تمهيد:
ان ثورة الشعب السوري (بنسيجه الاجتماعي الكامل) على النظام الاستبدادي الدموي. وذلك لرد مظلومية عمرها عشرات السنين. من القمع والاستبداد والفساد والاستغلال والمحسوبية والهيمنة على مصادر الإنتاج والسيطرة على مفاصل الدولة عامة والأمن والجيش خاصة . من النظام وعصبته. واستمرار هذه الثورة وطول مدتها. وتداخل القوى الدولية والإقليمية فيها. وكل حسب مصلحته سواء مع النظام او مع الشعب السوري وثورته. وغياب العمل الجماعي المنظم والمحدد بخطط استراتيجية لنشاط الثورة السياسي والعسكري . جعلنا نتحدث عن توحيد قوى الثورة السورية .للقيام بالدور التوحيدي المطلوب مع الثوار والسياسيين..
وهذه هي الضوابط الفكرية السياسية
اولا. الانطلاق من الإنسان السوري فردا وجماعة . وباعتباره صاحب المصلحة المباشرة بالثورة السورية . وان حياته الافضل هي المطلوب . وان العمل للحرية و الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وإلى دوله القانون والمواطنة والمدنية والمساواة والديمقراطية.. هي ادواتنا واهدافنا ايضا
ثانيا. الانطلاق من الدولة السورية المحددة بالأعراف والقوانين الدولية والمعترف بها من أغلب دول العالم. بشعبها كاملا وعلى كامل ترابها. وان شعب هذه الدولة يمثل نسيجا اجتماعيا متكاملا ومتنوعا ومحترما لهذا التنوع . الديني و الطائفي و المذهبي و الاثني و العشائري والمناطقي.. الخ. وان كل هذا التنوع هو في عرف المواطنة السورية شعب سوري واحد متساوي بالدستور وأمام القانون
ثالثا. إننا ننطلق من أن سورية جزء من محيطها التاريخي. فهي احتضنت الإسلام وكانت دمشق عاصمة الأمويين لمئة عام وشعبها باغلبه مسلم . وهذه السمه تجعل اي توجه مستقبلي لصناعة الدولة الوطنيه الديمقراطيه . ستأخذ بعين الاعتبار البعد الإسلامي سواء في توافقات ما فوق الدستور و الدستور والقوانين التي سيتوافق عليها الشعب السوري مستقبلا في دولته الوطنية الديمقراطية.. وحتى في تعاملاتنا الاقليمية والدولية
رابعا. إننا ننطلق من اعتبار ان اغلب الشعب السوري من العرب. وان العروبة بكل جوانبها الثقافية والمجتمعية وحتى العمل الوحدوي العربي مستقبلا. هي من مقتضيات الأمر الواقع والمصلحة الوطنية السورية. فكل دول العالم تتحرك لتصنع كتلها وكياناتها الأكبر. لتستطيع التطور والتقدم في عصر الكتل الكبيرة كالاتحاد الأوروبي أو الإتحاد الروسي أو الولايات المتحدة الأمريكية.الخ. والمشتركات بيننا كعرب في دولنا اكبر واهم من مشتركات تلك الكيانات.
وهنا يوجد ضابطين.
١ . إن كل عمل وحدوي عربي مستقبلا مضبوط بالإرادة الوطنية الديمقراطية للسوريين أنفسهم
٢ . إن أي عمل وحدوي عربي او وجود توافقات مع دول جوار أو دول إسلاميه. لا ينعكس سلبا او بالضرر على تنوع ونسيج سوريا الإنساني بكل اطيافه وتنوعه
.وهنا نؤكد ان القضية الكردية كشعب وارض هي موضوع مطروح في الإقليم كله. وهو قيد التداول في الدول المتواجدين بها. وانهم جزء اصيل من دولهم. ولهم بالنسبة لنا. كامل الحقوق الوطنية السورية. وحق الخصوصية الثقافية واللغوية . وان مناقشة وحسم اي موضوع يطالهم ويطال كل أبناء الشعب السوري. هو رهن بوجود الدولة الوطنية الديمقراطية السورية. وهي تقرر مستقبل التفاعل الوطني وآليات تطوره عربيا واسلاميا واقليميا
خامسا. أهداف الثورة السورية هي:
١ . الحرية : حق الحرية في كل مجالاتها الرأي والممارسة والعيش والنقد وممارسة كل مناشط السلوك الانساني .وان ثورتنا سميت بجدارة ثورة الحرية في مواجهة استبداد واستعباد النظام . طبعا كل ذلك مضبوط بالقانون و بالديمقراطية .للحرية حدود وقيود يضبطها القانون ويعالج مشاكلها القضاء العادل
٢ . الكرامة الانسانية : ان كرامة الانسان وحريته وحقه في العيش الكريم والحياة الأفضل هي من أسس الحياة السويّة والتي يتحرك الإنسان لتثبيتها وتحقيق الإلزام القانوني لها.
