يونس لم يبتلعه الحوت
لكنه تعب كثيراً
فآوى إلى الخان
ليرتاح قليلا
بين قافلتين من الشهداء
محملة بما تنوء به الإبل
من صور و ذكريات
و أغراض مستعملة
و بقايا ألعاب أطفال
ودفاتر قديمة..
و أرقام و أسماء
يجلس يونس
على مصطبة الخان
في الظل
يجمع ذكريات طفولته
يحشرها في حقيبة صغيرة
فمازال أمامه سفر طويل
و عواصف و أنواء
البحر من أمامه
و النهر من ورائه
و بينهما حقل ألغام
و جبال و صحراء
و كم هي غادرة
هذه الصحراء
يسترخي قليلا
بين غارتين
من السماء
يرتل ما تيسر له
من مزامير الرؤيا
و سورة الإسراء
يجفف بمنديله الابيض
عرق جبينه
وبقايا دم
من جروح قديمة
و جروح جديدة
و جروح ستأتي
لتفسد الراية البيضاء
يونس لم يبتلعه الحوت
لكنه اسرى ليلا
وعرج إلى السماء
ليسلم برقية عاجلة
إلى الشهداء
ثم يعود ليؤدي
الأمانات إلى أهلها
فلا تستعجلوا
و تمدحوه بخطب
و قصائد عصماء
فهو أصم لا يسمع
و هو أمي لا يقرأ
منشوراتكم النارية
حسبه أنه يرى
و هو يرى ما لا يرى
و هو لا يرى شيئا
من الأشياء
أفتمارونه عما يرى
و هو لا يرى
سوى نصرا يلوح
في الآفاق
شعر جميل ومعبر عن نضال شعبنا بخان يونس وطبيعة شعبها المناضل المقاوم أمله بالنصر [يونس لم يبتلعه الحوت .. لكنه تعب كثيراً .. فآوى إلى الخان .. ليرتاح قليلا .. بين قافلتين من الشهداء ….. أفتمارونه عما يرى .. و هو لا يرى .. سوى نصرا يلوح ..في الآفاق]