حنين بوظو كاتبة سورية متميزة، هذا أول عمل أقرأه لها. نعش دمشق؛ رواية أخرى تتحدث عن الثورة السورية، بدأ تدوين الرواية عام ٢٠١٣م وانتهت عام ٢٠١٧م، وهذا يعني أنها عايشت حوالي سبع سنوات من الثورة السورية ومنعكسها على السوريين، كل ذلك نتابعه من خلال شخصيات الرواية.
تعتمد الرواية أسلوب السرد الذاتي بلغة المتكلم عند أشخاصها، الذين يتناوبون على السرد، متابعين حياتهم عبر الزمن و تتالي الاحداث عليهم. سنعتمد نحن على التحدث عن كل شخصية بما عاشته على المستوى الخاص والعام، ومن ثم نجمل الخلاصات النهائية للرواية كلها، ونقدم تعقيبنا عليها.
تبدأ الرواية من سرد سيرين لحالتها؛ سيرين امرأة دمشقية كانت تعيش مع زوجها وطفلها، بعد حصول الثورة السورية، ومواجهة النظام للشعب الثائر بالعنف العاري، عبر القتل بالرصاص والقنص، كان نصيب طفلها اصابة من قناص قرب منزله في الحي الذي يسكنه حيث أصبح ساحة حرب يقتل النظام الشعب الثائر، وعندما حاول الأب إسعاف ابنه كان القناص بالمرصاد له، أصيب هو الآخر و توفي هو وابنه في مكان القنص. لم يتبقى لسيرين سوى والدتها، التي توفيت بعد مقتل زوجها وطفلها بمدة قصيرة. عندها وجدت أن أسباب ارتباطها بدمشق وعيشها بها أصبحت مستحيلة، لذلك قررت ان تهرب من دمشق وتغادر كمعظم السوريين الذين كان بإمكانهم أن يغادروا البلاد بعد أن أصبحت سورية كلها ساحة حرب و مقتلة للشعب السوري على يد النظام المستبد المجرم، النظام الذي لم يترك سلاحا لم يستعمله بحق الشعب. توجهت سيرين إلى لبنان في رحلة تريد الوصول من خلالها الى أوروبا. غادرت سيرين الى تركيا من مطار بيروت، صادفت في رحلة انتقالها شابا سوريا اسمه ماهر وكان له ذات الوجهة، مدّ لها يد العون في رحلتها كلها، وصلت إلى مطار بيروت ومن هناك انتقلت الى مدينة أزمير التركية، التقت بالمهربين الذين كانوا يتواجدون بكثافة في المدينة، هذا غير الكثير من السوريين الذين يريدون التوجه إلى أوروبا، لكي يبدؤوا حياة جديدة تاركين وراءهم ما عاشوا من مرارة وألم خسران البلاد والوطن والاحباب، من استشهد منهم ومن لم يستطع اللجوء. تعيش سيرين تجربة قاسية جدا في رحلة الهروب من تركيا إلى اليونان ومنها الى هولندا والنمسا ومن ثم ألمانيا البلد التي قررت ان تستقر به. لم يلتزم المهرب معهم بما وعدهم به ان يصلوا إلى الشاطئ للتوجه لليونان اولا، كان عليهم أن يهربوا من الدوريات التركية التي تقف حائلا أمام هجرة السوريين وغيرهم إلى اوروبا، عانوا كثيرا ؛ التخفي في النهار والتحرك بالليل في الغابات للوصول للشاطئ للركوب في زوارق مطاطية تتوجه بهم للجزر اليونانية ومنها متابعين بقية الرحلة، كانت معاناتهم شديدة حتى وصلوا للشاطئ تعب وانهاك واختباء في حظائر الحيوانات. على الشاطئ وجدوا اعدادا هائلة من السوريين والأفغان والأفارقة تنوي اللجوء إلى أوروبا مثلهم، أمّن المهرب لهم زورقا يتسع لخمسين شخصا لكنه ملأه أضعاف ما حمولته