٣ . العدالة الاجتماعية: إن أهم أسباب ثورتنا هو الظلم الاجتماعي والإحساس بفارق الغنى الناتج عن الاستغلال والنهب الذي غطاه النظام لعصبه . والفقر والحياة القاسية التي عانى منها اغلب الشعب السوري. لذلك كان العدل الإجتماعي الذي يعني إعطاء الفرص المتساوية لكل أبناء الشعب السوري ليقدموا جهدهم ويحصلوا نتاجه ويحققوا حياتهم الافضل والرفاهية التي يستحقون
٤ . الديمقراطية: إننا نرى ثورتنا السورية تُختصر بالحرية كمفهوم .وبالديمقراطية كممارسة. فالديمقراطية. التي تعني حق الشعب السوري أن يطّلع على أحوال بلاده ويكون له الرأي بكيفية مواجهة مشاكلها والحلول المطروحة وآليات العمل لصناعة المستقبل الافضل. وكل ذلك عبر الأدوات والقنوات الديمقراطية. من دستور توافقي. إلى قانون ملزم. الى مجالس نيابية منتخبة .الى حرية صحافة. الى قضاء عادل .إلى فصل السلطات وتداولها . كل ذلك مقنن وأصبح من الاعراف الدوليه.. هذه الديمقراطية التي تعبّرعن ارادة الناس في كل شيئ وكيفية تنفيذها، وتنفيذها ايضا
.٥ . المواطنة السورية المتساوية والمدنية ومشاركة ممثلي الشعب بصياغة دستور توافقي ، والمساواة أمام القانون..الخ.. كلها وغيرها من ثوابت الحياة المجتمعية التي ترعاها الدولة والناس وتحرسها العدالة. وكلها تثبت الحقوق وتؤدي للحياة الافضل. للجماعة الوطنية كلها، الشعب السوري
سادسا: سوريا اليوم .في مرحلة تحرر وطني
سماته:
١ . التحرر من استبداد النظام القمعي الدموي الفئوي الطائفي. واسقاطه ومحاسبة كل من شارك بقتل وتشريد الشعب السوري وتدمير البلد
٢ . التحرر من جميع الدول والقوى التي جاءت لدعم النظام، ودعمته بالمال والعتاد والرجال وقاتلت إلى جانبه في سورية. روسيا ايران و حزب الله والمرتزقة الطائفيين. وملاحقتهم لجرائمهم بحق الشعب السوري؛ في المحافل والمحاكم الدولية
٣ . التحرر من تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي (داعش) ومقاتلته في سورية واستئصاله . والعمل لنشر الفكر التنويري الاسلامي الذي يدحض هذا الفكر وهذا السلوك.. مع اقرارنا أن النظام يرتبط موضوعيا مع هذا التنظيم و يستمدان الاستمرارية من تواجدهم على ارض سورية. وان اسقاط النظام او دحر التنظيم يساعد في ضعف الآخر وسقوطه رغم أن داعش أصبحت الآن في حالة انهزام شبه كامل
٤ . محاربة أي دعوى تقسيميه وتحت اي مبرر وحجّة اثنية أو طائفية. فهناك من يدفع النظام ليصنع دولة (علويّه) في الساحل السوري. او لدولة (درزية) في الجنوب السوري محازي لفلسطين المحتله. وبدعم من (إسرائيل). أو لدولة (كردية) في الشمال السوري. وبدعم من الغرب و(إسرائيل أيضا). وكل ذلك يعتبر دعاوى تقسيميه لسورية ونعتبرها اعتداء على سورية أرضا وشعبا و نحاربها. ولن نقبل تجيير اي مظلوميه كانت. لتتحول لمبرر لتقسيم سورية. ولا يبرر التعدد والتنوع الديني أو الاثني أو الطائفي لتقسيم سورية. فكل بلدان العالم فيها هذا التنوع واكثر. وهي متوحده وتسعى لتوسع مجالها بالتوحد مع غيرها ايضا. فتركيا فيها أربعين مكوّن واثنيه وكذلك الدول الاوربية وامريكا والصين والهند وروسيا..الخ
٥ . إننا نعمل لإنجاز هذا التحرير لسورية من كل اعدائنا .ونبني دولتنا الوطنية الديمقراطية. التي تجعلنا نعمل كلنا كشعب سوري واحد متمتع بالحرية والكرامة والديمقراطية محققين العدالة والتقدم والحياة الافضل
سابعا. آليات تحقيق الثورة السورية لاهدافها
١ . الحفاظ على استقلال القرار الوطني السوري : إن المشكلة المركزية للثورة السورية أنها تقع تحت وصاية دولية وإقليمية. وكل الأطراف التي تدعم الثورة السورية تنطلق من مصالحها الخاصة . واننا ندرك ان هناك مصالح مشتركة بين شعبنا وثورتنا و حلفائنا و داعمينا. وما نعمل له هو أن نكون في حالة تعامل ندي .مع هذه الدول الداعمة ووفق المصلحة الوطنية السورية وتحرير سورية ولبناء دولتنا الوطنية الديمقراطية وان لا نكون ضحية وصاية او تبعيه باي شكل وتحت اي مبرر
٢ . إن مشكلتنا هي في تشتت عملنا السياسي والعسكري. من أجل الثورة والشعب السوري. وان الائتلاف والقوى السياسية الاخرى المنتمية للثورة لم ترقى لتضحيات الشعب والعمل لمصلحته. فما زال هناك تبعية لاجندات الداعمين في الائتلاف وبعض القوى . وللان لم نصل لمرحلة التوحد السياسي والتمثيلي لشعبنا وثورتنا. فالذاتية والعصبوية والمصالح الضيقة. اثّرت مع غيرها من الأسباب لعدم حصول هذا التوحد السياسي على رؤية استراتيجية للثورة. وكيفية تحويلها لآلية عمل تؤدي لاسقاط النظام وتحرير سورية ولبناء دولتنا الوطنيه الديمقراطيه
٣ . مشكلة العمل العسكري لثورتنا السورية. إن الثوار على الأرض ما زالوا يتصرفوا كمجموعات منفصلة، وغالبا بإرادة الداعمين و تحت وصايتهم. وهذا ادى لطول الصراع واستمراريته مع النظام وتأخر النصر . ومع اقرارنا بالارادة الدولية والاقليمية بمنع التقدم للنصر على الارض. ومع ذلك نرى أن عدم التوحد العسكري وربطه بالسياسي والعمل سوية كمسار واحد متكامل . يمنع النصر . ويؤكد رأينا الانتصارات المتتالية التي حصلها الثوار في الاشهر السابقه. بعد ان بدأت يتوحد الثوار ميدانيا وفي اغلب المعارك لمواجهة النظام وهذا ما تغير بعد ذلك، حيث تدخلت روسيا وإيران وعدّلت كفة الصراع مع النظام وجعلته منتصرا على جزء من سورية، وبقي جزء في الشمال مع الثوار تحت الرعاية التركية، وجزء تحت سيطرة ب ي د وال ب ك ك حزب العمال الكردستاني برعاية امريكية
٤ ٠ نعتبر ان التوحد السياسي والعسكري مفتاح النصر ونعمل عليه ويجب أن نعمل عليه مع كل السياسيين والثوار
.ان هذه الورقة (مشروع) في حالة تطور دائم قابل للتطوير والتعديل والتجاوز . الأصل هو شعبنا وثورته وانتصاراته . وكل ما يخدم ذلك نعمل به دوما
٢٣ /٦ /٢٠١٥م.
ليس بالضرورة أن تعبر المادة عن رأي الموقع
رؤية موضوعية لرؤية فكرية سياسية للثورة السورية كانت بحينها تحمل كافة المتطلبات 2015 يمكن البناء عليها وضمن المتغيرات الدولية والإقليمية والقوى الوطنية السورية، [ الحفاظ على استقلال القرار الوطني السوري -التوحد السياسي والعسكري مفتاح النصر -سوريا اليوم بمرحلة تحرر وطني من سلطة أمر الواقع والجيوش المحتلة].