في ذكرى: عملية نبع السلام…

أحمد العربي

تركيا وفصائل الجيش الحر السوري يجتثون إرهاب حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك. وامتداده السوري حزب الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د وما يسمى قوات سورية الديمقراطية ، في بعض الشمال السوري. انتصارا للشعب السوري.

١.باشرت القوات التركية مع فصائل الجيش الحر السوري عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال السوري، حيث سيطرة قوات سورية الديمقراطية ال ب ي د فرع حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك المصنف دوليا حركة ارهابية، والذي تعتبره تركيا عدوا قوميا يستهدف ارضها وشعبها في حياتهم ويعمل على خلق كيان انفصالي كردي في تركيا، والذي يسيطر على الشمال السوري وممتدة في منطقة الجزيرة السورية كاملة، ظالما و مضطهدا للمكونات السورية كاملة، وخاصة العرب والكرد، متصرفا على الأرض بصفته سلطة قمعية على غرار النظام السوري بكل أفعاله السيئة ضد الشعب السوري في كل سورية.

٢. كان الربيع السوري وثورة الشعب مبررا بالنسبة للنظام السوري الذي قرر أن يحارب شعبه، وأصبحت الدولة التركية أكبر حليف للثورة السورية، مما دفع النظام السوري أن يعيد إحياء حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك التي كان قد خلقه حافظ الأسد منذ عقود . أعيد حزب العمال الكردستاني ليقوم بدورين متكاملين متداخلين: الأول أن يسلمه النظام السوري الأراضي السورية التي يتواجد فيها الأكراد بنسبة كبيرة، حيث يقمعوا الثورة التي شارك فيها الأكراد السوريين مع بقية مكونات الشعب السوري، و يسيطر على هذه الأرض باسم حزب الاتحاد الديمقراطي ال ب ي د ومشتقاتها قوات سورية الديمقراطية وغيرها. لقد كانوا نموذجا للظلم والتطهير العرقي للعرب والكرد، جندوا الشباب والأطفال واستغلوا الناس وهجروهم وحولوا حياتهم إلى جحيم لا يطاق. والثاني أن يعيد حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك الكرّة في الدور التخريبي الإرهابي في الداخل التركي، استمرارا لدور ال ب ك ك القديم. وبالفعل وقعت تركيا ضحية عمليات ارهابية كثيرة كانت من فعل الحزب الإرهابي. وبذلك أصبحت محاربة الحزب اولوية من قبل تركيا دولة وشعبا.

٣. لم يكتف حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك وجناحه في سورية حزب الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د ان ينفذ اجندة اضطهاد الشعب السوري حيث هو والعمل الإرهابي ضد تركيا فقط بل جعل نفسه في موقع ميليشيا تخدم من يدفع لها، وبذلك أصبحت جزء من معركة التحالف الدولي بزعامة أمريكا ضد داعش، حيث مدتّه أمريكا بالسلاح والعتاد والمال والحماية السياسية والعسكرية، وأصبح ذراعها الضاربة في الشمال والشرق السوري لسنوات.

٤. بقيت تمركز فرع حزب الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د  فرع حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك في الشمال الشرقي السوري  مشكلة أمن قومي للأتراك، فهذا عدو ينمو ويعد لعملياته في سورية وينفذها في تركيا تحت سمع ونظر أمريكا. لقد انصاعت أمريكا أخيرا لمطلب تركيا برفع يدها ودعمها عن حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك في سورية. طبعا لان تركيا أهم بما لا يقاس عند الامريكان كدولة باعتبارها عضوا مهما في حلف الشمال الأطلسي. مع علاقات أمريكا بكل ملفات المنطقة لذلك تركت تركيا لتنهي ال ب ك ك على الأقل بجوار حدودها لعمق ٣٠الى ٣٥ كم في عمق الأراضي السورية التي ستكون أرضا محررة لصالح قوات الجيش الحر والشعب السوري في هذه المناطق.

٦. لم يكن لل ب ك ك وال ب ي د اي سند دولي او إقليمي حقيقي، باستثناء امريكا التي استخدمتها بندقية لمحاربة داعش ومن ثم جعلتها قوة حماية لمناطق شرق الفرات بما يحويه من نفط وغاز وموارد زراعية مهمة، تعيد استثمارها لمصلحة امريكا وتمويل هذه القوات المسماة قوات سورية الديمقراطي التي عمودها الفقري حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك و فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د.

ما حصل ان وضعت تركيا امريكا امام خيار دعم حزب العمال الكردستاني وقوات سورية الديمقراطية حيث هي على الحدود السورية التركية مع ضررها على تركيا والثورة السورية. او دعم تركيا حليفة أمريكا في حلف الناتو وفي كثير من ملفات المنطقة وأهمها الملف السوري.

 لكل هذه الأسباب لم يبادر احد لدعم حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك  وحمايتها من مصير استئصالها على الحدود السورية التركية. يضاف الى ذلك ان الموقف الروسي يتفهم المطلب التركي ويؤيده، خاصة أن حزب الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د وقوات سورية الديمقراطية قد أصبحت حليفة الامريكان وخرجت عن حلف النظام السوري وإيران وروسيا، لذلك لم يكن هذا الحلف حزينا على المصير السيء لقوات سورية الديمقراطية و ال ب ي د ولانهاء نفوذهم ووجودهم في مناطق عمليات الجيش التركي.

اخيرا:  ان ما يحصل بالنسبة للشعب السوري وثورته ومطالبة جيدا حيث حرب استئصال حزب العمال الكردستاني ال ب ك ك. وفرعه السوري  الـ ب ي د المتمثل بقوات سورية الديمقراطية من الشمال السوري خطوة على طريق تحرير الاراضي السورية ووضعها تحت سلطة الجيش الحر والممثلين السياسيين للثورة السورية وذلك تحت الرعاية التركية. وبذلك تكون هذه المناطق أقرب لمطالب الشعب السوري وأهدافه .

اما اهداف الشعب السوري فهي إسقاط الاستبداد وبناء الدولة الديمقراطية العادلة، فاعتقد ان اللاعبين الدوليين و الإقليميين الفاعلين لم يعودوا يهتموا لذلك. اما الشعب السوري فهو ضحية تغييبه بالقوة والقمع والتشريد وتدمير بلاده لمنعه من أن يصل لأهدافه تلك. لكن بالمعيار التاريخي، فإن الشعب السوري يسير لتحقيق أهداف ثورته  ولو على رقعة من المناطق المحررة في الشمال السوري. حيث عمليات نبع السلام وان تكون مقدمة انتصار

ثورة الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية والحياة الأفضل. لكل السوريين وفي كل سورية.

ولو بعد حين…

.١٢ /١٠ /٢٠١٩.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى