أن سلطة “قسد” في ريف دير الزور هشّة للغاية، نظراً للمساحات الشاسعة والرفض الشعبي لها.
من جانبه، دعا شيخ “عشيرة الشعيطات” رافع عقلة الرجو التحالف الدولي إلى دعم تشكيل “جيش العشائر” قطعاً للطريق على إيران وروسيا، وقال ل”المدن”، إن “أبناء العشائر يرفضون التعامل مع المليشيات الإيرانية التي تريد تشييع المنطقة، وهم يتطلعون إلى دعم التحالف الدولي، ليتمكنوا من حماية وإدارة مناطقهم”.
في السياق، كشفت مصادر “المدن” أن مليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني، بدأت بزيادة الرواتب لعناصرها في ريف دير الزور الشرقي، مبينة أن مقدار الزيادة يتراوح ما بين 10 إلى 15 ألف ليرة سورية، علماً بأن الرواتب الحالية لا تتجاوز ال75 ألف ليرة سورية.
وكانت موجة الاغتيالات الأخيرة التي طالت عدداً من الرموز العشائرية، ومنهم الشيخ الهفل أحد وجهاء “قبيلة العكيدات” قد فجرت الوضع في ريف دير الزور، وسط اتهامات ل”قسد” التي تسيطر على المنطقة، بالمسؤولية عنها.
المصدر: المدن