قضية الاعتقال في سورية تظل الأخطر والأكثر وجعًا والأكثر إهمالًا.. حين عرفت بخبر وفاة ام فواز زريق بنت عم امي وجارتي في السكن في مصياف بلدتي التي كنت أعيش بها وحرمني الاستبداد منها قفزت الصور امامي وتزاحمت المواقف العديدة وبقيت امامي صورة علي يجلس على (البرنده) مع حماته ام فواز لأنه يفيق باكرا….
لا أدري لماذا بقيت فقط تلك الصورة راسخة امامي وكأنه يقول لي
حتى انت يا ندى نسيتني ولم تعد صفحتك تحكي أي خبر عني…
اعذرني يا علي رغم انه اعتذار خجول لأنني قصرت ولا زلت في الحديث عنك
فالقلق الوجودي يتزايد في داخلي كلما طال تحكم سلطات الامر الواقع في سورية
لم تعد سورية كما تركتها حين تم اختطافك وتغييب اخبارك في ٢٠١٣ يا علي..
لم تعد ثورة شعب على نظام التوحش الاسدي أصبح الأسد أحد سلطات الامر الواقع يا علي ولكل منها معتقلات خاصه بها وتغريبتنا القسرية أيضا طالت بل لاتزال هناك الهجرات الدائمة خارج سورية هربا من التجويع والذل وانعدام أدنى مقومات الحياة.
صدقني أنك لا تغيب عن خاطري ابدا وتظل قضية الاعتقال تخنقني لكنني اهرب منها حينا كي اتنفس
احساسي بالعجز يخنقني فاهرب من تكرار الحديث عن قضية يجب ان لا تغيب عن صفحاتنا وعن كل أحاديثنا.
انها قضية الاعتقال ربما خبر الوفاة نكش وجعي المزدوج، تغريبتي والتي هي حكاية التغريبة السورية والتي لاتزال مستمرة والتي سيحكي عنها الكثير مما لايزال مدفونا مخفيا بسبب التعب والخوف وحكاية الاعتقالات والقتل المتعمد لعدد كبير كبير… والتي لاتزال مستمرة
وفاة أمك.. ومن ثم حماتك أعاد لذاكرتي صورتك وتساؤل
وماذا فعل علي حتى لا يكون في مراسيم الوفاة
وماذا فعلت زوجته وبناته
وماذا فعلت وفعل الملايين من السوريين والسوريات؟؟
لماذا نموت بصمت خارج بلدنا
ولماذا ممنوع علينا ان نكون هناك
اعتقالك الطويل هو فقط من تذكرته حين علمت بخبر الوفاة
وبكيت وقلت
الله يرحمك يا ام فواز ولكن اين علي ابو صامد؟؟ واين نحن جميعا
اعتقال وتهجير. الحكاية السورية الموجعة والموجعة جدا..
المصدر: صفحة ندى الخش
لقد أصبحت قضية معتقلي الرأي والتهجير من الحكاية السورية الموجعة والموجعة جدا، لأنها تحتوي الآلام وسقوط الأحلام، وتفتق مواجع اللآلام مع زمن الغربة وآهاتها، غربة المكان والزمان،