
أسمح لنفسي أن أخاطبك مباشرة دون حواجز، فلا معنى للحواجز عندما تسقط الهيبة.. أقول هذا ليس للحديث عن ماضيك، فماضيك ودورك عبر حقبة الثورة معروف، وشخصيا كمسيحي أخجل به ..
بل لأحدثك عن اللحظة وسأكتفي بعدة ملاحظات لا يمكن لأي إنسان إلا أن يتوقف عندها:
ــ صلاة الجنازة على الشهداء الابرار الذين ارتقوا إلى باريهم في التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس في صلاة الأحد في الدويلعة، هي حدث ديني له قداسته، وليس حدثا سياسيا يتم استغلاله للشحن الديني والطائفي، وصلاة الجنازة لراحة أرواح الشهداء وليست لجلدهم وتعذيبهم، وأفترض، زمن موقع الشك، أنك تعلم ذلك ..
ــ صلاة الجنازة هي تخاطب مع الله جل جلاله، وطلب الرحمة للروح أو الأرواح التي تغادر إلى باريها .. وليست المكان الملائم للتخاطب مع الرؤوساء والمسؤولين …. لا سيما إذا كان هذا الخطاب بصيغة العتاب الذي يتضمن التشكيك، بمسار جريمة نكراء لم تنجلي كل ملابساتها .. وأنا لا أصادر حقك في التعبير عن رأيك، لكن رأيك من موقعك الكهنوتي لا ينبغي أن يكون احتماليا في قضية لم تنجلي ملابساتها، لأنه سيتحول إلى شحن مقيت للنفوس التي يمكن أن تتعاطف معك ــ وهي قليلة حتى ضمن المكون المسيحي الأصيل ــ أو التي تتعامل برد الفعل على موقف مفتعل من أساسه ..
ــ تعاليم السيد المسيح السمحة والمتسامحة هل تنص على الشحن والدفع إلى التوتر وضرب الإستقرار بين عباد الله لكل الأديان والطوائف، وهذا كان جليا في خطبتك غير الجنائزية والتي كانت سياسية ركبت المناسبة للتجييش في الإتجاه الخاطئ، مبتعدا عن تعاليم التسامح التي كرسها السيد المسيح في دعوته وسلوكه .. وهنا أريد أن أسألك هل تتذكر قول السيد المسيح وهو على خشبة الصليب موجها كلامه إالى الله، حين كان من صلبوه يذيقونه مرار الموت :” أبتي اغفر لهم لأنهم لا يعررفون ماذا يفعلون “” ..؟؟..!! وأعتقد أنك ربما تتذكره، لكن هل تمثلتها وأنت تلقي خطبتك غير العصماء ..!!
ــ من الصعب أن أتصور انك ومن مقامك الكنسي يمكن أن تتعمد مجافاة الحقيقة كي لا أقول تكذب، حين تخاطب الرئيس قائلا ” لم يحدث منذ 1860 أن تعرضت الكنائس في سورية إلى العدوان إلا في عهدك”” وهنا اخاطبك كإنسان وليس كبطرك ــ لأن البطرك يفترض أن لا يكذب ..ألا تدري أن ثلاث كنائس دمرت فوق أهلها في حماة من قبل المجرمين حافظ الأسد وأخوه رفعت، فأن كنت تدري فتلك مصيبة.. وإن كنتَ لا تدري فالمصيبة أعظم ..
غبطة البطرك .. لقد مارستَ في خطبتك أقصى درجات النرجسية وأنت تعاتب الرئيس ملمحا إلى ضرورة أن لا تكون تعزيته لك عبر الهاتف وكأن وفد الرئاسة لا يكفي ..!!! وخيرا فعل فغبطتك لا تستحق هذا التكريم
المصدر: صفحة سمير صطوف
كلام دقيق وموضوعي لوصف “البطرك يوحنا اليازجي” ومواقفه أيام النظام البائد وموقفه يوم تفجير كنيسة مار الياس بالدويلعة،