مازال هذا واقعنا منذ عقد: امريكا و(اسرائيل) ضد شعبنا في فلسطين ولبنان. كما ادعت أمريكا وحلفائها انهم ضد داعش وقتها…

أحمد العربي

اولا. ما الذي جعل الغرب والنظام العالمي من وراءه يركز جهده الآن على محاربة الإرهاب وعلى رأسه داعش في العراق وسوريا.؟!. هل نسبة القتل.؟. ام نوعيته.؟!. بدائيته.؟!. ام قتل رحيم..؟!. يعني بالسكين ذبحا ام طعنا ام بالقصف المدفعي ام الصاروخي ام الطيران .؟!. بالراميل المتفجرة ؟!. ام الحاويات؟!.. ام تحت الانقاض في احياء مدمرة بالكامل.؟!. هل للعدد المقتول دور بتحديد الارهاب يعني افراد ام عشرات ام ألوف ام مئات الألوف. ؟!. هل الموضوع يرتبط بقتل المقاتلين من الطرفين فقط ام بقتل النساء والاطفال والشيوخ..؟!. الشهداء القتلى في ثورتنا السورية وكذلك في العراق وغزة ولبنان… بنسبتهم العظمى من النساء والأطفال والشيوخ.. نعم في بيوتهم الغير آمنه او في طريق اللجوء او في مناطق المخيمات..؟!. نعم.. هل يرتبط تحديد الارهاب بنوع الانسان؟!. هل هو سوري او عراقي (رخيص مهدور دمه دون محاسبة)؟!. ام من النوع الغالي اوروبي ؟! اونوع ممتاز امريكي او (اسرائيلي).؟!. بحيث تحرك العالم لذبح عدة صحفيين غربيين.؟!. ولم يتحركوا لذبح مئات الالاف من السوريين والعراقيين والفلسطينيين على مدى عقود .(مع التأكيد ان حياة الانسان (مطلق انسان) مهمه عندنا وانسانيا.. دون اي تفريق تحت اي مسمى).. هل لزمن القتل واستمراريته (يعني لسنوات) اهمية في تحديد الإرهاب..؟!.كما فعل ويفعل النظام المستبد في سوريا و كذلك العراق وكما يفعل الصهاينة في غزة وفلسطين عموما.. .هل الخلفية العقائدية من طائفية وتكفيرية دور .في تحديد الإرهاب.؟!.. التجييش (العلوي والشيعي) عند النظامين العراقي والسوري وحزب الله وايران. واستباحة ذبح المختلف عندهم دور في الارهاب.؟!. ام فقط عند داعش وعقائديتها وتكفيريتها.. ؟

ثانيا. تبين لنا بالواقع والوقائع.. ان الغرب وامريكا على رأسه والنظام العالمي من ورائها. لم تكن تعتمد بتحديد الارهاب والارهابيين الا على قاعدة مصلحتهم.. فالربيع العربي كان ضد مصلحة الغرب و(اسرائيل) والأنظمة الاستبدادية التابعة. فكان لا بد من ان تخلط الاوراق ليتم اسقاطه وفي كل دولة بطريقة مختلفة .. ففي سوريا ترك النظام السوري حيث قتل الشعب وشرده ودمر البلد . مما اعطى مبررا لظهور التطرف الطائفي كرد على طائفية النظام. واعطى تطرف عنفي كرد ايضا على عنف النظام.. وسمح لهذه الظاهرة بالنمو والامتداد.. وتركت تصل لقوة كبيرة في معادلة الصراع في سوريا والعراق. مما أدى لإعادة توصيف الصراع انه طائفي وحرب أهلية وليس صراع شعب ضد استبداد . وعمل للوصول للدولة الديمقراطية.. نعم ترك النظامين في سوريا والعراق يقومان بالمهمة. وتأجيج الصراع وتحويله إلى دموي. وضربت قوى الجيش الوطني الحر. كما قتل الحراك السلمي قبله في سوريا. وقتل الحراك المدني السلمي في العراق. واصبحت الارض ممتلئة جثث وأنقاض ودماء .واصبح حلم الربيع العربي بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية بعيد المنال. والغرب والاطراف الاقليمية تغذي صراعا مستمرا تربح منه كل الاطراف الا الشعبين السوري والعراقي.. وكان النظام العالمي والانظمة التابعة و(اسرائيل). باحسن احوالها لولا تمدد داعش…؟

ثالثا. كان لفعل النظامين المستبدين العراقي والسوري دورهم بتجييش الشعب عنفيا وكعمل مسلح ضدهم. وكان للدول المانحة دور في مساندة الثوار السوريين بالمال والسلاح. لوجود الصراع واستمراره وحتى بنمو وامتداد داعش .. والتي وصلت لمرحلة التأثير المباشر على مصالح الغرب مباشرة ، سواء في إسقاط نظام المحاصصة الطائفي في العراق. أو الاقتراب من إقليم كردستان العراق. المحمي امريكيا.. مما أدى للعمل للتدخل مباشرة للوقوف في وجه داعش.. فعملت لوصم داعش بالإرهاب (وهي كذلك). وجيشت الدول للدعم العسكري والمالي و استصدرت قرارا من مجلس الأمن الدولي  لمحاربتها.. لكن لم تستطع ان تغطي على صمتها إزاء نظام المحاصصة الطائفي في العراق ودمويته بحق الشعب ومساندته للنظام المستبد السوري. ولا استعانته بإيران ودورها الارهابي بالمال والسلاح والرجال في سوريا والعراق أيضا.. وحيدتها دون أن توصمها كما فعلت بداعش.. وكذلك لم تتخذ موقفا من إرهاب النظام السوري .وتركت سوريا تعيش (حرب أهلية) حسب توصيفهم دون تدخل يعني لاستمرار القتل والتدمير . والاعلان ان الحل في سوريا سياسي بمعنى تفاوضي توافقي مع انعدام أي شرط لتحقيق ذلك. لا لجهة إلغاء الاستبداد أو خلق ميزان قوى يلزم الأطراف داخليا أو خارجيا لتنفيذ ذلك.. وكان افضل ما قدم للثورة السورية..هو رفض اعتبار النظام السوري كشريك في حرب الإرهاب .بل هو صانعه .(وهذا لفظيا فقط). وان امريكا قررت اخيرا مساعدة الجيش الحر لمحاولة الإرهاب وهذا مالم يلتزم به الجيش الحر و تلتزم قوات حزب العمال الكردستاني وال ب ي د بالمهمة تأسيسا لتقسيم سورية على أساس اثني . مع التزام محاربة داعش فقط ؟!. وبقي الموقف من النظام المستبد عمليا غير محدد

رابعا. على الأرض داعش تتمدد واليوم أصبحت مسيطرة على أغلب القرى الكردية السورية .متممة الامتداد على اغلب الأرض السورية (المحررة) من النظام. والغرب قرر أن يضرب جويا (فقط داعش ) خاصة في سوريا. (يعني عدم الاقتراب من النظام السوري). والاهم ان الغرب والدول الداعمة له لن يكون لهم أي وجود عسكري على الأرض . هذا يعني عمليا أن الحرب وأدواتها من سلاح ومال وعتاد وامداد هي مما غنمته داعش.. من النظامين السوري والعراقي. ومن الدول المانحة المساندة للدولة العراقية وقوى الثورة السورية. وان المقاتلين والقتلى من أبنائنا في سوريا والعراق. الذين اصطفوا وعبر السنوات السابقة مع هذا الطرف أو ذاك حسب الامداد او الاقتناع. والكل كان يريد حياة أفضل وعدالة وكرامة وحرية.. وها هو الأن يموت بأدوات الآخرين وسلاحهم لخدمة أهدافهم أيضا.. وللعلم ان معدل المقاتلين الغير عراقيين والغير سوريين باحسن الاحتمالات لا يزيدوا عن عشرة بالمائة من مجموع المقاتلين

