في ظل الجمود الذي تشهده الحالة السورية، واستمرار النظام في حكم البلاد مع وجود احتلالات متعددة وسلطات امر واقع في مناطق متعددة من الجغرافية السورية تجعله لايتحكم بأكثر من 65%من الأراضي السورية، يتساءل البعض سورية الى أين؟.
سؤال يُطرح وتتعدد الاجابة عليه، فالبعض يرى ان النظام الى زوال، وأنه لم يعد بقادر على حكم سورية، والبعض يرى ان النظام باعتماده على الروس ،والايرانيين، واجهزة المخابرات في ترويض الشعب الذي يعيش اقسى الظروف،سيستمر في الحكم ولايوجد ما يؤشر الى نهايته.
بكل الأحوال وبنظرة الى تعامل المجتمع الدولي مع الحالة السورية ،وسكوته عن الجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشعب دون ان يفعل شيئاً سوى بعض القوانين التي اصدرتها الولايات المتحدة كقانون قيصر، وقانون الكبتاكون، والحصار الذي فرضه الاتحاد الاوربي ،والذي طال بمجمله الشعب السوري دون ان يؤثر على النظام، نستطيع القول ان هناك اجماعاً دولياً على اعادة انتاج النظام واستمراره في حكم سورية بشكلها الحالي الممزق، ليس حباً به بل لأن استمراره في الحكم سيؤدي للوصول الى نتائج تخدم في محصلتها الأهداف الصهيونية في المنطقة وأهمها تقسيم المنطقة الى دويلات قومية وطائفية.
سبعة عقود والصهاينة يعملون على تكريس احتلالهم وتقسيم المنطقة وخططوا لوصول عملائهم الى حكم الكثير من الأقطار العربية وكان نظام الأسد كفء لتحقيق ذلك منذ ان كان الأسد الأب وزيراً للدفاع فبدأ بالجولان ولم يسعفه الوقت لإكمال المشروع فكانت الوراثة لإنجاز المهمة .
ان استمرار النظام بحكم سورية مع وجود مناطق سلطات الامر الواقع، سيؤدي مع الزمن الى تكريس فعلي لهذه المناطق، وهي بداية لتقسيم سورية وتحقيق للحلم الصهيوني بتفتيت المنطقة ومن هنا يُصر المجتمع الدولي على عدم النيل من النظام والامتناع عن مساعدة الشعب السوري للتخلص منه
لذلك لا اتوقع ان تكون هناك نهاية لهذا النظام على المدى القريب، وسيستمر في الحكم بحماية دولية صهيونية حتى تتبلور صيغة التقسيم على ارض الواقع، ويصبح مشروع التقسيم حقيقة واقعة.
ما يهم النظام (وكما دلت كل الوقائع )الاستمرار بالسلطة ولوعلى جزء صغير من سورية، فالتقسيم كان احد خياراته في بداية الثورة عندما تكلم عن سورية المفيدة في الساحل السوري.
كل ذلك يجري والنخبة السورية غارقة في اوهام القيادة الوهمية للتجمعات والأحزاب، دون ان تفعل شيئاً عملياً وتوحد جهودها لمنع جريمة التقسيم.
فمتى نتحسس الخطر؟؟
المصدر: كل العرب
رؤية وتحليل منطقي، إن إستمر الجوسياسي السائد بالمنطقة على حاله، وإن إستمر المعارضة الوطنية الثورية السورية مشتتة ولاتمثل إرادة شعبنا، لأن الأجندات المتحكمة بالمنطقة خدمة لمصالح مشاريع إمبراطورية على حساب العرب، وبابها سورية وفلسطين،