وتركهم لمصيرهم في التوجه إلى الجزر اليونانية. انطلق الزورق بهم بحمولته الخطرة، ولم يمض وقت حتى واجهتهم البحرية اليونانية حيث احتجزتهم على سفينة لهم، و نزعت محرك الزورق و اعادتهم الى الزورق دون محرّكه مجددا واطلقت النار على الزورق و خرقته، تركتهم وغادرت، كان الهدف أن يغرقوا ويموتوا بعرض البحر. تعاون الجميع على سد ثقوب الزورق، حاول الشباب المتقن للسباحة أن يسحب الزورق باتجاه الجزر اليونانية كانت رحلة شقاء وموت، وجاءهم الانقاذ عبر البحرية التركية التي انتشلتهم واعادتهم الى تركيا مجددا. حيث يلتقوا مجددا بالمهرب الذي أمّن لهم زورقا ثانيا ليعودوا رحلة البحر ثانية، ليستطيعوا هذه المرة الوصول إلى الجزر اليونانية، ومنها انتقلوا الى هولندا ومنها إلى النمسا ووصلت سيرين مع ماهر رفيق رحلتها إلى ألمانيا. لم تكن رحلتها سهلة كان الموت قريبا جدا منها وممن كان معها، البعض اُلزِم بالبقاء بالدول التي بصم على دخولها، حسب اتفاقات دولية. في ألمانيا فرض على سيرين أن تعيش مع ماهر مساكنة دون زواج، لكنها لم تستطع التأقلم مع ذلك و لم تستطع نسيان زوجها وطفلها المقتولين، ولا امها ولا بلدها ،حارتها ،مدينتها ،ذاكرتها وذاتها التي تركتها هناك في دمشق خلفها. صحيح أن معاملة الألمان لها وأمثالها خفّف من معاناتها، لكنها لم تستطع أن تغادر بروحها مدينتها دمشق واهلها وذاتها التي لا تعرف كيف تستردها مرة أخرى، لذلك قررت ترك المانيا بكل ماقدمته من رعاية وخدمات، وعادت الى تركيا وعاشت هناك قريبة من بيأتها ووطنها لعلها تعود يوما.
اما الشخصية الثانية في الرواية فهي مهيوب، الذي يمثل صورة النظام السيئة والمسيئة للشعب السوري.
مهيوب إبن الساحل السوري يتذكر طفولته الفقيرة والمعذبة، أمه التي كان يزني بها السيد الذي تعمل عنده، بمعرفة والده وصمته. مهيوب ذاته وكيف باعه والده لأحد الباشاوات ليكون بديلا عن إبن لم يلده. عاش مهيوب حياة وفرة ورفاه عند سيده الجديد لكنه لم ينسى أصله وحقده على كل شيء وعلى من تبناه ومن ساعده كذلك. نشأ وفي نفسه نزعة تدمير الآخرين انتقاما لحياة لم يستطع التحرر من تأثيرها على نفسه وحياته. عندما كبر استولى على ثروة سيّده واصبح رمزا لرجال المال والاعمال التي امتلأت بهم البلاد في العقود الأخيرة، كان معه في رحلة الصعود زيزي الفتاة التي كبرت معه وبصحبته، وهي ايضا من ذات البيئة، فوالدها العصامي الذي يعمل بجهده وكرامته، مات بالجلطة عندما وجد زوجته في احضان مهيوب، زيزي التي كبرت تحت رعاية مهيوب وعزّه واصبحت مديرة أعماله، كانت وإياه يتبادلون الادوار في تسيير أمور النهب والتسلط والاستغلال ورحلة سرقة البلد وكل خيراتها- طبعا مع أمثالهم في سورية-.
مهيوب يعاني من عقدة النقص أمام ابناء المدينة التجار الأصلاء ابا عن جد، حاول ان يستعين ببعضهم، لكنه استمر أخيرا لوحده في رحلة صناعة مجده الشخصي. متمثلا أخيرا ببناء برج لا مثيل له في دمشق.
تابعنا من خلال حياة مهيوب حقائق واقع النظام السوري بكل التفاصيل، تارة نراه يتماهى مع النظام وكأنه رمزه وتارة هو أحد تعبيراته، استباحة البلد كلها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، بلد الاستغلال والاستبداد والقمع والمحسوبية والتسلط على رقاب الناس، يمتص خيراتها ويذلّ شعبها مهيوب وأمثاله. والسلطة ترعاهم وتمثل كيانا عاما يقود كل سارقي الدولة ومستعبدي الشعب وصانعي مأساته على كل المستويات.
لا يهدأ مهيوب في بحثه عن مزيد من المكاسب والمصالح ويحاول أن يتوجها بالبرج الذي سيكون رمزا لمجده الكبير، يصعد في برجه وحيدا، تعود اليه حياته السابقة كاملة، تسيقظ فيه أعماله السافلة كلها تتحول لهواجس مخيفة يرتعب أن تتكرر معه أعماله، تذكره لواقع عجزه الجنسي وسفالة اعماله التي توجها بإلقاء سيّده من البناء كان يبنيه ليموت ويرثيه ويرثه ويبني حياته كقاتل محترف. توحي الرواية أن مصير مهيوب كان سقط من أعلى البرج ومات، هل سقط ماديا ام معنويا خاصة أن ثورة الشعب قد زلزلت الارض تحت اقدامه وأقدام أمثاله والنظام الذي صنعه ويحميه.
كذلك نتابع حياة زيزي التي كبرت تحت جناح مهيوب قاتل ابيها والزاني في امها، والذي انتظر لتكبر حتى تكون محظيته الجنسية، وسنّارته لصيد الرجال الآخرين الذين يريد أن يمد أعماله وتعامله معهم، لكنها وفي لحظة مراجعة ذاتية، تكتشف تفاهة حياتها وكل ما تملك وكل ما بين يديها، ابوها المقتول وامها الزانية وهي أيضا حيث تباع وتشرى في سوق مهيوب، لا حياة سوية لا زوج لا أولاد لا حياة محترمة. وفوق ذلك ظروف البلاد السيئة والشعب الثائر، لذلك قررت ان تحمل بعض ثروتها وتهرب خارج سورية مستعينة برضا أحد رجالها الموثوقين، تاركة مهيوب لمصيره.
تتابع الرواية قراءة حدث الثورة السورية عبر شخصية مهجة الفتاة الجامعية التي كانت متوجهة من جامعتها الى البيت، وصادف أن وجدت بطريقها مظاهرة تهتف للحرية، حاولت تجنب الاختلاط بهم، فهي لا تحب السياسة وغير انها تخاف من النظام وبطشه، في ذات الوقت يهاجم الأمن المظاهرة ويطلق عليها النار، يهرب من يهرب ويعتقل البعض ومنهم مهجة التي ستجد نفسها متورطة فيما لم تحلم به ابدا، أخذها رجال المخابرات إلى فرع الأمن وهناك وضعوها في زنزانة وعاملوها بمهانة وبشكل سيء. حققوا معها، لماذا تتظاهرون ؟، من يقف خلفكم و يدعمكم من أعداء سورية؟. ما هي الحرية التي تطالبون بها ؟، لم يكونوا يسمعوا اجاباتها وانكارها لأي نشاط وأنها كانت هنا بالصدفة، عذبوها واساؤوا لها، لم يحترموا اي خصوصية لها، وهي بقيت مصرّة على عدم مشاركتها بأي نشاط. في المعتقل اكتشفت الكثير، أدركت أن النظام مصر على إنهاء الثورة والتظاهر، وأنه مستعد أن يقتل المتظاهرين وكل من يريد أن يخرج على السلطة ويتحداها، ويطالب بالحقوق الانسانية في العيش الكريم والكرامة الانسانية والعدالة. ادركت انها دخلت في حالة لا تعرف كيف تخرج منها. وبعد مضي شهر على الاعتقال حوّلت للمحكمة العسكرية ثم الى سجن النساء في عدرا، وهناك وجدت نفسها بين سجينات متنوعات، بعضهن ممن أعتقلن ضمن ظروف الثورة، من ساعدت الثوار ومن شاركت بالتظاهر..