خامسا. إن النتيجة المترتبة عن (حرب الإرهاب) .عمليا وقف تمدد داعش وحصرها ومحاولة دحرها . واستمرار الصراع (المسيطر عليه) .في مكان معين ودون تبعات تضرّ بالغرب ومصالحه المباشرة . وان كل الاعمال الجوية والأرضية .لم تقترب بالمطلق من الأسباب الحقيقية لوجود داعش و تغولها وحتى لاستمرارها.. وعملية القتال والقتل ستؤدي لاطالة الصراع وليس حله.. النماذج الكثيرة متوفرة في الصومال والسودان منذ امد بعيد.. وليبيا واليمن الآن .. واحتمال حصولها قريبا في في لبنان ومصر.. لان الاسباب الموضوعية لوجود الإرهاب والعنف قائمة. بوجود السلطات القمعية المستبدة في سوريا وتبعيات فعلها واستمراره .وكذلك نظام المحاصصة الطائفي وظلمه لشرائح عريضة من الشعب العراقي.. وان ما فعلته أمريكا في العراق من خلق توليفة توافقات على السطح من أذنابها من السياسيين العراقيين في البرلمان أو الرئاسة العراقية والحكومة الجديدة. لم تغير من واقع الحال شيئا فاغلب الجيش العراقي اصبح من المكون الشيعي الذي تطوع مع الميلشيات وبعد ان ادمج بالجيش العراقي. واغلب المقاتلين مع داعش هم من المكون السني الذي يئس من العمل السلمي ووقع ضحية بطش نظام المالكي. ووجد داعش جاهزة لاستيعابه بتقديم الإمداد العقائدي والمال والسلاح وزجهم في معركة الموت المفتوحه

سادسا. في سوريا تركت داعش تتمدد. ومنع الإمداد من سلاح ومال عن الجيش الحر. بحيث هزم بمواجهة داعش أو اندثر بعضه او التحق بعض شبابه الآخر بداعش؟! .. ومازال بعض الثوار في بعض المواقع على ضعفهم واختلافهم. يمثلون املا باقيا لمواجهة النظام ومحاربته والعمل على إسقاطه.. وألزم هؤلاء اغلبهم ان يأخذوا بأجندة الدول المانحة بأن يحاربوا داعش.. وهذا بحد ذاته ليس مشكلة لأن داعش بدأت بقتال الثوار ومنذ سنة تقريبا.. ومواجهتها اصبح امرا واقعا. لكن الخوف من ترك جبهة مواجهة النظام أو التفكير بالتحالف المرحلي معه ضد داعش .وهذا ما يتردد تحت الطاولة وبشكل خجول.. وهو تغير استراتيجي ضد شعبنا وثورته.. فمهما كانت داعش من السوء والخطر على الشعب السوري . فان النظام السوري المستبد هو أصل الداء واسقاطه ومحاسبته أساس بناء مستقبل سوريا الوطني الديمقراطي.. اننا نثق بثوارنا وانهم لن ينجروا ليتحولوا أداة ضد الشعب السوري وثورته..

.اخيرا. أصبح واضحا لنا ان النظام العالمي والسوري هو من صنع ظاهرة الارهاب الدولي (موضوعيا وذاتيا). وانه ايضا خلق ارضية لمواجهته بعد ان اصبح يضر بمصالحهم الاستراتيجية. وانه لا يهتم بكل ما يحصل عندنا من قتل وتشريد وتدمير . بفعل الأنظمة المستبدة. وانه يقدم آلته العسكرية والاعلامية وامداده المالي وعبر مانحين إقليميين .لدعم كل الأطراف لاستمرار الصراع وتعميقه وجعل الحل الذي قامت له شعوب المنطقة أكثر بعدا واستحالة.. وبما اننا كشعب سوري وعراقي بثورتينا نحن المعنيين المباشرين والضحايا ايضا.. فإن وعينا لما يدبر لنا مهم. وعملنا لتفويت الفرصة على أعدائنا جميعا . والعمل لاسقاط الانظمة المستبدة التابعة في سوريا والعراق . وبناء الدولة الدولة الديمقراطية العادلة دولة الحرية والكرامة في سوريا والعراق.. ونعلم أن الثمن غالي وان استرداد ابنائنا وبلادنا من داعش مهم . وان استرداد بلادنا من الأنظمة المستبدة مهم ايضا. إنها معركتنا على الجبهتين.. مع تحييد الغرب وعدم الوقوع في حبائله وضحية اجنداتها

هي معركة وعي وسياسة وحرص على الاستراتيجي وقدرة على التكتيك ومعركة أداء سياسي وعسكري .. وانتصار ايضا

20.9.2014…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى