عن دار بسمة للنشر الالكتروني في المغرب صدرت المجموعة القصصية “عبارات ملهمة” للكاتب جواد العوالي من مدينة طنجة ، عمل مدرسا للّغة العربية.
عبارات ملهمة هي أول عمل أدبي اقرأه للكاتب.
تدور المجموعة القصصية في قصصها الأربعة عشر والتي تصل إلى ثمانين صفحة حول القيم الأخلاقية والإنسانية العليا. الخير والعمل والكرامة والتضحية والمواظبة والاصرار.
كل قصة من القصص تمر على حالة انسانية فهذا فقير او عامل او فلاح الخ… يبحث عن عمل ولا يجد، لكنه يصبر ويأتيه من يحضه على التحمل ومتابعة البحث والإصرار وتلمس فرص العمل حتى تأتيه وتتغير ظروف حياته مع الإخلاص والمواظبة والصدق والتفاني في عمله، لتحسين حياته وينتقل من النقص والفقر إلى الوفرة.
يصدق هذا مع الطالب والعامل والفلاح والابن والاب كلهم يمرون في ظروف حياة عسرة ولكنهم يتجاوزون واقعهم بعملهم وإصرارهم وينجحون ببناء حياة أفضل.
في القصص يتواجد دوما النموذج الأخلاقي والعقلاني سواء كان اب نموذجي أو رجل الدين المتنور أو الرجل القدوة المحترم الخ… الذي يبث قيم الخير ويحض على القيام بواجب التعاضد والمساعدة والقيام بالواجب و الحض على التراحم والمحبة وتعزيز قيمة العمل والجهد والتوكل على الله المصحوب بالعمل…
تظهر المجموعة القصصية عبارات ملهمة بدء من عنوانها العام وعناوين قصصها معبرة عن مضمونها التربوي التوعوي والتنويري الموجه لجيل جديد يريد الكاتب أن يوصل له رسالة ضرورة العلم والعمل والأخلاق والإصرار على الهدف وتجاوز المحن، وضرورة التآزر والتراحم والمحبة بين كل الناس. مصداقا لقيمنا الحضارية والإنسانية أن المسؤولية جماعية وأن الخير من الفرد ينعكس مجتمعيا والعكس صحيح…
كنت اود لو ان تضمنت القصص اشارة الى البعد المجتمعي الذي ينتمي اليه شخصيات القصص. والغوص عميقا في ظروفهم الخاصة والعامة. سواء عبر وضوح المظالم التي لا يخلو منها أي مجتمع. أو ضرورة العدالة وهو العنصر الأساسي في بناء أي مجتمع يريد أن يحقق الحياة الأفضل ويصون كرامة الناس ويضمن حياتهم ومستقبلهم. مجتمع متكافل متضامن وحكم عادل وفرص علم وعمل وإمكانية وجود ظروف بناء الحياة المأمولة للأفراد وللناس كلهم. بحيث لا يوجد فساد ولا بطالة ولا مظالم وان يكون كل الناس منخرطون كل حسب إمكانياته وظروفه في بناء صرح المجتمع وأن يصل الناس جميعهم الى مرحلة الاعتزاز بكونهم مواطنين في هذه البلاد وأنهم يقومون بواجبهم تجاه أنفسهم وعائلاتهم وبلادهم على خير وجه…
اخيرا ان هذا النمط من الكتابة القصصية يندرج في نمط قصص التوعية والتنوير والحض على القيام بالواجب الإنساني النبيل وان كل انسان مسؤول أمام ضميره وربه عن افعاله وان له دور يقوم به ليكون انسانا يستحق انسانيته التي كرمه الله بها…
كل الشكر والامتنان على قراءتك الأدبية المحكمة ، و الراقية أسلوبا و تحليلا دقيقا من حيث المبنى و السياق الدلالي المنسجم. تقديري و مودتي أستاذي المقتدر. زادك الله علما و توفيقا.