265- | يا وَيْحَ قادَتِنا قَدْ مَهَّدوا دَرْبًا | لكلِّ منْ حَمْلوا راياتِ إِقْهارِ | |
266- | كأنَّهُمْ جَلَبوا للذَّبْحِ أَرْواحًا | فَجَرْجَرونا قَطيعًا مِثلَ أَبْقارِ | |
267- | أَوْ أَنَّنا غَنَمٌ جَذْلى بِذَبّاحٍ | عاشَتْ لِتَعْبُدَ سِكِّينًا لجزَّارِ | |
268- | ما بالُ طاغِيَةٍ في شَعْبِهِ هِرٌّ | إِنْ حَرَّكَ الغَرْبُ أُسْطولًا لِإبحارِ؟ | |
269- | إِنّي لآسَفُ للسُراةِ يَمْتَهِنوا | جَلْبَ الطَّريدَةِ في صَيْدٍ لِصَقَّارِ | |
270- | كَلْبٌ يَعيشُ على الفُتاتِ من عَسَسٍ | يُوشي لَهُمْ بأَخٍ والجارِ والدَّارِ | |
271- | (لا تَأْمَنِ الكَلْبَ إِلّا والعَصا مَعَكَ) | نَبْحُ الكِلابِ قبيحٌ مِثْلَ صِرْصارِ | |
272- | بِئْسَ العروشُ وخانِعٌ بها ولَها | لَمْ تَرْتَقي أَبَدًا إِلَّا بِنَجّارِ | |
273- | إِنْ كانَ ذا خَشَبًا فَذاكَ دُميَتُهُ | اِثْنانِ أَكْرِمْهُما أَخْذًا بِمِنْشارِ | |
274- | لو كنتَ راعٍ فلا تَؤُلْ لِمِرْياعٍ | وادْفَعْ ذئابًا أَتوا من أجلِ إضرارِ | |
275- | أو كُنْتَ نَجْمًا فَجُدْ للناسِ إِشْعاعًا | فالضوءُ نورُ هُدى هَدْيًا لِسَيَّارِ | |
276- | لا يَسْتويْ النُّورُ مَعْ كِلابِ صَيَّادٍ | فالكونُ يُبْنى بإِشْعاعٍ لِأَنْوارِ | |
277- | إِنَّ الكَبيرَ عَظيمٌ والصَّغيرَ بَكى | بِئْسَ الكِبارُ بِنا تَسْعى لِإِصْغارِ |
(14)
278- | إِنْ كانَ أَسْيادُنا بِأرضِنا رَخِصوا | فَالرُّخْصُ في حَرَسٍ أَدْنى بأسعارِ | |
279- | تَطْفو إِلى زَبَدِ الإِناءِ كُلُّ حَقيـ | ـرَةٍ وتَرْسو كَبيرةٌ كَأَحْجارِ | |
280- | رُعاعُ قومٍ كَأَنَّهُمْ ذُبابٌ على | قَعْرٍ تَصفَّحَ بالفولاذِ والقارِ | |
281- | (إِنْ قَلَّتِ الخيلُ عندَ السائِسينَ فما | السُّروجُ إِلّا لكلبٍ) حارِسَ الدَّارِ | |
282- | إِنْ قُلْتُ: تَبًّا لِماذا خانَ أَغْلَبُكُمْ؟ | طارَتْ إِلى صاحِبِ الأَوْصافِ أَخْباري | |
283- | أَوْ قُلْتُ: هَوْنًا، لَنا أَمْرٌ نَحيصُ بِهِ | هَوَتْ كَتائِبُ عَسْكَرٍ على داري | |
284- | قَدْ غَرَّروا بالصَّغيرِ كَي يَروا جيلًا | يَخُطُّ في أَبَوَيهِ شَرَّ إِقْرارِ | |
285- | يَخُطُّ سَطْرًا وشايةً بِأَهْليهِ | يوْدي ذَويه إِلى سَجْنٍ وإِضرارِ | |
286- | فالحِزْبُ مَزْرَعَةٌ بِها جَراثيمٌ | تَصَحَّرَ الوَطَنُ بِقَتْلِ أَشجارِ | |
287- | ما للمَنابِرِ يَعْلوها زَبانِيَةٌ؟ | خَلاهُمُ شَرَفًا وشاهِدي (الباري) | |
288- | إِبليسُ يَبحَثُ عن شيخٍ يَروقُ له | فَاخْتارَ حَسُّونَهُ وَقَّادَ للْنارِ | |
289- | في اسْمِهِ خَطَأٌ لأَنَّهُ بُومٌ | يُرْغي ويُزْبِدُ عنْ آلافِ صِرْصارِ | |
290- | أَشْكو إلى خالِقي شخصيةُ المفتي | حَمَّالُ مِدْفَعِهِ (عَيْنٌ) بِإِصْرارِ | |
291- | إِن جِئتَ تَسْأَلُهُ يرميكَ في بَلْوى | أَقْوالَهُ فِتَنٌ من بعدِ إدبارِ | |
292- | تَمَّ الوُصولُ بِهِ من قَعْرِ مَزْبَلَةٍ | الأَصْلُ من هِرَرٍ مَمْسُوخُ للفارِ | |
293- | تَخالُهُ وَرِعٌ لكِنَّهُ كَذِبٌ | لا يَعْبُدُ اللهَ بَلْ عَبْدٌ لِدُولارِ |
(15)
294- | جُبْنُ الغنيِّ على الأَزْمانِ مَعْروفٌ | والفَقْرُ مُرْتَديٌ قُمصانَ ثُوَّارِ | |
295- | إِنَّ العِظامَ لَهُمْ مالٌ كَما عِلْمٌ | لكِنَّهُمْ هَرَبوا خَوفًا بِأَسْفارِ | |
296- | زادَ القِطافُ على ساحاتِ بيدَرِهِمْ | فَأَدْخَلوهُ إِلى صُندوقِ تٌجَّارِ | |
297- | البَعْضُ مِنْهُمْ قَسا في صَمْتِهِ بَيْعًا | لِأَهْلِهِ ثَمَنًا والأرضِ والدَّارِ | |
298- | وَآخَرٌ قاتِلٌ أَباهُ عَنْ عَمْدٍ | لا يَنْثَني عَمَلًا في أَيِّ إِحْقارِ | |
299- | ذُو المالِ يُغمِضُ عَنْ خسيسَةٍ تَأْتي | ولو تَناهى إلى السُّقوطِ بالعارِ | |
300- | والبعْضُ يَبْكي دِيارًا صادِقًا يَرْجو | هَطْلَ الغُيومِ فَتَصحو بَعْدَ إِمْطارِ | |
301- | أَمَّا زُهورُ غَدٍ إلى مُعارَضَةٍ | تَجَنْدَلوا خُرُسًا ناموا بِأَسْوارِ | |
302- | يُعَذِّبُ العَرَبيُّ في العراقِ أَخًا | فالناسُ تُشْوى وَهُمْ أَحْياءُ بالنّارِ | |
303- | يا ربِّ لو حِقْدَهُمْ باقٍ على كَتْمٍ | فالبُغْضُ يَمْضي إلى مَكْنونِ إسْرارِ | |
304- | الظُّلمُ مُتَّفِقٌ مَعَ الظَّلامِ أَخٌ | كِلاهُما جاءَ من أَفْعالِ أَشْرارِ | |
305- | عَكْسُ اتّفاقِ عَلِيٍّ وابن خَطّابٍ | على التآخي إِلى إِشعاعِ أَنْوارِ | |
306- | إِنْ كُنْتَ حُرًّا أبيَّ النَّفْسِ في وَطَنٍ | فَبِعْهُ نَفْسًا وإِنْ يُطْليكَ بالقارِ | |
307- | إِيَّاكَ تَطْلُبُ من حسّادِهِ نَصْرًا | تَكُنْ خَسيسًا وَعَبْدَ آلِ دولارِ | |
308- | الجُرْجُ مَفْخَرَةٌ لنا على أَرْضِنا | يَصيرُ عُرسًا إِذا ما لُذْتَ بالجارِ | |
309- | ليتَ الضَّواري تآخي بَعْضَ حِمْلانٍ | وعدُ الذّئابِ مَثيلٌ وَعْدَ غدَّارِ | |
