تغير المواقف حسب المصالح

 عماد الدين السعيد

الرئيس الأمريكي الحالي بايدين وبعد وصوله لسدة الحكم اتخذ قراراً بمحاسبة المملكة العربية السعودية ولقد أوجد أسباب لحكومته بمحاسبة المملكة، ويُعتقد بأن الأسباب التي ذكرها ليست هي الأسباب الحقيقية، انما بسبب العلاقة الحميمة التي كانت تجمع المملكة العربية السعودية وولي العهد محمد بن سلمان خاصة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب “الجمهوري” الذي اعطى المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة بفترة رئاسته وكانت زيارته الأولى هي للمملكة العربية السعودية لأهميتها الاقتصادية بالعالم كخزان البترول الأكبر بينما الرئيس بايدين “الديمقراطي” اهمل تلك القوة الاقتصادية وزعيمة دول الخليج العربي ومن ثم الدول العربية والإسلامية معاً .

لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن أي المتغيرات الدولية وخاصة حرب الروسية الأوكرانية ومقاطعة الاتحاد الروسي أوروبياً وامريكياً وعالميا ، وخاصة في مجال الطاقة البترول والغاز ، مما جعل أمريكا وأوروبا والعالم يبحث عن البديل عن البترول والغاز الروسي ، لتكون المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي هي المجال الأكبر لتلبية الطلب والمملكة العربية السعودية خاصة لما تتمتع به من إمكانيات لتلبية الطلب بالسرعة لوجود الإمكانيات، لذلك أصبحت الأنظار تتجه نحوها وعلى رأس تلك الدول أمريكا التي قررت معاقبة المملكة العربية السعودية سابقاً ، وفي الحقيقة اتخذت خطوات بهذا المجال من اللحظات الأولى لاستلام الحكم في أمريكا من قبل الديمقراطيين “بايدن” ولم يتم التواصل مع المملكة العربية السعودية لا بالزيارة ولا حتى عبر وسائل الاتصال مما أدى الى زيادة التعقيد بالعلاقات بين البلدين وتغاضي أمريكا عن القصف الجوي الحوثي على المملكة العربية السعودية دون اهتمام من الإدارة الأمريكية ودون مراعاة متطلبات المملكة العربية السعودية من الاتفاق النووي مع إيران بتحديد الصواريخ الباليستية الإيرانية .

بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا تحسست الإدارة الأمريكية الديمقراطية الخطر من مقاطعتها للمملكة العربية السعودية والعمل على معاقبتها والتلويح بقضية الصحفي الخاشقجي ، فأرسلت الرسائل للمملكة وللملك سلمان ولم ترسل لولي العهد ، ولكن لا رد على تلك الرسائل وزاد بالأمر تعقيد هي زيارات للمسؤولين الروس “وزير الخارجية الروسي لافروف ” للمملكة ولقاءه مع ولي العهد محمد بن سلمان واعطائها الدور الإيجابي بالوضع الدولي والإقليمي . هذه المتغيرات أوقعتْ الإدارة الامريكية بالحرج ، وسعت بكل الطرق لاستعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية ولم تفلح تلك المحاولات

اليوم قرر الرئيس الأمريكي صاغرا بإيقاف كافة الإجراءات التي اتخذها بحق المملكة العربية السعودية وبعد طي ملف الخاشقجي وقرر زيارة المملكة العربية السعودية شخصيا بالشهر القادم 15-16 يوليو تموز.

هل ينجح الرئيس الأميركي الذي سيأتي (صاغراً) الى المملكة العربية السعودية باستعادة تلك العلاقات الجيدة سابقاً؟ وهل ستكون بنكهة سعودية كاملة أي بشروط المملكة العربية السعودية؟

يُعتقدْ بأن عودة العلاقات ستكون بنكهة وشروط سعودية كاملة لما يمر به العالم من أزمات وخاصة أمريكا وأوروبا لا سيما بأن الزيارة ستتضمن الإجتماع مع مجلس التعاون الخليجي ومسؤولين عرب من مصر والأردن والعراق .

يبقى السؤال المهم مع تلك الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية مدى تأثيرها على الثورة السورية وشعبنا ؟ وهل ستكون مخرجات الزيارة إيجابية لمصلحة شعبنا وثورتنا ؟

كلنا أمل ان تكون المخرجات كذلك بشكل مباشر أو غير مباشر بتحجيم نظام ملالي طهران .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى