اولا .في الوقائع
اولا.ان استمرار الثورة السورية لسنوات دون أي تقدم حقيقي بالحسم لصالح النظام أو الثورة السورية. وواقع الحال ينبئ باستمرار الحالة سنوات ان استمرت بذات توازن القوى بما لذلك من كلفة انسانية على الشعب السوري.. مما يعطي قناعة ان الدوائر الدولية تريد ما حصل أن يحصل ويستمر
ثانيا.د أن مسار الثورة السورية سياسيا وعسكريا (ائتلاف ومؤسساته وثوار الأرض) كان مصاب ومنذ البدء بمشكلة الانفصال بين السياسيين والثوار وبشكل مقصود، وأن ذلك جعل كل منهما في واد . والتواصل والتأثير يكاد يكون معدوم.. وجعل الائتلاف يرتبط بمن أنشأه اكثر من الثورة والشعب . الا دعائيا ونظريا. وكذلك الثوار ومع الزمن أصبحوا يرتبطوا بالداعمين اكثر من الثورة والشعب. وهذا ما جعلهم للان ابعد عن التوحد وسلوكياتهم عشوائيه وتخدم استمرار الصراع وليس حسمه لصالح الشعب والثورة
ثالثا.إن وجود داعش والنصرة ليس سحرا . فهي متجذرة في تربة العراق ولها خلايا نائمة أو على استعداد للالتحاق بهما في سوريا. خاصة بعد أن تحولت الثورة للعمل المسلح ضد النظام . وكان للدعم الذي حصلتا عليه من متبرعين ودول بالسر والعلن فرصة لنموهم وتضخمها .وخاصة ان ذلك اقترن مع تجفيف الإمداد المالي والعسكري للجيش الحر على اختلاف تشكيلاتهم ومسمياتهم.. مما اعطى الفرصة لموت الجيش الحر موضوعيا. في كثير من المواقع وتضخم داعش والنصرة بشكل غير طبيعي. واحتلالها لفراغ العمل العسكري في أغلب سوريا
رابعا.كان للدول الداعمة للثورة السورية دورا في هذا الحضور لداعش والنصرة أيضا . وكان للنظام وداعميه أيضا دورا في ذلك . من خلال الممارسة الطائفية للنظام و وحشيته ودمويته ك(علوي وشيعي) .طبعا مع وجود حزب الله وميليشيا عراقيه وجيش ايراني. جعل الحس الطائفي السني يستحضر ويعامل بالمثل.. يضاف له تصرفات وحشية من داعش والنصرة تصل لمستوى سلوك النظام تزيد الهوة المجتمعية. وتقدم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين للنظام العالمي الذي يستثمر ذلك
خامسا.أن استراتيجية النظام العالمي شرقه وغربه اصبحت واضحه في سوريا والعراق بتحويل الربيع العربي ومطالبه المشروعة في الديمقراطية والحرية والعدل.الى حرب اهلية طائفية. ليتسنى له الحضور والتحكم وتحديد مسار الحل وممارسته ايضا.. لذلك تُركت داعش والنصرة تصل لما وصلت له سواء بالصمت عن الإمداد. أو بالتغول على الثورة في سوريا والعراق. أو نهب الثروات من نفط ومال وغيره . او الحصول على السلاح بمسرحية هروب الجيش العراقي واحتلال داعش نصف العراق تقريبا. وأكثر من نصف الأراضي المحررة في سوريا
سادسا. كل الأطراف استثمرت في داعش ونموها وتصرفاتها. النظام المستبد السوري وكذلك نظام المحاصصة الطائفي العراقي تحججوا بداعش وأنها وراء خراب البلاد وغطوا على استبدادهم ودمويتهم وتخريبهم للبلاد وقتلهم للعباد. واعلنوا انهم ضد الارهاب الداعشي . العراق كسلطة دخلت في الحلف الدولي بعد مسرحية سوداء ابعدت المالكي. والنظام السوري ما زال ينتظر أيضا أن يعاد تأهيله ويُقبل كطرف في الحرب على الإرهاب