310- | جاءوا إلى الرافدينِ بعد أنْ وَعَدوا: | أَنْ يُخْمِدوا لهبًا يَإِجُّ في داري | |
311- | جاؤوا وصهيونُ في الأَرْتالِ أَوَّلُها | حَمَّالُ أَعلامِ أَمْريكا على صاري | |
312- | لكنَّهَم أَشعَلوا آلافَ نيرانٍ | قتلًا وترويعَ أَطْفالٍ وأَطْهارِ | |
313- | فَأَلْفُ ظُلْمٍ من الحَجَّاجِ يأتينا | ولا جيوشُ المَغولِ تُزيلُ أَخْباري |
(16)
314- | بَغْدادُ يا بَلَدًا أَنا أَعيشُ بِكِ؟ | والقادمونَ أَتوا بالجيشِ جَرَّارِ | |
315- | من كانَ مُعْتَدِيًا يأتي لإزلالٍ | يُريدُ مَحْوًا إِلى التّاريخِ والدارِ | |
316- | أَتوا لتأديبِ مُختالٍ ومُدَّعِيٍ | للثأرِ قَدْ دَخلوا بِكُلِّ إِصْرارِ | |
317- | أَتوا لشتمِ صَحابَةٍ ولا غيرُها | منْ يَرضَ بالدِّينِ شَتمًا عاشَ بالعارِ | |
318- | قالوا بأَنَّا سُمومُ الحقدِ تقتلنا | حَتَّى لَجَأنا إلى التَّنْجيمِ والزَّارِ | |
319- | أَموَالُنا للذي يأتي حِلٌّ لَهُ | تَقاسَمَ اللُّقَطاءُ إِرْثَ أَحْرارِ | |
320- | صِحْنا بكلِّ مروءةٍ بها نجدَةٌ | (كالمُسْتَجيرِ من الرَّمضاءِ بالنَّارِ) | |
321- | فالقانِصُ بائِعٌ أو غاسِلٌ صَيْدًا | والسارقُ خافِيٌ أو غاصِبُ الشاري | |
322- | إِنَّ اللُّصوصَ تَرَعْرَعوا زَبانِيَةً | بِمَرْتَعِ اللُّؤْمِ أذْنابًا لدولارِ | |
323- | ضاقَ اللِّسانُ إذا حاولتَ تسميةً | لخائنِ الأرضِ والتاريخِ والدارِ | |
324- | تجارةٌ بدماءِ العُربِ والوطنِ | بَيْعٌ لتاريخهمْ في اسمِ آثارِ | |
325- | لِصٌ على سارقٍ ولَيسَ بالوارِثِ | والهِرُّ قَدْ سَرَقَ ما كانَ للفارِ | |
326- | الحقُّ كم سُرِقَ والشَّرُّ مولودٌ | والجاهُ تَسْمِيَةٌ لشخصِ أشرارِ | |
327- | بالرَّقْصِ والفَقْرِ و(التِّسعاتِ) نَنْتَخِبُ | وليسَ مِنّا سِوى راضٍ بإِحقارِ | |
328- | الدَّمْعُ يبقى على المظلومِ حِصَتَهُ | يَبْكي حَزينًا، ولا يَحْظى بِأَنْصارِ | |
329- | الحِقْدُ شَتَّتَ تُبّاعًا لِإِسْلامٍ | جُرحُ اللَّئيمِ أَتى من دونِ إِنْذارِ | |
330- | ظَنَّ العِدا أَنَّنا نَختارُ مِحْنَتَنا | يا لَيْتَهُمْ عَلِموا ما خَبَّأَتْ داري | |
331- | فالمرءُ إِنْ راحَ سَبّاحًا إلى ماءٍ | لا كالَّذي قَذَفوا بِهِ إلى النَّارِ |
(17)
332- | سُدْنا قُرونًا ولمْ نَظْلُمْ بماضينا | ولا وُصِفنا بِخِسٍّ أوْ بِغُدارِ | |
333- | مَنْ يَعْتَديْ نَعْتَديْ بِمِثْلِ ما اعْتَدى | وَمَنْ يُآخي فَتَرْحيبًا بأَحْرارِ | |
334- | أُباةُ نَفْسٍ وَمَأْمونٌ جَوانِبُنا | العَهْدُ وَعْدٌ ولوْ أَوْداكَ للنارِ | |
335- | ابعثْ لنا رَبَّنا مِنَّا فَتًى بَطَلًا | وانْبتْ لنا ربَّنا زرعًا بأزهارِ | |
336- | ابْعَثْ لنا رَجُلًا حَمّالَ أَلْوِيَةٍ | يَسْتَخْرِجُ الماءَ من أَصْلابِ أَحْجارِ | |
337- | فَأَرْضُنا عَطِشَتْ لصادقٍ مُرْتويْ | حليبَ نوقٍ يكنْ ابنًا لأبرارِ | |
338- | جاهرتُ حنجرتي يغيثني أهلي | عادَ الصَّدى خَجِلًا من بعدِ إنكارِ | |
339- | ثُرْنا لَعَلَّ رُعاةَ الأمرِ تَحمينا | يا لَيْتَ (مُعْتَصِمًا) بِأَمْرِنا داري | |
340- | صِرْنا إلى خَطَرِ البِحارِ نَنْتظِرُ | اليأْسَ مَوْتَتَنا أَو أخذَ إعصارِ | |
341- | أَيّامُنا السّودُ في التاريخِ قَد عادَتْ | وَنحْنُ نَمضي كَما الأَحْطابُ للنارِ | |
342- | وهكذا شَأْنُنا نزفُّ ذابحَنا | مدائِحًا سطَّرَتْ ديوانَ أشعارِ | |
343- | كَيفَ التَّذَكُّرُ أَنَّنا مِنَ الجِيَفِ | الضَّبْعُ يَمضَغُها بِنابِهِ الضّاري | |
344- | لله يا عاملين بالقَضاءِ أَلَمْ | تأتي عَدالتُكُمْ بأَيِّ أَفكارِ | |
345- | لَكِنَّكُمْ عَطَشٌ أَماتَ ظَمْآنًا | إلى مَتى تَقفوا أَعْداءَ إِعْمارِ | |
346- | لا عَدلَ إِلّا لقوَّةٍ يؤازِرُها | غَضَبٌ يلي عَملٌ يَأْتي بثوَّارِ | |
347- | كَيْفَ السَّبيلُ إلى تَرويضِ أَفْعى، إذا | كان المُرَوِّضُ ثُعْبانًا بِإِسرارِ؟ | |
348- | جُيوشُ مُعْتَدِيٍ صُهيونُ قائِدُها | والعُربُ خائِفَةٌ لَيْسوا بِأَحْرارِ | |
349- | وكُلُّ من خالَ أَنَّ اللُّبِّ أَسْعَفَهُ | ضاقَتْ بِهِ الحِيَلُ يَنْجو من النّارِ | |
350- | ما عاشَ نَخْلٌ ولا عيسٌ بِلا صَحْوَةٍ | أَو تُصْبِحوا بَعْدَ حينٍ سَطْرَ أخبارِ | |
351- | أَوْ أَنَّكُمْ غُفُلٌ ولا عُقولَ لَكُمْ | قَدْ خِفْتُمُ بَلَلًا مِنْ ماءِ أَمْطارِ | |
352- | قَدَّمْتُ مَعْرِفَتي في داءِ أَعْرابٍ | عَلِّي إلى خالِقي قَدَّمْتُ أَعْذاري |
في الجزء الرابع من قصيدة “إغتيال” للشاعر المبدع “فايز هاشم الحلاق” يستمر بالتعبير عن إغتيال الإنسان العربي وحضارته بشعر جميل ومبدع [يا وَيْحَ قادَتِنا قَدْ مَهَّدوا دَرْبًا .. لكلِّ منْ حَمْلوا راياتِ إِقْهارِ …. كأنَّهُمْ جَلَبوا للذَّبْحِ أَرْواحًا .. فَجَرْجَرونا قَطيعًا مِثلَ أَبْقارِ …. أَوْ أَنَّنا غَنَمٌ جَذْلى بِذَبّاحٍ .. عاشَتْ لِتَعْبُدَ سِكِّينًا لجزَّارِ] .