الخ. ونساء موقوفات في قضايا جنائية، سرقة ودعارة وغيرها. في السجن اكتشفت جوانب جديدة في المجتمع، أدركت أن السجن مجتمع صغير يمثل المجتمع الكبير. أدركت واقع المرأة السورية و إستلابها الإنساني من العائلة والمجتمع وضعفها في مواجهة واقعها. لاحظت أن القلائل من النساء يتواصلن مع أهلهن ويعشن في فاقة وعوز يجعلهن يعملون في السخرة عند الاخريات وقد يكّن ضحايا ابتزاز أخلاقي ونفسي واضطهاد احيانا. لاحظت مهجة كل ذلك، و وجدت من يتبناها خاصة أنها صغيرة في السن وبلا خبرة ولم يعلم أهلها عن وضعها أي شيء، تمتلك مهجة حاسة سادسة تستطيع من خلالها معرفة مستقبل حياة البعض، كان هذا يخيفها، ويجعلها مضطربة. أخيرا استطاعت مهجة أن تتواصل مع اهلها بعد ذلك، قدموا لها الدعم المادي ووكلوا لها محامي لمتابعة محاكمتها، والبحث عن وسائط عبر الرشوة لإخراجها مما هي فيه. حيث تسير كل الأمور في سورية عبر الفساد المهيمن على مفاصل الحياة كلها. وأخيرا تخرج مهجة من السجن بعد أن ذاقت ويلات كثيرة وخبرت الكثير الكثير من واقع الحياة في سورية على كل المستويات.
اعتمدت الكاتبة حنين بوظو زيادة على متابعة الشخصيات وضمن متابعة تفاصيل حياتهم في الرواية، على تضمين موقفها من كل ماعاشته وتعيشه سورية وشعبها، بطريقة تتوافق مع سياق النص الروائي.
٠ إنها تحتج على تخلف المجتمع عموما وصمته عن القهر والذل والفساد والجهل والامية والمحسوبية والفهم الخاطئ للدين والتصرف بمظهرية والتقية والتعامل بدونية مع المرأة والفقير، كل ذلك تراه جزء من واقع الحال الذي كنا نعيشه كشعب ومن خلاله كنا نقبل حياة الذل والعبودية. تدين التخلف الاجتماعي، التواكل والتعصب والنظرة الغير علمية للحياة.
٠ إنها تحتج على ثورة وثوار لا يقدموا صورة واضحة عن مطالبهم، وكيف ظهروا مندفعين في تحدي النظام ومواجهته، صحيح انهم كسروا عقدة الخوف منه، لكن لم يكونوا محددين لمعالم بديلهم وهذا جعلهم بعد ذلك رهينة بيد السياسيين المعارضين الذين لم يكونوا على قدر الوعي والمسؤولية، والذي جعل القضية كلها تتحول لتكون رهينة بيد القوى الخارجية التي دعمت النظام أو دعمت الثورة، وساهمت في تحوّل الثورة الى حرب اهلية، وادت للنتائج الكارثية التي تعيشها سورية من تقسيم واقعي واحتلالات علنية. هل كان الثوار يعلمون أن تضحياتهم وثورتهم ستؤدي الى ما وصلت له سورية وشعبها.؟.
٠ تغوص الكاتبة عميقا في اعادة قراءة الدين ودوره الحياتي، ودور رجال الدين المسيء له. سواء من يسيّس الدين ويريد أن يحكم باسم الله. او من يتحول لقاتل وارهابي ويستخدم الدين واجهة تبرر فعله. او موقف رجال الدين الذين يقدمون للسلطة الشرعية في قتل الشعب وتهجيره فيما يسمى فقهاء السلطان وعبيده الذين يبيعون الدين في سوق الولاء للحاكم.
تدعو حنين الى عودة الدين لأصله هاديا للبشر ومنورا لحياتهم ومقدما لهم السكينة والطمأنينة والراحة في الجواب عن اسئلة الوجود والدنيا والآخرة والموت والحساب.
٠ لا تخلو الرواية من لمحات في اعادة قراءة التاريخ، انصاف المرحلة العثمانية، ادانة لانظمة رفعت شعارات القومية وغيرها ومارست الطائفية والاقليمية والتمييز والاستبداد والقهر السياسي والاجتماعي.
٠ تحاول الرواية أن تكون سجلا علميا ومعرفيا عن كل ما يعيشه المجتمع السوري، وقدمت رؤاها النقدية في كل شيء.
٠ تنتهي الرواية عبر مرثية لدمشق العريقة التي ولدت مع التاريخ، عاصرت كل الحقب وكانت نجما في كل الأوقات، فيها تاريخ ناطق وحضور آثر على كل المستويات. تبكي دمشق التي طرد المستبدين القتلة أهلها في كل أقطار الدنيا، دمشق التي يعيث فيها الأغراب والاوباش فسادا، دمشق المستباحة التي تبحث عن أهلها فلا تجدهم، دمشق الذي سكنها الاغراب و دنسوها.
في الرواية الكثير و ما تحدثت عنه غيض من فيض.
وفي تحليل الرواية نقول:
٠ نجحت الكاتبة حنين بوظو أن تأخذنا باسلوب ادبي شيق إلى دمشق ذاتنا التي نفتقدها.
٠ تميزت الرواية بالشفافية والكشف المعلوماتي لكل ما عشناه في سورية بلدنا، بعين الباحث و مبضع الطبيب وقلب الأم الحنون.
٠ يميز الحس النقدي الرواية من أولها لآخرها، نقد السلطة والمجتمع العادات والتقاليد، الفهم الخاطئ والمتخلف للدين، وحتى استخداماته الهدامة، نقد الثورة من داخلها، ما ينقصها وما حصل وكيف سُرقت وأصبحت رهينة.
٠ قد نختلف في بعض الاراء والتحاليل الموجودة ضمنا في الرواية، مثل احتجاجها على الثوار بأنهم لم يكونوا يمتلكوا برنامجا ورؤية للثورة وهذا سهّل سرقتها من أصحابها وتحولها لرهينة بيد اعدائها واعداء الشعب. وهذا لم يكن ممكنا في ظروف سورية حيث لم يكن النظام يسمح لأي نشاط سياسي معارض وكان يبطش بمن يعارضه بطريقة الضربة القاضية قتلا و اعتقالا و سجنا مديدا، وبذلك كانت ثورة السوريين لانهم مظلومين وغير مسيسين أو منضوين في أحزاب وتنظيمات سياسية لاستحالة ذلك. وعن سرقة الثورة، هناك أسباب كثيرة وقوى أكبر من النظام ودوره وفاعليته، جعلته الاداة التي ذبحت من خلاله الشعب واستدعت الاحتلالات وخلقت واقع استشهاد أكثر من مليون سوري ومثلهم مصابين ومعاقين ونصف الشعب حوالي ثلاثة عشر مليون مشرد داخل سورية وخارجها. ونصف سورية مدمر. الاحتلال الروسي والإيراني والأمريكي والإسرائيلي لسورية، والتواجد التركي على الحدود الشمالية لسورية، كل هذا إضافة إلى واقع التقسيم الطائفي والاثني الذي أصبح أمرا معاشا – للأسف – ترعاه قوى دولية واقليمية كثيرة…
واقع سورية يحتاج إلى مرثاة على غرار مرثاة دمشق التي دونتها الكاتبة في ختام روايتها…
أخيرا كانت رحلة قراءة الرواية بالنسبة لي متعة الغوص فيها واحاطة لما قدمته من نقد وكشف اجتماعي وحزن على واقع الحال والمآل، وأمل بعودتنا لسورية بلدنا الرائع، وعودة سورية لتكون منارة للعالم.