عيد الأضحى المبارك وكثير من الأمل والألم

د. مخلص الصيادي

نستقبل والعالم الاسلامي عيد الأضحى المبارك بكثير من الأمل والألم.

 الأمل بمستقبل مشرق لأهلنا، وأوطاننا. وللإنسانية جميعا، يعم فيه السلام والأمن والتقدم. والأمل بأن يتم الله نعمته على أهل سوريا باستعادتها قوتها وتقدمها وعزتها بعد أن تحررت من ظلام النظام الأسدي البائد.

والألم لما يعيشه أهلنا في غزة على وجه الخصوص وفي عمزم فلسطين من عدوانية وعنصرية العدو الصهيوني الذي ما زال يرتكب كل أنواع الجرائم التي يدينها الضمير الانساني وتضعها القوانين الدولية في خانة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية.

وما يدمي القلب أن يفتقد أهلنا في غزة الحد الأدنى من التضامن العربي والاسلامي، والحد الأدنى من العون، حتى لو اقتصر الأمر على العون الانساني.

إن الغزيين يعيشون الفقد لأي تضامن بما في ذلك التظاهرات والتحركات الشعبية التي كانت سلاح شعوبنا في إظهار موقفها.

لقد استطاع طغيان النظام العربي أن يخمد هذه الروح الشعبية ويحاصرها حتى لم يعد الغزيون يشعرون بوجودها.

هذا وضع لم يكن له سابقة في تاريخنا الحديث.

كيف يستطيع عربي أو مسلم أن يحتفل بالعيد والأهل في أهل الرباط يقتلون: أطفالا. ونساء، ومدنيين، وكوادر طبية وإنسانية، بالحصار والجوع والعطش، وبقصف المدافع والطائرات، وبانعدام الرعاية الصحية العاجلة التي يحتاجها معظمهم.

المشهد شديد السواد، ولولا هذه الصفحات البيضاء التي  يسطرها المجاهدون في غزة، وفلسطين، متحدين بذلك كل قوانين الصراع، وليثبتوا ككل مرة، أن إرادة المقاومة أقوى، وأن القوة الغاشمة لا تستطيع أن تقتل روح الدفاع عن الحق والوطن والحياة.

اللهم إنا نحتفل بعيد الأضحى المبارك مشاركين حجاج بيتك المحرم، بالتهليل والتحميد والتكبير والدعاء، لأنه عيد مبارك جعلته لنا وخصصت أمة الاسلام به، نحتفل بمقدمه ونحن ندرك عظيم تقصيرنا، وبؤس حالنا، وشدة هواننا، ونتطلع بآيمان ويقين أن هذا الحال سيتغير. وأن لهذا التغيير بشائر بدأت تظهر، ونبرؤ إليك من كل ما نعيشه ويعايشنا من سفه، وضعف، وتشتت، وهوان.

وندعو لأهلنا في غزة وفلسطين بالنصر، ونقول بيقين الحمد لله، وكل عام وأنتم جميعا بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى