إلى شهداء سورية وفلسطين لن ننساكم

أحمد العربي

حبيبتي…

حبيبتي انتظريني قليلا…

انا قادم اليك
من حافة الشوق…

الى قاع اللهفة
انتظريني ارجوك…

أنا منهمك اجمع أعضائي
هذه يدي مرمية جنبي ..

شكرا لله
هي اليمنى..

لن أخاف على التحية بعد اليوم
سأسلم مصافحا بها كل الناس
أعانق حبيبتي

واغمر طفلي على صدري
سأجده هو الآخر
سأجد قلبي وفيه الله…

حبيبتي، ابي، امي، اولادي..

وكل الاحبة
في مساحة الروح المتبقية…

سأجدهم
انتظريني أفتقد  اصبعي السبابة
انا احتاجها …
أشهد لله حين اعبده

اشير لحبيبتي …
وأقول :انت حياتي
لطفلي اريه الجبل والسماء والبحر…

اقول له: الله اكبر من كل ذلك
الله صديقك يسكن صدرك…

كنْ: الحب، الانسان، الحرية، العقل…

كلهم جعلوك سيد الحياة…
انتظرني بُنيّ…

فأنا اريد عينا على الأقل

كي اراك
فما هي حياتي دون ان أراك
أرى ما أعطاني ربي
أعيش أحساسي بالخلود
انتظريني حبيبتي لن اتأخر
فأنا لا زلت أفتقد بعضي
انا احتاجني كلي…
اليد العين واختها…

يداي لاشد عليك عند الحب أدخلك لقلبي
احتاج لدمي…

أنا آسف لقد شربته الارض
أيتها الأرض العطشى للماء
دمي حرام عليك…

رديه إلي أرجوك
احتاجه…

كما احتاج نفسي
مازلت بحاجة لاحب حبيبتي اكثر
ولوقت لأساعد الأولاد ينضجوا

والاشجار لتكبر
وأبني وأقرأ وأتعلم وأخدم رسالتي
لارد لربي بعضا مما اعطاني
انا الوجود الحر صانع مصيره
أنا الإنسان
خارق السماء…

قاطع البحار
أعيد تشكيل الحياة…

كإله صغير
انا الانسان
انتظريني حبيبتي
فهذا اللحم المبعثر…

و بقايا الجثة مع انقاض ما كان بيتي
ليس انا
لا….لا
ولا تلك اليد الصغيرة التي تعرفت عليها

ليست لولدي ابدا
تركته في الشارع يلعب مع الاولاد
سيأتيني بعد قليل ويعانقني طالبا لعبة

واستجيب

أسأله اتحبني ؟ ليرد نعم…

انتفخ كربّ صغير
لا هذا ليس جزء من ثوب امي

يا خجلتي خرجت اليوم دون ان اقبلها..

ستغفر لي ذلك..

هي امي
هذا الباب يبكي أجزاؤه..

بقايا التلفاز…

كم انتظرنا ووفرنا حتى احضرناه

كان  للأولاد …

لا تزعلي حبيبتي فنحن  الباقون لهم
اين هم ؟!!.
يا احمد… يا فاطمة ..يا صغاري …

ردوا عليّ ارجوكم
الهي احبك وتحبني…

اين اولادي ؟!!.
لاتجدني…

يا الاهي…

دعني مبعثرا مفتتا بين الحجارة والركام

الّا هم…
فمن انا دونهم…؟.

ما قيمة الوجود ما معناه؟
ربي
قل اني احلم
حبيبتي تحضنني معطية لي دفء الكون
واولادي يشقون طريقهم في الحياة بثقة

واشجاري تعانق السماء
من أعطاك يا صانع الموت…

حق أن تُلغينا ؟!!
من؟!!.
انتظر سنأتيك

والله معنا
لنأخذ حقنا
ونعيد تشكيل الحياة

 

12.1.2013

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شعر جميل معبر يحمل معاني وطنية للتضحية والنضال من اجل الوطن والحرية، لشهداء القضية بسورية وفلسطين [حبيبتي… حبيبتي انتظريني قليلا… انا قادم اليك …. من حافة الشوق… الى قاع اللهفة .. ..انتظريني ارجوك… … والله معنا … لنأخذ حقنا … ونعيد تشكيل الحياة].

زر الذهاب إلى الأعلى