الثورة السورية والسياسة || تحديد الأولويات

أحمد العربي

اليوم نحن أمام استحقاقات كثيرة. مطلوب منا أن نتصرف بالميدان رغم كل متغيراته، وننتصر… ومطلوب أن نخوض في أروقة السياسة ونعبر عن حق شعبنا في الحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية.

 مع العدو والصديق….وننتصر ..فما هي السياسة.؟

اولا : بداية إن تحديد السياسة ببساطة هي معرفة الحالة (ثورتنا هنا) وتداول مداخلها ومخارجها .والتفكير بحلولها العلمية العملية. وطرق تحقق الحل الصحيح الذي تم التوصل اليه على الأرض، في كل المجالات. ومتابعة الواقع عبر الرصد والتحقق والدعم. لتعظيم الحل المطبق. والتراكم عليه. وتحقيق الحالة الأفضل المتوخاة… هذه السياسة بالمختصر: استخدام الأساليب العلمية معرفة وحلا وعملا. وتأمين شروط التحقق والتطبيق

ثانيا: وعند النظر لحالة الثورة السورية ، نجد أنه لم يكن أمام الشعب السوري الا ان يثور كله في شوارع مدنه وبلداته . ويتحرك سلميا حتى يفرض على النظام. التنازل لمطالب الشعب. بالديمقراطية أو سقوط النظام المستبد وتحت ضغط الثوار الذين تحولوا الى العنف ردا على عنف السلطة ضد الشعب السوري.

السياسة هنا: إما ان تنتهي ثورتنا او نتحول للعنف في مواجهته ..وتحولنا

ثالثا: وكان لا بد أن يتوحد العمل الميداني. النظام المتوحد في الميدان مع حلفائه الدوليين روسيا  و الاقليميين حزب الله وايران والمرتزقة الطائفيين . وكل من تم تجييشهم طائفيا وعصبويا… هذا يستدعي توحيد جهودنا .في القيادة والتوجية والعمل الميداني وفي النشاط السياسي…. وأن نتصرف كجسد واحد في استيعاب الحالة الثورية. والرد عليها .وفعلنا…وهذه هنا السياسة

رابعا : وكان لا بد أن يتكامل العمل العسكري. مع العمل السياسي (المقصود متابعة شؤون الثورة في الميدان ومع الآخرين .اعداء واصدقاء. والتحرك لتوجيهه نحو هدفنا بإسقاط النظام ومحاسبته وبناء دولتنا الديمقراطية). هذا التكامل الذي يعني تعاضد الأدوار وتبادل الرؤى. والعمل مشتركين للنصر.. في الميدان وفي التفاعل مع الآخرين.(كل الآخرين). وهذه ايضا سياسة

خامسا: استطرادا: عندما تحول ربيعنا لثورة. وتكالب النظام وحلفاؤه على الشعب السوري. أمام معادلة أن. (تعودوا عبيدا في مزرعتي أو افنيكم). وعندما لم يستطع داعمين الجديين .من عرب الخليج وتركيا. أن يعدلوا ميزان القوة لننتصر. وذلك لضعف فعاليتهم الدولية. وضعف الإمداد العسكري النوعي، وعندما اكتفى الغرب وأمريكا بالدعم اللفظي .المغطي على فعل النظام (من تدمير سوريا .وضرب لحمتها الوطنية. واعادتها للخلف عشرات السنين. وعدم امتداد الربيع للمشرق العربي .وتورط حزب الله والميليشيات الطائفية بالعلن والمباشر في الدم السوري. مؤسسا لصراع طائفي). كل ذلك لمصلحة اسرائيل والغرب عموما. لهذا ولغيره من شؤون الثورة… كان لا بد أن يكون لثورتنا ممثلين سياسيين يعبرون عنها . وعن حقها بالوجود والتطور والنصر فتشكّل المجلس الوطني وبعده توسع ليصل للائتلاف وتطوراته اللاحقه ليكون الصوت الذي يعبر عن الشعب. وثورته امام كل العالم…وهذه ايضا سياسة

سادسا: أنه ومع تداخل العوامل الفاعلة والمتفاعلة في ثورتنا وعلى الأرض بحيث أصبحنا .(موقع صراع عالمي على الأرض السورية ) بدم الشعب وهدر ثروته ومستقبل ابنائه. لذلك كان الحديث عن عمل دبلوماسي يتابع تثمير التقدم في الميدان وتحويله لمواقف مع ثورتنا وانتصارا لأهدافها.. وهنا ايضا يتكامل العمل العسكري مع الإغاثي مع نشاط الحراك السلمي مع عمل الائتلاف كواجهة سياسية. والتفاعل مع الآخرين. (خوض الحرب على كل الجبهات).. كل ذلك سياسة

سابعا: ومن السياسة إدراكنا. أننا لا نتحرك لأهدافنا بعشوائية و عقلية التخوين والاقصاء والتهميش. بل بعقلية المتحرك علميا نحو هدفه. مستفيدا من كل العوامل. ومعظم المفيد لثورتنا متجاوزا و داحضا لما يقف في وجهها. وذلك عبر الزمن. وهذا ينطبق على كل نشاط . فردي وجماعي وفي الميدان. ونصل للائتلاف وفعله وفاعليته.. وأن يضع الجميع امام اعينهم. مفاتيح التفكير والسلوك العلمي: لماذا؟ وكيف؟ وأين؟ ومتى؟ في التعامل مع حالتنا الثورية. واضعين أنفسنا جميعا في مجرى الثورة ونصرها…وهذه سياسة

ثامنا: ويجب ان ندرك ايضا .ان للثورة حقها أن تطرق كل الأبواب. وتتحرك نحو هدفنا بحده الأدنى ميدانيا ودبلوماسيا. فلاممنوع طالما ضمن الهدف .(اسقاط النظام ومحاسبته وبناء دولتنا الديمقراطية) . بالذهاب الى جنيف او عدمه ليس مقصودا لذاته بل للتقدم للهدف. ونحن في معركة نخوضها على طول الوقت وعلى كل الجبهات

 وهذه أيضا سياسة

اخيرا: أصبح واضحا لنا ان السياسة هنا: هي جماع الأمر كله وعيا وسلوكا وتقدما ومتابعة وتقويما. وقياس الإنجاز ومراجعة وتقدم. هي مركبنا العلمي في مواجهة كل شيء وأي شيء لتحقيق أهدافنا

اهدافنا التي أصبحت فاتحة كتاب ثورتنا وختام مسكه: الحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية…وسننتصر باذن الله طالما اخذنا بالاسباب

١ . ٦ . ٢٠١٣م

تعليق واحد

  1. اهداف ثورتنا وتطلعات شعبنا الحر أصبحت واضحة ومحدد “الحرية والكرامة والعدالة ودولة المواطنة والديمقراطية، فهل أخذنا أسباب تحقيقها؟ قراءة ورؤية لأولولويات السياسة المطلوبة، وضعت وفق معطيات 2013، يتطلب إعادة النظر بها وفق المتغيرات الدولية والعربية خاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى