الموقف الأميركي والاعتراف بالدولة الفلسطينية

سري القدوة

باتت حكومة التطرف الإسرائيلية تعاني من عزلة دولية بسبب تفهم المجتمع الدولي لدورها ومسؤولياتها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان وان قرار مجلس الأمن الدولي الأخير أدى إلى عزلة دولة الاحتلال بشكل غير مسبوق وبدا العالم يتفهم معاناة الشعب الفلسطيني، ولا بد من الإدارة الأمريكية رفع الغطاء السياسي عن الاحتلال وأهمية اتخاذ قرارات مهمة بشان وقف الدعم العسكري والتمويل لعمليات الحرب مما يضمن ويؤدي إلى وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني .

حان الوقت لتطبيق التصريحات العلنية الأمريكية إلى أفعال وان تتخذ إدارة الرئيس جو باين مواقف أكثر جدية وأكثر فعالية لأن المعركة الحقيقية والتي بحاجة إلى معالجة ليس فقط العدوان على غزة بل أنها أعمق من ذلك وأكبر، إذ أن حل الصراع المستمر منذ عقود بحاجة لتغيير بالسياسة الأميركية، خاصة وأن الجهد العربي الذي يتحرك من خلال اللجنة السداسية العربية لديه رؤية إستراتيجية لحل جميع مشاكل المنطقة، ليعالج أساس الصراع المتمثل بحل القضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للشرعية العربية والدولية، والاعتراف الدولي وحتى لا تبقى المنطقة تواجه حروباً لا تنتهي .

وبرغم ان الموقف الأمريكي من تطورات الحرب ومجريات الإحداث قد تطور وأهمية التصريحات الأميركية المتلاحقة التي تطالب بوقف الحرب وتحذر إسرائيل من الهجوم على رفح، واحتمالات وقوع الآلاف من الضحايا المدنيين بشكل غير مسبوق الا ان هذه التصريحات والمواقف تطلب اتخاذ إجراءات عملية وتطبيقها على ارض الواقع وفي هذا السياق نؤكد على أهمية هذه التصريحات  خاصة ما قالته نائبة الرئيس الأميركي إن كل الخيارات على الطاولة، وكذلك ما قاله وزير الدفاع الأميركي اوستن إن حماية المدنيين الفلسطينيين من الأذى هو ضرورة أخلاقية وإستراتيجية، واصفا الوضع في غزة بأنه كارثة إنسانية.

وبالمقابل تعد ما صرحت به مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، التي قالت فيها إنها “لا ترى أن العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة ستساعد على التوصل إلى حل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي”، وأن هذه التصريحات لا ترقى إلى المواقف الأميركية السابقة والتي تتحدث عن حل الدولتين وإقامة سلام عادل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية وهذا الأمر يتطلب من الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات عملية على طريق اعترافها بالدولة الفلسطينية حتى لا تكون القضية الفلسطينية مجرد صراع انتخابي بين المتسابقين تجاه البيت الأبيض .

ولا يمكن استمرار الصمت إمام ما يرتكبه الاحتلال من مجازر وإصدار الأوامر لتهجير النازحين وتهجير سكان غزة ومنعهم من حق الحصول على الرعاية الصحية والطبية والتي تأتي في إطار جرائم الحرب الهادفة إلى القضاء على معالم الحياة سواء تدمير البنية التحتية والمباني والمرافق الصحية والتعليمية أو مواصلة إبادة أهالي قطاع غزة بحرب تطهيرية لم يشهدها التاريخ .

وما من شك بان جميع هذه المواقف تؤكد على أهمية التحرك العاجل من قبل الإدارة الأمريكية ووقف العدوان ومنع حكومة التطرف من مواصلة حرب الإبادة وان وجود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية هو وجود غير شرعي وعلى الإدارة الأمريكية إجبار الاحتلال بسحب جيشه وتفكيك مستوطناته والعمل على اتخاذ إجراءات عملية تؤدي الى دعم الحقوق الفلسطينية وضمان عودة اللاجئين والنازحين الى ديارهم وإنهاء ووقف كل إشكال العدوان وضرورة خلق مناخ يؤدي إلى أفق سياسي ينهي مشاكل المنطقة والعالم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى