أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية، غير بيدرسون، أن الاستعدادات جارية على قدم وساق لعقد الجلسة الثالثة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية، والتي تشرف عليها الأمم المتحدة، الإثنين المقبل في جنيف.
وجاءت تصريحات بيدرسون خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك عبر دائرة متلفزة. وقال إن الاجتماع يأتي بعد توقف دام لتسعة أشهر. وشرح أن التوقف كان في البداية، وحتى شهر مارس/آذار، بسبب خلافات حول جدول الأعمال ومن ثم بسبب انتشار فيروس كورونا والقيود المفروضة على التحرك.
ثم ذكّر مجلس الأمن بأن “اللجنة الدستورية تجتمع على أساس، ويسترشد عملها باتفاق بين الحكومة والمعارضة. وللتذكير كان هذا أول اتفاق سياسي بين الطرفين للبدء في تنفيذ جانب رئيسي من قرار مجلس الأمن رقم 2254، والذي دعا إلى وضع جدول زمني وعملية لصياغة دستور جديد”.
وعبّر بيدرسون عن قلقه من تزايد تأثير الوباء على السوريين. وقال “إن عدد الحالات الإجمالية المسجلة في سورية وصل إلى 2114، بما في ذلك 1844 حالة مؤكدة من قبل وزارة الصحة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، و51 حالة في شمال غرب سورية، و219 حالة في شمال شرق البلاد”.
وتوقع بيدرسون أن “يكون العدد الإجمالي للإصابات أعلى بكثير بسبب نقص في عدد الفحوصات اللازمة، وذلك على الرغم من الزيادة في القدرة الإجمالية لإجرائها”.
ولفت الانتباه كذلك إلى أن “تأثير الوباء أكثر خطورة مما توحي به الأرقام، حيث تعاني جميع المناطق في سورية من نقص كبير في معدات الوقاية الشخصية والمعدات الطبية”. وأشار كذلك إلى المخاوف بشأن تأثير كورونا على العاملين في المجال الصحي. وقال إن “الأمم المتحدة تقدم المساعدات الطبية وتتخذ التدابير للاستعداد والتخفيف من المعاناة لكن الاحتياجات هائلة والموارد غير كافية”.
وقال بيدرسون إن “الأمم المتحدة محتاجة إلى الدعم المستمر، بما في ذلك تأمين وصول المساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين. ونحن بحاجة إلى الحفاظ على توفير الإعفاءات من العقوبات التي يمكن أن تقوض قدرة الدولة على ضمان الوصول إلى الغذاء والإمدادات الصحية الأساسية والدعم الطبي لمواجهة الوباء”.
ثم ذكّر بالحاجة إلى وقف إطلاق نار كامل وفوري في جميع أنحاء سورية كما ينص عليه قرار مجلس الأمن 2254 بغية التمكن من بذل جهد شامل لمكافحة الوباء. وتحدث بيدرسون في هذا السياق كذلك عن أن هدوء نسبيا أسفرت عنه الجهود الروسية والتركية ما زال قائما في الشمال الغربي السوري. مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك تقارير تتحدث عن استمرار الهجمات الصاروخية والقصف المدفعي والاشتباكات البرية والضربات الجوية المتفرّقة. وقد أسفرت عن سقوط قتلى وجرى بحسب بعض التقارير. وحث كلاً من تركيا وروسيا على تكثيف جهودهما لاحتواء تلك الأحداث. وأكد بيدرسون أن هجمات “داعش” الإرهابي تزداد في مناطق أخرى من سورية.
وقال بيدرسون إن الشمال الشرقي لسورية شهد كذلك استمراراً للمناوشات والحوادث الأمنية في تل أبيض ورأس العين والمناطق المحيطة، ما أدّى إلى سقوط ضحايا مدنيين. وتحدث عن تقارير حول “مناوشات بين الحكومة السورية والقوات الأميركية، اتهمت فيها وسائل الإعلام الرسمية السورية الولايات المتحدة بفتح النار، من الجو والأرض، على نقطة تفتيش تابعة للحكومة السورية، ما أسفر عن مقتل جندي واحد وإصابة اثنين آخرين”.
أما التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فقال إنه تعرض لإطلاق النار من أفراد في المنطقة المجاورة، ورد على مصدر النيران دفاعاً عن النفس نافياً استخدام طائرات.
وختم بيدرسون إحاطته بالحديث عن وجود مجال واسع للأطراف الدولية لإحداث تغيير في واقع الحال في سورية والعمل مع السوريين فيما يخص عدداً من القضايا بما يتناسب مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
المصدر: العربي الجديد