سورية والمنعطف الخطير

زياد المنجد

ماجرى مؤخراً من احداث في الجنوب السوري يشكل سابقة في تاريخ الدولة السورية الوطنية ،ومنعطفاً خطيراً نتائجه يمكن ان تهدد مستقبل الدولة وتؤثر سلبياً على وحدة النسيج السوري.
ومن مجريات الأحداث لايمكن تبرئة الكيان الصهيوني مما جرى، فالكيان الغاصب يعمل منذ نشأته على تقسيم المنطقة العربية،واحدث الجنوب السوري حسب كل المؤشرات تأتي ضمن هذا السياق.
لقد استبشر السوريون خيراً بعد سقوط نظام الأسد، وتفاءلوا بعهد جديد يعمل على اعادة بناء الدولة السورية بعد دمار البنى التحتية وتفتت النسيج الوطني جراء قتال دام اربعة عشر عاماً، وهذا يتطلب دون ادنى شك تفاعلاً بين الشعب والحكومة،وامتداد سلطة الدولة على كل الجغرافيا السورية.
ومع ملاحظاتنا العديدة على تشكيل الحكومة الجديدة وبعض سياساتها، الا ان هذا لايعني ان نكون ضد تواجدها في اي منطقة من الجغرافية السورية، ولا ان نكون عائقاً في تدخلها لحفظ السلم الأهلي في البلد.
احداث السويداء الأخيرة ورفض البعض لدخول الدولة الى المدينة، وما تبعها من اقتتال بينهم وبين قبائل البدو في المحافظة، والمعارك التي جرت بينهم وبين قوات الأمن التي حاولت فض الاشتباك، ومهاجمة الطيران الصهيوني لهذه القوات، يؤشر دون شك الى استغلال الصهاينة لهذا الحدث من اجل البداية بتنفيذ مخططها التقسيمي لبلدنا.
فالغارات الصهيونية على قوات الأمن لم تحصل لحماية من يرفض وجود الدولة على ارض المدينة فهم لايعنون لها شيئاً،انما هي وسيلة لبداية المخطط الصهيوني بتقسيم البلاد.
وامام هذه المحاولات الصهيونية المكشوفة ،يتوجب علينا كسوريين بكل انتماءاتنا الدينية والقومية ان نعمل لتفويت الفرصة على المخطط الصهيوني المدعوم عالمياً، ولايحق للبعض من الأقليات التي لا تنسجم مواقفها مع السلطة الجديدة ان تكون اداةً رخيصة لتنفيذ المخطط الصهيوني،وان كان بعض الأشخاص من الأقليات وضعوا انفسهم في خدمة هذا المخطط ،فإنهم دون ادنى شك لا يمثلون الأقلية التي ينتمون اليها.
وعلينا كسوريين ان كنا حريصين على وحدة وسلامة بلدنا ان نفكر بمستقبلنا ،وان نضع الانتماء الطائفي والقومي جانبا، وان نتعامل مع بعضنا كسوريين كانتماء يفوق كل الانتماءات ا لضيقة لنصل لبناء دولة المؤسسات، وعندما نستشعر خطأ الدولة فواجبنا تصحيح مسارها تحت خيمة القانون ،فسورية أمانة في اعناقنا، ووحدة سورية ووحدة شعبها خط احمر يجب ان لا نسمح لأحد ان يتخطاه، وسيلعن التاريخ كل من يجعل نفسه مطية لتحقيق اهداف اعداء الوطن.

 

المصدر: كل العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى