الفلول في الساحل تتحرك وإيران الخطر الأكبر

أحمد مظهر سعدو

لم تكن غير متوقعة تحركات فلول المجرم بشار الأسد في جبلة والساحل السوري، بل لعلها اختارت التوقيت المناسب لها، بتوجيه مباشر من قادتها في طهران، ليتزامن ذلك مع تحركات أخرى في الجنوب، بتوجيهات إسرائيلية، وأخرى في شمال شرقي سورية، بدعم من إيران في السلاح والعتاد.

وإذا كانت إيران واضحة في إعلان عدائها لانتصار ثورة السوريين منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهي التي سبق وأن أعلنت أكثر من مرة على لسان قادتها وضباطها في الحرس الثوري الإيراني أنها بصدد دعم ما أسمته بالمقاومة في سوريا، فإنها مازالت تعتمل أحقادها وتحتسي كأس السم بعد هزيمتها المتكررة في سوريا ولبنان، وكنس وجودها بكليته، من مجمل الجغرافيا السورية.

لكن فلول النظام السوري الذين توهموا أن تحركاتهم تلك، ودعم إيران لهم، سوف يعيد لهم حالة خطفهم للوطن السوري التي طالت مايقرب من 54 عامًا قبل أن يفر رئيسهم بشار الأسد إلى موسكو، فإنهم قد تورطوا ووضعوا أنفسهم كفلول لآل الأسد وإجرامه، في مكان ليس المكان الصحيح، وهو المرفوض من العاقلين في الطائفة العلوية بمجموعهم، وهو الذي سيجعل من الدولة الجديدة تعمل على تغيير حالة الهدوء والروية التي طالما تم التعامل بها منذ ثلاثة أشهر مضت، وسوف تتغير الأساليب ويكون هناك خطة أمنية صارمة للمحاسبة، ووأد الفتنة، التي لا يريدها كل السوريين، بكافة طوائفهم وكافة إثنياتهم، وسوف يكون ما بعد 7 آذار / مارس ليس كما قبله.

إن الالتفات إلى الناس كل الناس وتلبية الحاجات الخدمية اليومية، بات ضرورة قوية، ولعل عودة القسم الكبير من الناس السوريين المهجرين قسرًا إلى بلاد الله الواسعة، مرهونة بالضرورة في تأمين الخدمات الضرورية.

لكن ما حدث في جبلة وماحولها يعيد طرح المسألة وطنياً عن المطلوب الآن من الإدارة الجديدة ومن ثم ضرورة الإسراع به، وقطع جميع الطرق على العابثين بأمن واستقرار سوريا الجديدة، سواء كانوا من الداخل أو الخارج سواء كانوا إيرانيين أم روسًا أم سواهم.

ولعل إعادة طرح قضية الحلول المطلوبة باتت عاجلة وضرورية، ومنها بالضرورة الإسراع ما أمكن في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وإحقاق متطلباته الوطنية المهمة للجميع، وهي الاشتغال بالحل السياسي، بما يتجاوز الحل الأمني الإسعافي والضروري هو الآخر، ويؤسس لإعادة بناء سوريا الجديدة على أسس وبناءات وطنية ديمقراطية، يشارك بها كل السوريين بلا استثناء، وينتج بالضرورة حكومة انتقالية متعددة الطيف السياسي والأيديولوجي والإثني والطائفي والجندري كذلك، وإرسال الرسائل الضرورية للداخل والخارج من أن العهد الجديد معني تمامًا وموضوعيًا بمشاركة كل أنواع اللون والطيف السياسي وغير السياسي، وهو معني بشكل جدي في قطع الطريق على أي حكومة قادمة ذات لون واحد مهما كان هذا اللون معبرًا عن حجم التمثيل، مهما كان أكثريًا واقع حكومة الآن أو غير ذلك.

كما لابد من إنتاج الاعلان الدستوري السوري المنتظر والمتوافق عليه وطنيًا، والذي يؤسس لإعادة صياغة دستور وطني سوري جديد يعبر عن الجميع، جميع السوريين ويضمن حقوق كل السوريين، ضمن آلية تطبيقية وتنفيذية لاتتيح المجال مطلقًا لأي كان، في عملية إعاقة إنفاذ الدستور الوطني وكل القوانين الوضعية التي تمتلك السيادة، ولاسيادة أبدا لأي كان فوق الدستور أو القانون مهما علا شأنه، ومهما امتلك من شعبية انتخابية أو سوى ذلك، إن سوريا القادمة والجديدة لابد أن تكون قد اتكأت في عملية بنائها الأساسية إلى أرضية وطنية سورية متينة تسمح بتطبيق مبدأ وفكرة العدالة الانتقالية بكل محدداتها، وتعيد إنتاج الواقع السوري وفق متطلبات حيوات الناس ومستقبلهم كل ذلك ضمن حالة قطيعة كلية مع الماضي، الذي استطاع السوريون أن يضعوه على الرف، بعد إنجازهم التاريخي في شهر كانون أول / ديسمبر الفائت.

إن الالتفات إلى الناس كل الناس وتلبية الحاجات الخدمية اليومية، بات ضرورة قوية، ولعل عودة القسم الكبير من الناس السوريين المهجرين قسرًا إلى بلاد الله الواسعة، مرهونة بالضرورة في تأمين الخدمات الضرورية وإنجاز حالة الاستقرار والأمن الذي يتطلبه الوطن السوري بقضه وقضيضه.

الأمل مازال موجودًا في إمكانية تحقيق المبتغى وقطع الطريق نهائيًا على كل فلول بشار الأسد وإيران التي تحميهم.

الواقع يقول إن إنجاز جميع متطلبات المرحلة الانتقالية يسهم بشكل مباشر، أو غير مباشر، في لجم ووأد جميع تحركات الداخل والخارج، التي لاتريد لسوريا أن تستقر وتحيا على أسس جديدة وحضارية، وهو الذي سوف يحاصر كل الفلول وكل أدواتهم في عقر دارهم، ويمنع التعديات على مصائر السوريين.

من يتابع المجريات يرى أن الإيرانيين وكذلك فلول بشار الأسد سوف لن ولايمكن أن يتوقفوا عن محاولاتهم المستمرة لإقلاق راحة الوضع السوري الجديد، لأن هزيمة إيران في سوريا كانت هزيمة كبرى بكل المقاييس، ولايمكن للإيرانيين أن يبتلعوها بعد أن تم قطع طريق (طهران بغداد دمشق بيروت) ووجدت إيران نفسها كريشة في مهب الريح، إبان طردها من سوريا، لكن مايحاصر وسوف يحاصر كل تحركات إيران وفلول الأسد هو المزيد من الاشتغال في عملية التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا، وإعطاء الحقوق لأصحابها والإسراع في عمليات التنمية على جميع الصعد، وتأمين الخدمات، وإشراك كل الطيف السياسي في مؤسسات ومنعرجات الحكومة القادمة والتهيئة العملية نحو انتخابات ديمقراطية تشرك الجميع، وتتيح للجميع ذاك الدور الوطني الذي يريدونه، من دون أية موانع أو أساليب للقمع أو الكبت لأي أحد.

ويبقى أن الأمل مازال موجودًا في إمكانية تحقيق المبتغى وقطع الطريق نهائيًا على كل فلول بشار الأسد وإيران التي تحميهم، وكذلك التعاطي الممكن مع دور إسرائيل الخطر في تفتيت وتقسيم الواقع الجغرافي السوري، وبالتالي العمل الحثيث نحو إنجاز جدي لبناء الدولة السورية المبتغاة الملتزمة بالقوانين الداخلية والعالمية، والاحتماء بفكرة العدالة والحرية والقانون وسيادته، وإقامة العلاقات الجيدة مع المحيط العربي والإسلامي والدولي لتحقيق بناءات جديدة، لدولة وطنية سورية ديمقراطية، طالما حلم بها كل السوريين عل اختلاف طوائفهم وإثنياتهم وأيديولوجياتهم.

المصدر: تلفزيون سوريا

تعليق واحد

  1. القوى المتضررة من إنتصار الثورة وسقوط نظام طاغية الشام تحركت من خلال فلول النظام البئد في جبلة والساحل السوري، بتوجيه مباشر من قادتها في طهران، بالتزامن مع تحركات بالجنوب، بتوجيهات صh يونية، وفي الشمال الشرقي بدعم إيراني، ولكن تلاحم الشعب والجيش والحكومة أفشل سعيهم، والعمل الحثيث لإنجاز بناء الدولة السورية المبتغاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى