دمشق – «القدس العربي»: ارتفع مستوى التصعيد العسكري في إدلب والأرياف الملاصقة بها شمال غربي سوريا، حيث قتل، مساء الأحد، مدنيان وأصيب 3 آخرون بجروح، جميعهم من عائلة واحدة نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام استهدف الأحياء السكنية لمدينة سرمين بريف إدلب شمال غربي سوريا.
كما تعرضت أطراف مدينة سرمين وقرية معارة عليا شرقي إدلب، وأطراف مدينة دارة عزة غربي حلب لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام وحلفائه.
وحسب الدفاع المدني السوري، فإن “الجرائم المستمرة لقوات النظام وحلفائهم من خلال هجماتهم المستمرة على المدنيين والمرافق المدنية شمال غربي سوريا، تزيد من القتل والتهجير والدمار، وتهدد حياة المدنيين وتقوّض أنشطتهم المعيشية والزراعية والتعليمية في مناطق واسعة من ريفي إدلب وحلب”.
الناشط الميداني محمد الخطيب من ريف إدلب، قال لـ “القدس العربي” إن قوات النظام، استهدفت، مساء الأحد، بقصف مدفعي بلدة سرمين، حيث قتل أب وابنه وأصيب باقي أفراد العائلة بجروح، كما نفذت قصفاً صاروخياً على قرية معارة عليا في ريف إدلب الشرقي دون حدوث خسائر بشرية.
وتأتي هذه الهجمات بعد ساعات من هجمات لقوات النظام بطائرة مسيّرة استهدفت سيارة مدنيّة ومنزلاً سكنياً بالقرب من مدرستين في بلدة كفرنوران غربي حلب، ومن قصفٍ مدفعي لقوات النظام استهدف منازل سكنية وأطراف مدينة الأتارب غربي حلب، دون وقوع إصابات بين المدنيين.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أفاد من جهته بمقتل شخصين وإصابة 3 آخرين، نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام استهدف المنازل في مدينة سرمين شرقي مدينة إدلب.
وأضاف أن “قوات النظام هاجمت أمس، بـ 10 طائرة مسيّرة انتحارية مواقع في أرياف إدلب وحلب، وتركزت الضربات على محاور كفرنوران والعصوص في ريف حلب الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي نفذته على محيط قرى الزيارة والعنكاوي والقاهرة بريف حماة الغربي، دون معلومات عن سقوط خسائر بشرية”.
ويقول عبد الرحمن إيمو وهو متطوع في الخوذ البيضاء: “تترك الهجمات المستمرة للنظام وروسيا وحلفائهم آثاراً قاسية جداً بحياة أهلنا المدنيين، وتزيد من مأساتهم المتجذرة لأكثر من 13 عاماً تحت وطأة الحرب والتهجير. بالأمس، استهدفت قوات النظام منزلاً سكنياً على أطراف مدينة الأتارب غربي حلب بالقذائف المدفعية، القصف لم يتسبب بإصابات بين المدنيين، ولكن دمّر منزلاً سكنياً، وهو كان الملاذ لعائلة عانت خلال السنوات، وتحول منزلهم الدافئ لأنقاض وركام دفنت تحتها ذكريات وآمال”.
وحسب بيان رسمي للدفاع المدني، فقد قتل يوم الإثنين الفائت 23 سبتمبر/ أيلول، 6 مدنيين بينهم طفل وامرأتان ورجل مسن، وأصيب 11 مدنياً بينهم 5 أطفال وامرأتان بجروح منها بليغة، في قصف مدفعي على بلدة كفريا شمالي إدلب خلال هجمات مسائية ممنهجة استهدفت البلدة.
ومنذ بداية العام 2024 حتى منتصف شهر الشهر الجاري، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 665 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا والقوات الموالية لهم على شمال غربي سوريا، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 54 مدنياً بينهم 15 طفلاً و6 نساء، وإصابة 246 مدنياً بجروح بينهم 96 طفلاً و29 امرأة.
وأضاف البيان أن “استمرار جرائم النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم في سوريا يزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون بعد أكثر من 13 عاماً من الانتهاكات بحقهم، ويهدد حياتهم ويدفعهم للنزوح ويمنعهم من العيش في الكثير من المناطق في أرياف إدلب وحلب وسهل الغاب، ومن ممارسة أنشطتهم الزراعية والصناعية والتجارية وتنقلاتهم ووصولهم للخدمات الأساسية والطبية والتعليمية ويفتح صفحات جديدة من مأساة السوريين”.
واعتبر البيان أن الإفلات من العقاب، وعدم محاسبة النظام وروسيا على جرائمهم بحق السوريين، زاد من إجرامهم، “ويجب على المجتمع الدولي وضع حد لهجمات النظام وروسيا ومحاسبتهم، وضمان حماية المدنيين، وتأمين حقوقهم في الأمان والتعليم وضمان العودة لمنازلهم التي هجروا منها بفعل العمليات العسكرية”.
المصدر :القدس العربي