
قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في تصريح خاص لموقع “تلفزيون سوريا”، إن ما يجري في السويداء محزن جداً على جميع الأصعدة، لكنه كان متوقعاً، معتبراً أن ما يحدث اليوم هو نتيجة غياب التشاركية في مسار الانتقال السياسي في سوريا.
وأضاف عبد الغني، اليوم الثلاثاء، أن الشبكة دعت منذ الأشهر الأولى إلى الانتقال من شرعية ثورية إلى تعددية سياسية، يكون جوهرها التشاركية، لأن الانتخابات غير ممكنة في السياق السوري الراهن.
وأكد أن النصر الذي تحقق في بعض المناطق لم يكن عسكرياً فقط، بل شاركت فيه جميع مكونات المجتمع، ولذلك كان من الواجب على الجهة المسيطرة أن تتنازل وتُشرك باقي القوى، لتتولد قناعة عامة بأن الجميع ممثلون في الحكم الجديد.
وأوضح أن طبيعة المراحل الانتقالية يجب أن تُبنى على التعددية والتشاركية، لا سيما في ظل غياب الأحزاب والانتخابات، مما يستوجب استدعاء ممثلين عن التيارات المجتمعية الحالية من عشائر وأعيان وطوائف. واعتبر عبد الغني أن هذه ليست مجرد أعراف أو انتماءات دينية، بل مكونات سياسية لا بد من دمجها.
ولفت إلى أنه كان ينبغي على الجهة المسيطرة أن تدمج هذه المكونات وتُشركها في الحكم، مشدداً على أن المشكلة في جوهرها سياسية وليست أمنية. وأكد أنه كان يجب أن يكون هناك إدماج حقيقي في مؤسسات الدولة، وتمثيل أوسع في الحكومة، ومشاركة في صياغة إعلان الدستور وتشكيل مجلس شعب بطريقة نظامية وقانونية.
وختم عبد الغني بالقول إن غياب هذا النهج التشاركي هو ما يؤدي إلى التوترات والصدامات، ليس فقط في السويداء، بل بين السلطة وكل مكونات المجتمع، من دروز وأكراد وعلويين ومسيحيين وحتى سُنّة، مؤكداً أن الدمج القسري والسيطرة بالقوة لا يمكن أن تؤديا إلى استقرار، بل إلى مواجهات عسكرية محزنة كما نشهد اليوم.
شهدت محافظة السويداء خلال الأيام الماضية مواجهات مسلحة، دفعت الحكومة إلى إرسال أرتال عسكرية إلى المنطقة لتهدئة الأوضاع، إلا أن الأمر تطور إلى اشتباكات مع الجيش السوري أيضاً.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عن وقف تام لإطلاق النار في السويداء، استجابةً للاتفاق مع وجهاء وأعيان المحافظة.
وأوضح أبو قصرة عبر سلسلة تغريدات على منصة (X) أن “القوات المقاتلة ستتعامل فقط مع مصادر النيران أو أي استهداف من قبل المجموعات الخارجة عن القانون”.
جاء إعلان وقف إطلاق النار بعد دخول قوات من وزارة الدفاع ومجموعات من وزارة الداخلية إلى مركز مدينة السويداء صباح اليوم، إثر اشتباكات مع “مجموعات خارجة عن
تسليم المدينة إلى الأمن
وأفاد أبو قصرة بأنه تم إصدار تعليمات صارمة للقوات الموجودة في مدينة السويداء بضرورة تأمين الأهالي، والحفاظ على السلم المجتمعي، وحماية الممتلكات العامة والخاصة من ضعاف النفوس.
وأكد على بدء تسليم أحياء مدينة السويداء إلى قوى الأمن الداخلي حال الانتهاء من عمليات التمشيط، بهدف ضبط الفوضى، وعودة الأهالي إلى منازلهم، وإعادة الاستقرار إلى المدينة، مشيراً إلى أن قوات الشرطة العسكرية انتشرت داخل المدينة لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين.
فعاليات دينية وشعبية ترحب
وسبق أن رحّبت فعاليات دينية وشعبية في محافظة السويداء بدخول قوات من وزارتي الدفاع والداخلية إلى المدينة صباح اليوم، داعيةً إلى وقف فوري لإطلاق النار لـ”ضمان حماية الأرواح”.
وأكدت الفعاليات، في بيان مصوّر نشرته شبكة “السويداء 24″، على “جهود مشيخة العقل طوال الأشهر الماضية لتجنيب المحافظة وأبنائها هذه المواجهة الدامية، عبر تفعيل الحوار مع الدولة السورية”.
وبحسب البيان: “كان اتفاق الأول من أيار خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن كانت هناك جهات تسعى للتعطيل ونشر الفوضى، ونحمّلها مسؤولية سفك الدم القائم حالياً وتداعياته الاجتماعية”.
كذلك، رحّبت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحّدين الدروز بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى السويداء، بهدف بسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة، في ضوء الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية.
لكن سرعان ما خرج حكمت الهجري، أحد شيوخ العقل في السويداء، ليزعم أن البيان صدر تحت ضغط من الحكومة في دمشق، داعياً إلى مقاومة قوات الجيش السوري والقوى الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.
المصدر: تلفزيون سوريا