ثلاثة مائة وثلا ثون يوما. ولازال عداد التاريخ يسجل الايامْ…. ولازال قزم البشرية وسرطانها…المسمى بالكيان الصهيوني والمتمثل بربيب الارهاب والاجرام نتنياهو …يدك بحمم مدافعه وصواريخه وطائراته ..سماء وعمران واجساد اهلنا في غزة الشهيدة ويفتك بها… ممعنا فيها قتلا و تدميرا وتخريبا وابادة …حتى بلغ ذلك درجة
من الاجرام والدموية ليس لها مثيل في التاريخ القديم والمعاصر….
ربما. …حصل ما يشبه ذلك في التاريخ القديم ابان صعود امبراطورية المغول والتتار..
…وربما حدث ما يشبهه في الحرب العالمية الثانية سواء لجهة القنابل الهيدروجينية التي اُلقيت على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين او لأفران الغاز التي التهمت الاف اليهود في زمن صعود نازية هتلر…..
الا ان ما يحصل في غزة اليوم…يفوق بكثير عمـّا تم ذكره عبر التاريخ.. …
وذلك لما يرافقه من انفضاح عاهر وسقوط مريع لصدقية ومبدئية قيم المجتمع الدولي المعاصر. مُنتِج الحضارة الغربية الراهنة…. والمتمثل بنظامه الدولي الذي تقوده امريكا رأس الاستعمار العولمي الناعم.. الذي تعرى من كل القيم الاخلاقية والمبدئية والانسانية حتى بلغ درجة الانقلاب على المنظومة المفاهيمية المتعلقة بالمبادئ الحقوقية والحضارية المنبثقة عن هذا المجتمع ……وهو ما تم تلقينه لنا نحن جيل القرن المنصرم…
حيث استقر في وعينا..ما يؤكد ان المرتكزات التي احتضنت ما يسمى مقومات الحضارة الغربية انما هي في مسارها منذ النشأة حتى اليوم تعتبر الانموذج النهائي لتطور البشرية جمعاء…
ولابد لمجتمعات هذه البشرية من تطبيق هذا الانموذج لكي تنال شرف الانتماء لهذه الحضارة …لكن ما يحصل في غزة وفي غيرها من الاماكن في مناطقنا …
وما يتم تنفيذه من عمليات ابادة وقتل وذبح وتجويع وتشريدممنهج …وما يرافقه
على المستوى السياسي من مواقف اممية تصدر عن المنظمة الدولية وتترجم عبر تصريحات.. المراقبة والتألم والغضب.. والشجب. بات لا يعني بالنسبة للشعوب المستضعفة والمستهدفة المتطلعة الى حياة أكثر انسانية الا..مقتلة بربرية حداثوية .. تمارس عليها. وتدميها حتى الابادة..
وينقلها الاعلام المعولم بالألوان ويسهب في وصفها كما لو كانت رحلة فريق رحالة مغامر. يستمتع المشاهد بحيثياتها وعناصرها…
كما وتعتبر هذه الشعوب. المواقف السياسية الاممية التي تصدر تجاهها ليست سوى
مواقف داعرة تهدف الى التضليل والتزوير والخداع الوقح…..
وان ما سيتبع في غزة من افعال دموية اخرى تختتم فيه مشهدية الدم والبشاعة والتوحش. وذلك بصمت وموافقة ودعم عواصم حضارة القرن الواحد والعشرين… لن يكون بالنسبة لها اي الشعوب.. الا برهانا تاريخيا على الفجوة الفاقعة التي كشفتها كارثة غزة بين السمة العامة للحضارة الغربية من شعارات وقيم ومفاهيم وبين تطبيقاتها عل الارض في تعاملها مع الشعوب الاخرى…وخاصة الشعوب العربية….
هذه الفجوة لطالما كانت تتبدى بمواقف سياسية متباعدة زمنيا صريحة حينا وضبابية حينا اخر وحمالة اوجه حينا ثالثة طوال احداث قرن مضى…بدءا من اتفاقيات سايكس..بيكو والمواقف من اغتصاب فلسطين. وتقسيمها.. والمواقف حيال حرب 1967..واتفاقات اوسلو ..ثم المواقف من الربيع العربي. وخاصة من ربيع سورية العظيم…والمواقف من تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية….واخيرا…المواقف المتخذة حيال حرب غزة ..وغيرها كثير…وعليه ومما تقدم…نرى اننا بتنا امام مشهد دموي متوحش يطبع المخيال العام لإنسان هذا العصر .. وهو للأسف مفارق لكل القيم الحضارية الحديثة التي لشد ما تغنت بها البشرية المعاصرة….
لكن وبالمقابل اليوم..فان ما كان يطلق ولازال من تصريحات ومواقف مستنكرة و رافضة من قبل عدد من الانظمة والدول والحكومات.. لما يدور من صراعات واشتباكات دموية على الساحة الدولية في العقدين الماضيين من هذا القرن حيث تحسم فيها زعيمة النظام الدولي السائد نتائج هذه الصراعات لصالحها اولا.. ولصالح ارباب النظام الدولي الذين يمثلون حلفاء لها ثانيا…والذي ينتهي غالبا الى مثل تلك المشاهد الدموية التي أشرنا اليها…بالإضافة الى ما صرح به أكثر من مرة زعماء هذه الانظمة والدول المعارضة لهذه الصراعات وكبار مفكريها وسياسييها..
بات من الوضوح الشديد ان ندرك ان الصراع المحتدم الان بين الدول المتشابكة انما يتم تحت عنوان رفض النظام الدولي الراهن والعمل من خلال هذه الصراعات على انتاج نظام دولي مستحدث.. يمكن ان يكون أكثر انسانية وأكثر عدالة وديمقراطية..
وهذا ما يجعلنا موقنين ان نهاية النظام الدولي الراهن مقبلة لامحالة وان هدا النظام في الطريق الى مزابل التاريخ. وان الشعوب المستضعفة والمستغلة لابد انها سائرة الى المساهمة في بناء نظام دولي جديد. وشعوبنا العربية ستكون في طليعة هذه الشعوب وستكون غزة مقبرة هذا النظام الزائل. الى غير رجعة..
اخيرا…إذا كانت غزة وفق هذا المسار في الصراع الراهن ستكون المقبرة التاريخية لنظام دولي متوحش ودموي ثبت زيف قيمه وبطلان مصداقيته. . فإنها وبالمقابل.. وكونها تعتبر اليوم الشاهد والشهيد في فضاء يجمع كيانات بشرية تحتضن الهوية العربية والاسلامية وتتميز بعراقة وعمق حضاري في التاريخ قل مثيله.. لكنها تعاني منذ قرابة نصف قرن وتنتقل من مقتلة الى اخرى ومن نكبة الى اختها حتى باتت على الحالة الراهنة.. من العجز والشلل وانعدام الفعل والتأثير…. وغدت فاجعة غزة الشهيدة بالنسبة لها وكأنها عمل مسرحي تراجيدي…يستأهل التمتع والمشاهدة….
فهل تكون غزة مسرحا جنائزيا ينعي وجود هذه الامة…ام انها ستكون ارض الانعتاق والنهوض كما طائر الفينيق الذي لا يعرف الاندثار.
أكثر من 330 يوماً من الحرب المتوحشة القذرة والكيان الصهي.وني والمتمثل بربيب الارهاب والاجرام نتNياهو يدك بمدافعه وصواريخه وطائراته سماء وعمران واجساد اهلنا في غزة، والعالم ساكت، وشعبنا الفلسطيني يقاوم، هل سنشهد نهاية النظام الدولي الراهن لان هدا النظام الذي لا يحترم ما يدعيه وينادي به يجب أن يرحل الى مزابل التاريخ.