اعتبرت بكين إعادة تمركز القوات الأميركية المنتشرة في اليابان، استجابة لـ”كفاءة الردع الصيني”، وذلك في أعقاب بدء البحرية الأميركية نقل قوات المشاة المتمركزة في أوكيناوا إلى جزيرة غوام، جزئياً، في إطار مرحلة أولى من إعادة تمركز القوات خارج المحافظة اليابانية.
وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، اليوم الاثنين، إن استراتيجية الولايات المتحدة في تطويق الصين باستخدام سلاسل الجزر لم تتغير، وأن هذه الخطوة ليست علامة على أن الحصار أصبح أقل صرامة. ونقلت عن الخبير العسكري فو تشيان شاو، قوله إن السكان المحليين يعارضون منذ فترة طويلة الوجود العسكري الأميركي طويل الأمد في أوكيناوا، لأنه جلب تأثيراً سلبياً كبيراً على حياتهم اليومية وعملهم، فضلاً عن أمنهم. وأضاف أن نقل القوات الأميركية من أوكيناوا على سلسلة الجزر الأولى إلى غوام على سلسلة الجزر الثانية لا يعني أن الحصار العسكري الأميركي حول الصين أصبح أقل إحكاماً.
وأشار فو إلى أن الولايات المتحدة قامت مؤخراً بتشتيت بعض قواتها من سلسلة الجزر الأولى إلى سلسلتي الجزر الثانية والثالثة. وأضاف مع التطور السريع للجيش الصيني، أصبحت السفن الحربية والطائرات الحربية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني قادرة على العمل في البحار البعيدة وفوقها، بالإضافة إلى نشر مزيد من أنواع الصواريخ بعيدة المدى. وقد أدى هذا إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن سلامة أصولها العسكرية على طول سلسلة الجزر الأولى.
وتأتي الخطوة الأميركية بعد سنوات من الشكاوى من قبل السكان المحليين بشأن القضايا الناجمة عن الوجود العسكري الأميركي هناك، بما في ذلك الضوضاء والتلوث والحوادث والجرائم. وبدأ النقل الجزئي لقوات المشاة الأميركية أول من أمس السبت، بعد 12 عاماً من اتفاق اليابان والولايات المتحدة على إعادة تنظيمهما لتقليل العبء الثقيل المتمثل في وجود القوات الأميركية في الجزيرة اليابانية الجنوبية.
وشهدت العملية انتقال 100 عنصر من قوة المشاة البحرية الثالثة المتمركزة في أوكيناوا إلى جزيرة المحيط الهادئ للعمل اللوجستي الأولي. وبموجب الخطة المتفق عليها بين طوكيو وواشنطن في إبريل/نيسان 2012، سيجري نقل نحو 9 آلاف من أصل 19 ألف جندي مشاة بحرية متمركزين حالياً في أوكيناوا، بما في ذلك نحو 4 آلاف منهم سينقلون إلى غوام على مراحل.
يذكر أن أوكيناوا التي كانت تحت الاحتلال الأميركي بعد الحرب حتى عام 1972 لا تزال موطناً لغالبية القوات الأميركية المتمركزة في اليابان والتي يزيد عددها عن 50 ألف جندي بموجب اتفاق أمني ثنائي، في حين أن 70% من المنشآت العسكرية الأميركية تقع في أوكيناوا التي تمثل 6% فقط من الأراضي اليابانية.
وأشارت وسائل إعلام محلية في اليابان، إلى أن العديد من سكان أوكيناوا يشكون منذ فترة طويلة من الوجود العسكري الأميركي الكثيف على الجزيرة، ويقولون إن أوكيناوا تواجه الضوضاء والتلوث وحوادث الطائرات والجرائم المرتبطة بالقوات الأميركية. وذكرت أن السكان المحليين من المرجح أن يرحبوا بهذه الخطوة، لكن مقدار التحسن الذي سيشعرون به غير مؤكد، بسبب الحشد العسكري الياباني السريع على جزر أوكيناوا لردع التهديدات القادمة من الصين.
هذا وكانت وكالة كيودو نيوز اليابانية قد ذكرت في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن فوج مشاة البحرية الأميركي الساحلي الذي يمتلك نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة متعدد الإطلاق HIMARS سيجري نشره على طول سلسلة الجزر الممتدة من المحافظات اليابانية كاجوشيما وأوكيناوا باتجاه جزيرة تايوان في حالة حدوث طوارئ في تايوان.
المصدر: العربي الجديد