ما بين الهجرة واللجوء حكاياتُ تروى

آلاء العابد

ارتبطت كلمة لاجىء بالمعنى العام بالحماية وتعني حماية فرد أو عائلة من جانب الدولة التي يلتجيء إليها ترتب عليه الإلتزام بسياساتها والخضوع لقوانينها ويترتب على الدولة حماية الفرد وتأمين كافة وسائل الحماية له.
تعود أسباب اللجوء إلى دول أخرى كثيرة منها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والبيئية

فقد شهد الوطن العربي أزمات لجوءٍ كثيرة وغالبيتها كانت مأساوية أهمها كانت من فلسطين عندما اجتاحت إسرائيل الأراضي الفلسطينية عام 1948 ودفعت الفلسطينين إلى الهجرة خارج أراضيهم فهي اليوم لم تصادر الأراضي فقط وحقهم في العيش في بلادهم بل صادرت حقهم في العودة إلى بلدهم الأم قسمت الشعب الفلسطيني بين الداخل والخارج، فمن يعيش داخل فلسطين يتعرض للمضايقة أو الإعتقال تحت ظروف معيشية صعبة ومن هم خارج فلسطين موزعين في بلاد الشتات على أمل العودة إلى فلسطين وإقامة دوة فلسطين المستقلة التي طالما حلم بها الشعب الفلسطيني وتقدر أعداد اللاجئين الفلسطينيين حول العالم في نهاية 2021 حوالي 18.7 مليون حسب الأرقام المعلنة.

أما العراق فقد كانت قصة اللاجئين العراقيين فطويلة استمرت مايزيد عن ثلاثة عقود والبداية كانت عندما بدأت الحرب الإيرانية – العراقية 1980-1988 حيث اضطر آلاف الأشخاص إلى الهجرة خارج العراق بسبب الحرب وطلب اللجوء من عدة دول ثم جاء الحصار الدولي الإقتصادي الذي فرض على العراق كانت من أقسى الأيام التي عاشها العراقيون بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم توافر الأدوية والغذاء اللازم واضطر أيضاً لجوء بعد العائلات إلى دول الجوار ودول أخرى وآخر الهجرات كانت بسبب الحرب الطائفية المذهبية اضطرت بعد العائلات إلى الهجرة خارج العراق لتأمين الحماية اللازمة لهم ولعائلاتهم.

أما عن أعداد اللاجئين العراقيين في العالم فقد قدرت بحوالي 4 مليون لاجىء عراقي وحسب خبراء فإن الرقم قد يكون أكبر بكثير من التقديرات الرسمية المعلنة.

آخر الأزمات التي حدثت في الوطن العربي والعالم وأكثرها مأساوية ودموية كانت أزمة اللجوء السورية حيث شهد العالم هجرة حوالي 12 مليون إنسان هرباً من نظام وحشي مستبد استطاع نظام الأسد خلال العشر سنوات إجبار أكثر من نصف السكان على الهروب خارج البلاد تحت عناوين مزيفة مثل محاربة الإرهاب والإرهابيين استخدم فيها جميع أنواع الأسلحة إما بالبراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً ماعدا الإعتقالات والتعذيب في المعتقلات اضطر السكان إلى الهروب خارج سورية خوفاً على حياتهم فالسوريون اليوم يشكلون 8.25 % من نسبة اللاجئين عالمياً لتعتبر سورية البلد الأول للاجئين فقد وصلت آخر التقديرات لعدد اللاجئين السوريين إلى أكثر من 12 مليون شخص موزعين على دول الجوار ودول العالم

ولعل الأزمة السورية كانت أسوأ أزمة انسانية واجهتها الأمم المتحدة منذ الحرب الباردة حسب تقديراتها خصوصاً بأنه اليوم لا وجود لحل قريب أو حتى بعيد وبالتالي فإن الأشخاص المقيميين داخل سورية مهددين أيضاً بالهجرة في أي وقت لو أتيحت لهم الفرصة وهم أيضاً بحاجة إلى جميع أنواع المساعدات وأهمها الغذائية.

الأزمة السورية اليوم كانت ومازالت أسوأ أزمة وكارثة إنسانية في القرن الواحد والعشرين حسب تقديرات الأمم المتحدة أزمة كشفت زيف المجتمع الدولي وتصاريحه حول حماية الإنسان.

يذكر بأن اليوم عدد اللاجئين حول العالم بازدياد فحسب التقارير الدولية إن الحروب والنزاعات أجبرت شخصاً واحداً كل 5 ثواني غلى مغادرة بلاده وهي أرقام مخيفة بالنسبة للعالم.

أخيراً لا يكفي لدول اللجوء اتخاذ التدابير الضرورية لحماية اللاجئ فقط بل يجب عليهاالعمل على اندماجه في مجتمات الدول أو دعم قضيته لعودته لبلاده لا يكفي اللاجئ المشاعر والمعاناة الإنسانية بل هو بحاجة إلى دعم حقيقي جاد له لبناء حياة كريمة توفر جميع احتياجاته وطموحاته وأحلامه.

المصدر: اشراق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى