
عاشت المنطقة ربع قرن من الزمن على الأقل كان الشاغل الرئيس فيها هو “البرنامج النووي الإيراني”، وما ارتبط به من سياسات إيرانية مذهبية طالت إيران نفسها والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، إضافة بالطبع إلى ارتداداتها في دول الخليج العربي، وماذا كانت النتيجة؟! دمار هذه الدول وسحق شعوبها ومواطنيها.
لو صرفت إيران مقدراتها وبذلت جهدها في سبيل حياة أفضل للإيرانيين على أساس الحرية والكرامة لما وصلت إيران والمنطقة إلى هذا الحضيض.
لم تكن أميركا وإسرائيل بالطبع بعيدتين مطلقًا عن دمار المنطقة وسحق شعوبها، لكن كان في إمكان المنطقة أن تدافع عن نفسها ضدهما بالحريات والتنمية والعلم، بدلًا من السير في طريق تقوم على السلاح الخلبي والشعارات الفارغة والتوجهات المذهبية والطائفية.
بعد كل ما حصل في المنطقة خلال عام ونصف، لا بدَّ للسوريين والسوريات، إن أرادوا ألا تضيع التضحيات، وإن هم أخذوا العبرة مما حصل، أن يبنوا دولة سورية حقيقية، عمادها الإنسان/المواطن/ة معرفًا بحريته وكرامته، دولة تتخذ العلم منهجًا والتنمية بأبعادها كافة هدفًا، بعيدًا من الأيديولوجيات الاستبدادية والرؤى المذهبية والطائفية بأشكالها وألوانها كافة.
المصدر: صفحة د- حازم نهار