سابعا.كذلك استثمر حلفاء النظام السوري روسيا وإيران وحزب الله .. ما تفعله داعش لتبرير ما يفعله النظامين في سوريا والعراق وقبلت روسيا والصين أن يكون هناك حربا على الإرهاب .مغطين بذلك فعل النظامين العراقي والسوري.. ولو انهم ما زالوا مترددين بقبول ضرب داعش في سوريا .مشترطين أخذ الموافقة والمشاركة مع النظام السوري .حيث يعاد له الشرعية من باب الحرب على داعش على الأقل.. وهنا يلحظ اختلاف جزئي بين قبول النظام السوري بضرب داعش في سوريا .ورفض إيران وروسيا وحزب الله ذلك.. طبعا دون موافقة النظام
ثامنا.ان امريكا والغرب لاحظت ان داعش قد كبرت أكثر من المطلوب . فهي تهدد الدولة المركزية في العراق . وكذلك منطقة الحكم الذاتي الكردي. وضربت هيبة أمريكا والغرب من خلال ذبح الصحفيين الأمريكيين والغربيين. وأنه لا بد من التدخل للعب دور مباشر على مسرح العمليات في سوريا والعراق . من باب محاربة الإرهاب. والتقطت لحظة توافق دولي وتم استصدار قرار دولي في ذلك حيث تم إعلان الحرب على داعش وتجهزت القوات العسكرية لأمريكا وحلفائها.. وبدأ التجهيز والعمل بالعلن وبدأت الضربات بقوة وتطال كل مواقع داعش والنصرة وغيرهم .في سوريا والعراق أيضا
تاسعا. لم يعرف بالضبط حدود التدخل الدولي ضد الارهاب في سوريا والعراق. لذلك جعلت كل الأطراف السياسية والثوار في موقف حرج وعدم وضوح رؤية. الائتلاف لم يستشر بالمباشر. ولذلك صدرت تصريحات علنية لبعض وجوه الائتلاف متناقضة ومتسرعة. وكذلك القوى الثورية المسلحة بين مؤيد ومندد وهذا انعكس على شعبنا في الداخل فخرج بعضهم يتظاهر ضد التدخل الدولي . والمحزن المبكي بالموضوع بان بعض التظاهرات طالبت بداعش.. إن شعبنا يئس من كل العالم
عاشرا. إن الملفت للنظر هو دخول دول عربية مباشرة (لنسمها حلف أمريكا ). في الحرب على الإرهاب .فهي زيادة عن الإمداد المادي فإن طيرانها شارك بالضرب وهو توريط مباشر بالحالة. وهي رسالة متعددة الأطراف للنظام السوري بأن العرب الآخرين جاهزين للحرب. ولو من باب الحرب على الإرهاب. ونفس الرساله موجهه لروسيا وإيران والعراق. لذلك نراهم رافضين التدخل في سوريا دون قبول النظام. متخوفين ايضا بان تكون معركة ضرب الإرهاب. مقدمة للتدخل في سوريا لاسقاط النظام او اجباره على التنازل بتوافق على حل سياسي .من باب التفويض الدولي
حادي عشر. ان قرار أمريكا بدعم المعارضة السورية المعتدلة. وتحوله للتنفيذ وكذلك قبول السعودية ان تدرب مقاتلين سوريين على أرضها .ضمن المشروع الأمريكي . وان موقف أمريكا والغرب الواضح جدا ان الحرب على الإرهاب لا تعني اعادة تأهيل للنظام السوري . و اعتباره سببا للإرهاب ويجب أن يرحل.. وهذا ما يخيف النظام وحلفائه.. وكذلك استمرار دعم بعض القوى المسلحة والقول إن الأرض التي تخرج منها داعش سيملؤها الثوار. يعني مع مؤشرات اخرى ان مرحلة أخرى قادمة في الملف السوري . قد تعني رحيل النظام وبداية التحول الديمقراطي في سوريا؟
ثاني عشر. إن رصد التحاق السعودية والامارات وقطر والاردن بالعلن بهذه الحرب يعني انهم اصبحوا شركاء بها و بكل تداعياتها.. وان موقف تركيا المتردد 犀利士
بالمشاركة المباشرة قبل إخلاء رهائن له عند داعش .ثم استعداده بالمشاركة وحصوله على تفويض جديد من البرلمان . والحديث المتناغم بين أمريكا وتركيا عن منطقة حظر جوي في سوريا كلها او بعض اجزائها. هي مقدمات تغيرات نوعية ستحصل على الأرض. وبكل الأحوال هي لمصلحة الشعب السوري وثورته وتسحب من النظام السوري أوراق قوة وقد تؤدي لسقوطه او انصياعه للرحيل وفق توافقات سياسية
