“وول ستريت جورنال”: ترامب وافق على خطط ضرب إيران

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمساعديه الكبار، في وقت متأخر من ليل الأربعاء/الخميس، إنه وافق على خطط للهجوم على إيران، لكنه كان يرجئ إصدار القرار النهائي، منتظراً ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي، وفق ما أفاد به ثلاثة أشخاص مطلعون على المداولات الجارية في البيت الأبيض، لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

ومنذ تعليماته الخاصة في غرفة العمليات للجيش، لم يخفِ ترامب خيار الهجوم، بل أعلنه صراحة خلال حديثه للصحفيين، قائلاً: “لدي أفكار حول ما يجب فعله، ولكنني لم أتخذ قراراً نهائياً بعد، أحب أن أتخذ القرار قبل ثانية واحدة من موعده”، وأضاف أن “الأسبوع المقبل سيكون كبيراً جداً، وربما أقل من أسبوع”.
وأكدت مصادر مطلعة،  أن ترامب يأمل في أن يُجبر تهديده بالانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي دخلت يومها السادس، إيران على القبول بمطالبه، وعلى رأسها التخلي غير المشروط عن برنامجها النووي، إلا أن الرئيس الأميركي لم يستبعد العدول عن الخيار العسكري، قائلاً: “قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله”.

طهران توافق على لقاء مبعوث ترامب
وعلى الرغم من المواقف المتشددة علناً، أبدى مسؤول إيراني رفيع في وزارة الخارجية، استعداد طهران لعقد لقاء مباشر مع مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، أو حتى نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، لبحث وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي.
وكشف المسؤول أن وزير الخارجية عباس عراقجي، مستعد للمشاركة في هذا اللقاء، إذا توقفت الهجمات الإسرائيلية.
وأشار عراقجي في تصريحاته هذا الأسبوع، إلى أن “مكالمة هاتفية واحدة من ترامب إلى نتنياهو يمكن أن تفرض نهاية للصراع”، مجدداً تأكيد التزام إيران بالمسار الدبلوماسي.

اجتماع أوروبي-إيراني في جنيف
في موازاة ذلك، أعلن دبلوماسيون أوروبيون أن اجتماعاً مهماً سيُعقد يوم الجمعة في جنيف، يضم وزير الخارجية الإيرانية ونظراءه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وتهدف المحادثات إلى “حث إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات”، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.
وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي، في باريس، كلف بعده وزير خارجيته بطرح “حل تفاوضي متطلب”، فيما دعا إلى وقف التصعيد العسكري واستئناف المسار السياسي.

روسيا تدخل على الخط
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الروسية، الولايات المتحدة من الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران، مشيرة إلى أن التصعيد “يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي”.
وأجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف اتصالات مع مسؤولين عمانيين دعوا إلى “إنهاء الأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن”، وأكدت روسيا أنها تسعى للتوسط في اتفاق يراعي مصالح طهران وتل أبيب، خاصة في ظل وجود عمال روس في منشأة بوشهر النووية.
وطلبت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، ومن المتوقع أن تُعقد صباح الجمعة، لمناقشة التصعيد المتسارع.
من جانبه، أعلن السيناتور تشاك شومر أنه طلب إحاطة سرية لكافة أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي حول تطورات الملف الإيراني، يُتوقع عقدها مطلع الأسبوع المقبل.

إسرائيل تضرب العمق الإيراني
يأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه إسرائيل غاراتها المكثفة على أهداف داخل إيران، ضمن ما أسمته “عملية الأسد الصاعد”، التي بدأت الأسبوع الماضي، مستهدفة البنية التحتية النووية والقيادة العسكرية.
وقالت مصادر إسرائيلية إن أكثر من 1100 هدف تم قصفها حتى مساء الأربعاء، بينها ثماني طائرات هليكوبتر هجومية في قاعدة عسكرية، و40 موقعاً صاروخياً في غرب إيران.
وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن “عدة خيارات لا تزال مطروحة على الطاولة”، وأن ترامب يراقب عن كثب الأداء الإسرائيلي ونتائج العمليات العسكرية الجارية، قبل اتخاذ القرار الأميركي النهائي.

البنتاغون يدرس خيارات الهجوم
في وزارة الدفاع الأميركية، أكد مسؤولون أن الإدارة تدرس عدة خيارات لشن هجوم على إيران، لكن لم يُتخذ بعد أي قرار نهائي، وقالوا إن الدور الأميركي اقتصر حتى الآن على دعم الدفاعات الإسرائيلية ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية.
وحضر وزير الدفاع بيت هيجسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، اجتماعاً في البيت الأبيض بعد ظهر الأربعاء، عقب الإدلاء بشهادتيهما في الكونغرس، ورغم التقدم في التخطيط العسكري، تشير مصادر إلى أن ترامب ما زال يفضل حل الأزمة عبر الدبلوماسية إذا توفرت الظروف.
وفي شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أكد هيجسيث أن “أي قرار بشأن العمل العسكري سيتخذ على المستوى الرئاسي”، مضيفاً أن وزارة الدفاع تعمل على “ضمان أقصى درجات الحماية للقوات الأميركية في حال حدوث أي طارئ”، خصوصاً في ظل تصاعد احتمالات تعرض القواعد الأميركية في الشرق الأوسط لهجمات إيرانية انتقامية.
وفي هذا السياق، واصلت الولايات المتحدة إرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا والمنطقة، من بينها طائرات تزويد بالوقود، وسفن قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، ومجموعة حاملة طائرات، وطائرات شبح متطورة من طراز F-22، التي وصلت الأربعاء إلى قاعدة بريطانية.
وبحسب مصادر عسكرية أميركية، فإن منشأة فوردو النووية الإيرانية، المحصنة تحت جبل، تُعد من أبرز الأهداف المحتملة للهجوم الأميركي، نظراً لأهميتها الاستراتيجية وصعوبة تدميرها، ولم تستهدفها إسرائيل حتى الآن، بسبب تحصينها الشديد الذي يجعلها بمنأى عن جميع القنابل التقليدية، باستثناء أقواها.

مصير الأزمة يقترب من الحسم
رغم تصاعد الضربات والتهديدات، لم تُغلق بعد نافذة الحل السياسي، وبين ضغوط عسكرية تقودها إسرائيل، وخطط أميركية جاهزة للهجوم، واستعداد إيراني مشروط للجلوس إلى الطاولة، تتحرك الجهود الأوروبية والروسية على أمل احتواء الانفجار قبل اتساع رقعته، أما القرار الأميركي النهائي، فلا يزال ينتظر “اللحظة الأخيرة”، كما قال ترامب نفسه.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى