يُحكى أن شابا أراد الزواج فطلب من أمه اختيار فتاة مناسبة له وبعد بحث وسؤال وقعت الأم على فتاة لديها كل الصفات التي يطلبها ابنها من جمال وأخلاق.. الخ ..
فرح الشاب، وطلب رؤية البنت وفق الأصول في ذلك الزمن، وبعد رؤيتها اقتنع أنها الزوجة المناسبة , واتفق مع أمه على طلبها من أهلها , وقبل موعد الطلب بيوم وبينما كان يجلس في القهوة دخل جارهم وجلس إلى طاولة الشاب , وبعد التحية التفت الرجل للشاب وقال : علمت أنك تريد خطبة فلانة بنت فلان ..اهتم الشاب للحديث وقال نعم ياعم غدا إن شاء الله , حملق الرجل في عيني الشاب وقال كلا يابني لا تفعل . بهت الشاب وقال بانفعال لماذا ياعم , أجاب الرجل ببرود أنا أقول لك لاتخطب هذه الفتاة وأنت حر , وجمع الرجل نفسه وخرج بهدوء .فكر الشاب كثيرا وتردد ثم قرر ترك خطبة البنت , فلابد أن هناك سببا مهما لما قاله جارهم , ثم حدث أن وجد الشاب زوجة وتزوجها وهاجر مع زوجته سنوات طويلة قبل أن يرجع لبلدته , وحين جاء جاره للسلام عليه تنحى به جانبا وقال , بالله عليك ياعم أخبرني الآن لماذا طلبت مني أن لا أتزوج فلانة فمازال الأمر يحيك في صدري حتى الآن , ابتسم الرجل الذي أصبح شيخا طاعنا وقال له بهدوء : يا ابني جدتها تدخن الأركيلة ألا يكفيك ذلك ؟
بمثل تلك العقلية يحاكم البعض شخصيات تاريخية ومراحل مصيرية من تاريخنا، يمسكون بأي شيء مهما كان صغيرا ويتركون الإنجازات الكبرى التي لا تهمهم.
المصدر: صفحة معقل زهور عدي
قصة جميلة ومقاربة رائعة .