ثانيا. في الموقف
اولا.ليس من مصلحة الشعب السوري وثورته اعلان قبول او رفض الحرب على الإرهاب بشكل مفتوح . بل يكون الموقف مشروط
ثانيا. ليس من السياسة والمصلحة ان نعلن رفضنا للحرب على الارهاب لاننا بذلك نحارب العالم ومنهم حلفائنا (على علّاتهم). بل نقبل مع التحديد بأن سبب الإرهاب هو النظام السوري. وان العمل على إسقاطه هو المدخل لانهاء الارهاب في سوريا
ثالثا. مطلوب من المعارضة السورية وخاصة الائتلاف وكذلك الثوار المتواصلين مع الداعمين الإقليميين والدوليين. أن يتبينوا موقف الحلف ضد الإرهاب وتقديم الصورة لشعبنا لكي يطمئن ويحدد موقفه الصحيح وفق المعرفة والمصلحة
رابعا. هناك احتمال أن يكون حلف محاربة الإرهاب مجرد محاولة تعديل حالة الصراع لتكون تحت السيطرة . حتى تستمر لأجل غير محدد .علينا أن نطرح هذا الاحتمال ونرفضه لأنه يعني استمرار قتل وتشريد شعبنا وتدمير بلدنا وخسارة مستقبلنا أيضا
خامسا. علينا ان نعلن ان داعش بممارستها الوحشية ومحاربة الثورة والثوار قد استعدت الشعب السوري .وأنها لا تعبر عن الإسلام لا كدين ولا كممارسة لصالح البشر . وإن ضرب داعش وانهائها هو مصلحة للثورة السورية بالمباشر وعلى المدى البعيد
سادسا. إننا مطالبون بأن نسارع لخلق تحالفات وطنية سورية باعلى مستوياتها.لنكوّن اكبر وأوسع تمثيل سياسي للشعب السوري وثورته بالائتلاف ومع كل القوى السياسية السورية التي تتوافق على اسقاط النظام السوري ومحاسبته وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية.. ونصدّر مواقف ناضجة وغير متناقضة وتعبر عن شعبنا العظيم وثورته
سابعا.وعلينا ايضا ان نعمل بكل إمكانياتنا لأجل التوحيد العسكري للثوار على الأرض لكي يتم استلام زمام المبادرة . والتصرف وفق المطلوب للتعامل مع أي متغير على الأرض. وأن يكون هناك ربط بالمباشر بين السياسيين والثوار وخلق مرجع مشترك يقود الثورة على الأرض فعلا وليس مجرد امنيات
ثامنا.علينا ان نوضح ان داعش الان تحت النار وكذلك النصرة واي فصيل يطرح الحل الإسلامي اقصاء أو تكفير . وانه مطلوب من الكل ان يعلن انتمائه الوطني الديمقراطي .وأنه مع شعبه في مطالبه بالحرية والكرامة والعدالة وأن يتم تجاوز الطائفية والاثنية والمناطقية والعصبيات الضيقة.. وذلك ليس ارضاء للغرب بل لانه الاصل والاصح.. وانه مطلوب منا دعوة تنوير ديني مستمر لابنائنا في داعش والنصرة لإعادتهم لاهلهم ودورهم في مجتمعهم وثورتهم وليس أدوات في يد أطراف تستخدمهم ضد شعبهم وثورتهم ودينهم ايضا.. ولو أن النصرة ما زالت تقف مع الثورة ضد النظام لكن مطلوب منها أن تعلن موقفا رافضا للقاعدة وأنها تقبل بالدولة الديمقراطية في سوريا.. والا فسيتم تعامل قوى التحالف معها كداعش و ستضيع نتاج ضيق أفقها السياسي وتخلفها الديني
.اخيرا .ان كل متغير لحظي يتطلب موقفا منه على خلفية هذه قراءة السياسة المتغيرة لحظيا مع وعي أن الاستراتيجيات ثابتة
استراتيجيتنا اسقاط النظام المستبد السوري ومحاسبته وبناء دولتنا الديمقراطية. نبحث عن رؤية واضحة للثوار والسياسيين وعن توحيد الاغلب الاعم لهم لأجل هذه الأهداف.. كل حركاتنا التكتيكيه تنطلق من هذا الاستراتيجي وتصب في خانته وخدمته
28.9.2014…